محمود نظمي من تاني
تُلخص ، كما ترمز ، وتعبر قضية محمود نظمي حقيقة ما تمر به مصر من محن وإحن وظلم لا حدود ولا سقوف له ، وذلك من قبل تسلط نظام مجرم على البلاد والعباد ، لا يتورع عن إرتكاب أبشع الجرائم أو حتى المجازر ــ وكما فعل ، ولا يزال يفعل بالفعل في سيناء وغيرها من كنائس ودور عباده ، وأسواق ، و غيرها ..!
كما لا يتورع عن إفتعال الرحائق للإستيلاء على أراضي لا تقدر بثمن ، حتى ولو كان ثمن ذلك غلق مصادر الرزق لمئات الألاف من البيوت ، وكما حرق العتبة والموسكي أكثر من ثلاث مرات حتى الآن ، وكما يحاول إخلاء جزيرة الوراق من أهلها ، ونزلة السمان ، وقرية بحر البقر ، وغيرها وغيرها ، وذلك فضلا عن محافظة شمال سيناء بأسرها .. !
نظام مجرم بحق ، قد فعل بمصر وشعبها من جرائم ما لم يفعله أي إستعمار أخر استعمر مصر على مر التاريخ ..!
النظام المجرم قتل طفلي محمود نظمي ، ثم لفق لوالدهما جريمة القتل ــ وحيث لم يقبلها ولم يصدقها عاقل ، أو حتى شبه عاقل ــ ولم يصدقه إلا فقط أزلامه وقضاته ، ومن ثم فقد ألقى بنظمي في غياهب السجون ، وحكم عليه قضاة السيسي ، وبطبيعة الحال ، بالإعدام ..!
وكان من الواضح خمول المحامي الموكل للدفاع عن محمود نظمي ــ واسمه عبد الستار ؛ هتك الله ستره في الدنيا والأخرة ــ وتواطئه مع النظام ــ وهذا ليس بمستغرب ، فهناك محامون مصريون يتطوعون ــ ظاهريا فقط ــ في الدفاع عن مجرم مصر الأول من خلال بلاغات كاذبة للنائب العام للإيقاع بأفضل مما في هذا البلد من رموز وطنية ، ومن الغريب أن يأخذ النائب العام بتلك البلاغات ..! ــ فقد ذكر عدد من المحامون المتابعون للقضية تهاون ذلك المحامي وتغيبه أحيانا في بعض المواقف التي تطلب حضوره ، وكذا تجاهله نقاط دفاعية بديهية تضمن براءة موكله . ومن ثم فلقد كان لهذا المحامي الفضل ــ وإن كان هناك أية فضل ، أو حتى شرف ، في ذلك ــ في الحكم على بريء بالإعدام ..!
أما الأغرب من ذلك فهو توكيل عائلة نظمي لنفس هذا المحامي الخائن في الدفاع عن نجلهم في الإستئناف ..!
وهنا لا يجب على كثير من متابعي قضية نظمي إلقاء أية لوم على عائلته ، حيث إنني لا أشك لحظة في أن النظام المجرم قد استخدم أو استغل أجهزة الدولة الأمنية والمخابراتية خاصة ــ وكما يستخدمها عادة لابتزاز وتهديد كل شعب مصر ..! ــ في الضغط الشديد على عائلة نظمي ، وتحذيرهم وتهديدهم ، ومن ثم زجرهم عن توكيل أية محامي معروف أو ذو سمعة طيبة للدفاع عن نجلهم . وأكثر من ذلك فلقد فرض عليهم النظام المجرم نفس المحامي الخائن المدعو عبد الستار للدفاع عن نجلهم في الإستئناف ــ والذي كان سببا رئيسيا ومباشرا في الحكم بالإعدام على نظمي في الحكم أول درجة ..!
وما الدليل إذن ..؟!
الدليل على ذلك هو رفض محمود نظمي التوقيع على قرار إستئناف الحكم ، والذي قدم له مريتن ــ ومعنى ذلك أنه يفضل الموت ، أو بالأحرى الإنتحار ، وذلك بالقبول بحكم الإعدام ، عن أن يدافع عنه محامي السلطة الخائن المدعو عبد الستار ..!
وكل هذا لأن محمود نظمي ، والميسور الحال ، رفض بيع أرضه ، والتى عرف بأن بها آثار لا تقدر بثمن ، لرموز من النظام المجرم ، والذي بات يناجر الأن في اصول مصر وحتى في الأعراض ، وهذا موضوع أخر ــ وإن كان أشد إرتباطا بما نحن بصدده ، ولكن لدواعي الإختصار لا أريد الخوض فيه ..!
ولكن لماذ أنا أكتب هنا ، وبشىء من التفصيل ، عن نظمي ، وحيث قد لا يعلم أحد عنه أو عن قضيته الكثير من المصريين ، فضلا عن الأشقاء العرب شيئا ..؟!
الإجابة ببساطة ؛ لأننا كلنا معرضون لأن يحدث معنا ما حدث مع محمود نظمي من قبل هذا النظام المجرم ، ومنهم حتى العبد لله ، بطبيعة الحال ، وحيث يبدو أنه قد أُخضع لأعراض مشابهة ..!
حسن ، وما الحل إذن ..؟!
الحل هو ببساطة ــ وهذا مجرد إجتهاد شخصي ــ فعد خمول الشعب ، ولأسباب يصعب على تفسيرها ، وذلك على الرغم من الموت البطيء الذي نتعرض له جميعا ــ وهناك موت سريع لقطاعات أخرى من الشعب بطبيعة الحال كان على رأسهم الرئيس مرسي عليه رحمة الله ــ هو أن ندعو الأمم المتحدة ، ومجلس الأمن إلى التدخل في الشان المصري لإنقاذ النوع المصري من الأنقراض ــ وحيث تقام المحميات الطبيعية للحفاظ على ما تبقى من الحياة البرية من حياة ، وبموجب قوانين أممية ملزمة ؛ ونحن كشعب لسنا بأقل على أية حال من تلك الكائنات البرية المهددة بالإنقراض ؛ وحيث كرم الله سبحانه وتعال البني آدم على سائر المخلوقات ، كما أخضع سبحانه وتعال الكون كله له ..!
وكل ما هو مطلوب من الأمم المتحدة ومجلس الأمن أن ترعى إنتخابات رئاسية نزيهة شفافة فيها من الرقابة والمراقبة والإنضباط المعياري مايسمح بنزاهتها ، على أن يسمح لكل من يجد في نفسه القدرة والمقدرة والإستقامة والأمانة وحب هذا البلد وحب شعبها بخوض تلك الأنتخابات ، وبما في ذلك ممن هم رهن الإعتقال ــ ويقضون مضاجع النظام المجرم ــ وعلى رأسهم الفريق سامي عنان ، والعقيد أحمد قنسوة ، وعبد المنعم أبو الفتوح ، وممن هم خارج المعتقل كأحمد شفيق وعبد الله الأشعل ، و خالد على ، وحتى حمدين صباحي ، وغيرهم ..!
على أن نتعهد جميعا بالحفاظ على إتفاقات مصر الدولية الشرعية وعلاقات حسن الجوار مع كافة دول العالم ، كما نضمن للولايات المتحدة الحفاظ على مصالحها في مصر ..!
التعليقات (0)