مواضيع اليوم

محمود عباس في مربع الدولة ذات الحدود المؤقتة

منار مهدي Manar Mahdy

2011-06-17 10:41:24

0

  محمود عباس في مربع الدولة ذات الحدود المؤقتة 


                                                                                 الكاتب : منار مهدي



  يضع رئيس الوزراء الإسرائيلي  نتنياهو الموقف الأمريكي من حل الدولتين في مربع الاستهداف في كلمته أمام النواب في مجلس الشيوخ, كأنه يسبق تحرك الرئيس محمود عباس ليضعه في مربع الدولة المؤقتة قبل الذهاب إلى مجلس الأمن. وفي تقديري أن المناورة الفلسطينية القائمة على الذهاب إلى استصدار قرار دولي يعترف بالدولة الفلسطينية على حدود عام 1967م ستصطدم في طرح فكرة الدولة ذات الحدود المؤقتة وفق وقائع جديدة على الأرض من قبل إسرائيل ورضا من المجتمع الدولي.


والخيار الأخر أمام الرئيس عباس هو العودة إلى المفاوضات مع حكومة نتنياهو التي لم تبقي أي نوع من التفاوض يستحق التفاوض عليه, والعمل مع مجلس الأمن يعني أن هناك تفاهم ضمني لصياغة مسودة قرار قد يفضى إلى دولة مؤقتة. وحيث إن لم يتمكن الفريق الفلسطيني العربي من الحصول على دولة على أراضي 67م وعاصمتها القدس الشرقية سوف تكون هناك تعقيدات جديدة أمام شعبنا. وفى هذا الصدد أود الاستعانة ببعض المشاهد من التاريخ الاوروبى المعاصر التي قد تثرى هذا الموضوع تجربة حرب البلقان التي رسخت إفرازاتها لدى الاوربين قناعة بأن الدولة ذات الأعراق والأيدلوجيات المختلفة تكون دائما مصدر قلق وعدم استقرار, وهذا التصور دفعهم إلى تغير نمط التفكير عندهم فيما يتعلق بموضوع الدولة الفلسطينية, وحيث أن النخبة السياسية في أوروبا تعتقد أن إقامة دولة ذات حدود طلسمية قد تفضي إلى تكرار سيناريو حرب البلقان في الشرق الأوسط مع الأخذ بعين الاعتبار تعقيدات الحل فيما يخص القضايا العالقة مثل, اللاجئين والمياه والحدود والأمن والاقتصاد, وفي التشكيك بقدرة الفلسطينيين على إنشاء منظومة سياسية قادرة فعلاً على قيادة شعبها. وهذا ما يدفع الاوربين باتجاه فكرة تطوير السلطة الفلسطينية أو إلى فكرة الدولة التجريبية المؤقتة قبل السيادة الحقيقية بمفهومها السياسي والاقتصادي. ونحن الآن أمام سؤال ملح: هل الرئيس محمود عباس قادر على أحداث خلل في احد طرفي المعادلة يصب في خدمة الأهداف الفلسطينية ؟؟


إذن علينا مناقشة وتطرح كل الأمور من كل الجوانب لكي نحسم هذا الأمر والجدل حول معرفة الرئيس المسبقة لهذا التوجه, وللعلم ثمة هناك خطوات على الأرض تساعد في قراءة وفهم التوجه الفلسطيني العباسي إلى مجلس الأمن الدولي.


1-     التفويض الذي حصل عليه الرئيس عباس من رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل, ومما لا يثير الاستغراب في هذا التفويض, أن حماس قبل ذلك أعلنت موافقتها على الدولة المؤقتة وهذا ما كان يتحدث بها الرئيس عباس في السابق عن قبول حماس بالدولة المؤقتة.


2-     الاستفراد الكامل بالقرار في حركة فتح وإقصاء بعض من أعضاء اللجنة المركزية عن دائرة القرار, بل ممكن القول بهذا الاتجاه أن الرئيس قد أطلق رصاصة الرحمة على  حركة فتح.


3-      غياب الممارسة الحقيقية لمنظمة التحرير الفلسطينية في ساحة القرار الفلسطيني, يجعل منها أداة لتمرير المشاريع السياسية.


4-      إذا تبين أننا مقبلون على دولة مؤقتة, عندها يمكن القول أن الانقسام الفلسطيني كان مدروسا ومخطط له أو تم استدراج حركة حماس لهذا المربع "الانقسام" لاستنزاف ما تبقى من صمود شعبنا حتى لا يتمكن من ممارسة الاعتراض على فكرة الدولة المؤقتة كما حدث مع اتفاق أوسلو في السابق عندما استنزفته التنظيمات الفلسطينية.


إذن اعتقد أن النضال والمشروع الوطني الفلسطيني يتعرضان إلى خطر  محدق في ظل قيادة تعمل على إضعاف الجبهة الداخلية للقبول بما هو آت. لذلك المطلوب محاربة أية أملاءات أو شروط تحول حلم الدولة إلي مجرد إعلان احتفالي, فالقضية الأساسية ليست حول الدولة كرمز, وإنما حول مضمونها ومساحتها وحدودها وسيادتها وعاصمتها أيضاً.  




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !