مواضيع اليوم

محنة المخترعين المغاربة بين أحضان وطنهم (2من3)

إدريس ولد القابلة

2012-10-06 22:23:43

0

 محنة المخترعين المغاربة بين أحضان وطنهم (2من3)

 


عبد الله محمد شقرون: الخيبة تلو الخيبة

رغم أن عمره لم يتجاوز الـ24  ربيعا إلا أن المخترع المغربي عبد الله محمد شقرون مزداد بلغت 25 اختراعا مختلفا تنوعت ما بين اختراعات خاصة بميكانيكا السيارات إلى اختراعات أخرى عسكرية وطبية، ورغم أن اختراعاته كلها نالت إعجاب المتخصصين إلا أنه لم يجد من يقدر ويحتضن موهبته واختراعاته التي نال عليها العديد من الجوائز محليا ودوليا.

وكان مجتهدا في  مشواره الدراسي إلى حدود السنة التاسعة إعدادي التي رسب فيها وكان عمره حينها 15 سنة. ولم يكن هذا الرسوب دافع يأس أو فقدان الأمل، بل كان نقطة انطلاقة جديدة، إذ عمد  عبد الله تجديد مسار حياته الجديد. سيما وأن هذا الرسوب شكل صدمة كبيرة لأسرته.

كرر السنة الدراسية ونجح واختار التكوين المهني- شعبة ميكانيكا السيارات.  وفي بداية التكوين - السنة الأولى - بدا تفوقه بشكل ملفت لانتهاجه منهج التعلم إلى جانب منهج التعليم المتبع في المؤسسة التكوينية. درس محرك السيارات بأنواعه المختلفة دراسة معمقة ثم اهتم  بمحركات الطائرات وبعدها محركات البواخر وخلص إلى اختراع المحرك الدوار المدور في شهر مايو 2002 وفي السنة الثانية كان استاده يكلفنه بتعليم زملائه في أغلب الحصص على مدار العام.

 وفي 9 ديسمبر 2004 قدم طلب الحصول على براءة الاختراع وحصل عليها في مارس 2005 وصُنف وقتئذ كأصغر مخترع يقدم اختراعا بذلك الحجم  -المحرك الدوار المدور مربع-  وبعد ذلك طلب إجراء  بحث دوليا حول اختراعه بمدينة لاهاي -هولندا-  وكان الرد إيجابيا  حيث تأكد عدم وجود المثيل المطابق لهذا الاختراع.

بعد هذه الخطوات قام  عرض هبد الله الاختراع على الأساتذة والمختصين في المجال التكنولوجي داخل المغرب وخارجه وكان إعجابهم كبيرا جدا ولكن  عندما  عرضه على وزير الصناعة بالمغرب كانت صدمته قوية إذ  قال له الوزير إن بلادنا  بعيدة جدا عن مستوى هدا الاختراع. هذا ما دفعه إلى توجيه اهتمامه وتفكيره نحو اختراع أبسط يتلاءم وظروف المغرب، وبالفعل نجح في اختراع جهاز أوتوماتيكي لتنظيف واجهات العمارات الزجاجية دون أي مجهود بشري ويصلح أيضا للسيارات والحافلات ،وبعد مشاركته بهذا الاختراع في مسابقة للمبتكرين بالمغرب حصل على الميدالية الذهبية من الناحية التقنية والفنية ولكن قيل له أنه لا يصلح بالمغرب لعدم وجود العمارات الزجاجية، وكانت الخيبة الثانية.

بعد الصدمتان المتتاليتان عزم عبد الله على اللجوء إلى المجال الحربي وهذا ما حدث بالفعل في بداية سنة  2004،  إذ نجح في اختراع بعض الأسلحة المتطورة تكنولوجيا، وعرضها علي أكاديمية الخوارزمي الدولية بطهران  واقترح عليه مسئول إيراني متابعة دراسته بإيران مجانا إلا أن الظروف لم تسعفه.

وقد فاق   عدد اختراعاته 25 اختراعا أغلبها في المجال الحربي.  لكنه لم يحصد إلا الخيبة تلو الخيبة من أبناء جلدته.

 

يوسف آيت علي: لم يحصد إلا اللامبالاة تحت شمس وطنه

شاب لم يبلغ بعد ربيعه الثلاثين في جعبته أكثر من عشرة اختراعات أغلبها خصصها لذوي الاحتياجات الخاصة.  إنه مخترع طموح استطاع أن يحصل خلال مشواره على شهادة ممنوحة من طرف شركة عالمية للاختراع بالولايات المتحدة الأمريكية، وعلى شهادة التكوين من المكتب العالمي للملكية الفكرية بجنيف.


من أهم اختراعاته ، "سوريو"، الموجه للأشخاص الذين يعانون شللا نصفيا أو فقدوا الأطراف العلوية بسب بتر أو  غيره، حيث يمكن لهذا المعاق أن يضعه تحت طاولة الحاسوب ويتحكم فيه بواسطة إحدى رجليه، ليعتمد عليه في استخدام جهاز الحاسوب.  وينقسم  هذا الجهاز إلى نوعين من حيث تواصله  بالحاسوب، النوع الأول يرتبط بالحاسوب عن بعد أي بواسطة ذبذبات  وموجات كهرومغناطيسية ، والنوع الثاني يرتبط بالحاسوب عبر " يوسبي" يركب في الحاسوب.


وقبل هذا، تمكن يوسف من اختراع ساعة تساعد المكفوفين على قطع الطريق عبر معرفة إشارات المرور، و كذلك اختراع جهاز مكون أساسا من شاشة إلكترونية خاصة بسيارات الأجرة تحدد السرعة.  واخترع أيضا جهاز "إيكو" الذي يعتبر اختراعا عالميا مفيدا في مجال التواصل لدى الأشخاص الصم والبكم تفاديا للشعور بالإقصاء أو التهميش أو صعوبة الاندماج، ويوضع الجهاز في معصم الشخص الأصم الأبكم ويحدث ذبذبات كي يعرف متى يطرق بابه.

وفي رصيده اختراعات أخرى لو تم تطبيقها في المغرب لارتاح الناس والدولة أيضا من عبء التكاليف الباهظة للطاقة، مثل اختراعه جهازا لإنتاج الطاقة عن طريق استغلال المياه العادمة. وهذا ابتكار يفيد السكان والدولة في مجال طاقة الكهرباء وتخفيف من قيمة الفواتير التي تثقل كواهلهم ا، وهناك اختراع بساط إلكتروني يعوض البساط الذي يتم فرشه أمام أبواب المؤسسات والمنازل من أجل الحفاظ على نظافة الباب. وتبين الدراسة الخاصة بهذا الاختراع أن صبيب  الواد الحار بمدينة الرباط يصل 200 ألف متر مكعب في اليوم في المعدل  مما يمكن، حسب الدراسة، ربح  1000 كلواط في كل لحظة، مع العلم أن الدراسة لم تحتسب وقت هطول الأمطار حيث يرشح الرقم للارتفاع. هذه الطاقة، حسب الباحث يوسف، يمكن استغلالها في تصفية مياه الواد الحار، كما يمكن استغلالها أيضا من طرف الشبكة الوطنية للطاقة، أو في الإنارة العمومية للشوارع أو للأحياء المجاورة والمعزولة. ولا تحتاج الطاقة المنتجة من الواد الحار إلى مصاريف كثيرة، وتؤدي إلى انخفاض الفاتورة  الطاقية.  وإذا كانت مدينة الرباط سيُربَح فيها 1000  كيلواط فإن الرقم سيرتفع بالنسبة للمناطق الساحلية العالية حيث يكون السقوط الحر للماء مرتفعا وأقوى.

ومن ابتكاراته  التي عرفت طريقها إلى التسويق لوحة مفاتيح الحاسوب خاصة باللهجة الأمازيغية " حروف تيفيناغ"، من أجل تيسير التعامل مع الحاسوب لدى ملايين المغاربة الذين يتحدثون  الأمازيغية  في شتى مناطق المغرب.

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات