محمود عباس بين الواقعية واعتراف حماس والثوابت
ناصر إسماعيل جربوع اليافاوي / تشهد الساحة الدولية تحركات ديناميكية تبدأ مرتكزاتها من مدينة رام الله شقيقة القدس عاصمة الثقافة العربية والعالمية ، وتتبع بلاشك هذه التحركات ضغوطا دولية وإقليمية لكسر الإرادة الفلسطينية الصلبة المتمثلة بالمواقف الثابتة والمتوازنة للرئيس محمود عباس ، الذي استطاع بفكره المنطقي الواقعي وفلسفته غير المدلسة إلى الصمود إمام اعتي التهديدات والرياح الدولية والغربية العكسية ، هادفا من وراء ذلك أن يحول بوصلة الرياح والأنيمو متر يتجه وفق دوارة رياح فلسطينية أصيلة ، قد تجعل من محمود عباس في التاريخ رمزا من رموز الفكر والسياسية والدهاء لأنه أفضل من أحسن تطبيق سياسة ( شعرة معاوية) ..
نتابع منذ فترة غير بعيدة قضية المفاوضات المباشرة، وقرأنا مئات المقالات والتحليلات المنطقية منها والرادحة بشدة أيضا ، ووقفنا موقف الدارس الموضوعي، وتهكمنا تهكما سقراطياً على بعض المجعجعين من بني جلدتنا ، وقلنا اختلاف وجهة نظر، وفسرنا ذلك ان البعض يحاول أن يسوق بضاعته الفاسدة ، والآخر يحاول أن يجد له مساحة تلفزيونية بعد أفول نجمه ونجم حزبه إعلامياً وانحداره شعبيا ..
ولكن عندما بات الأمر يوضح على لسان الأعداء وكبار حاخامات ومتطرفي الكيان اليهودي، أمثال (عباديا يوسف) وقطيعه الذين يتمنون موت محمود عباس وشعبه الفلسطيني، هنا أدركنا حتما طبيعة المعادلة ، لاعتقادنا المطلق غير قابل للشك ، أن عباس يمثل الخطر الأكبر على وجودهم ، وفق الرؤية والمنظومة التوراتية الدولية ، من خلال مواقفه الهادئة لتحقيق إحراج دولي، وكشف زيف وألاعيب دعاياتهم الكذابة .
ورغم تلك التخرصات المحلية والصهيونية والدولية المختبئة بعباءة الصهيونية ، إلا أن الرئيس أبو مازن لا زال يضع يديه علي خده الأيمن – بطريقته السيكولوجية المعهودة – وبغوص في بحر فكره الفلسطيني النقي ويعرف أين ستصل به سفينته الكنعانية في نهاية المطاف .
ولكن ما لفت انتباهي- ككاتب – ما قرأته اليوم من تصريحات لأحد قادة حماس محمود الزهار ، تجعلني أقف كثيرا. بين سطورها ربما بين التعجب والإعجاب حيث يقول الزهار( أن رؤية الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) للمفاوضات كرؤيتنا، والقضايا المطروحة نتائجها معروفة؛ القدس: الإسرائيليون موحدون حول موضوع القدس ولن يحصل المفاوض الفلسطيني منها شيئا. ثانيا: اللاجئون، من يستطيع إقناع لاجئي الأردن أو سورية أو لبنان بالمطروح؟ أما المياه فليس هناك قناعة أن تتنازل إسرائيل عن المياه الجوفية للضفة الغربية(
نلاحظ ان هذا الكلام المنطقي والجميل المصفوف من السيد محمود الزهار لايختلف عليه فلسطينى ، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه ، إذا كانت رؤيتكم كرؤية الرئيس محمود عباس إذا إلام الخلاف وخروج العديد من الناطقين باسم حماس لكي يتباروا بكيل وابل الاتهامات للسيد الرئيس، واتهاماه بشكل لامتناهي بالتنازل والتفريط ؟
هذا من ناحية ومن ناحية أخري أضاف الزهار أن « أبو مازن سيفعل ما فعل أبو عمار (ياسر عرفات في كامب ديفيد) إنه لن يتنازل عن الثوابت وينتهي الأمر ، هنا كفلسطيني ، وقفت متعجباً !! لا أكاد اصدق أن من يدرك هذه المعاني وينطقها ، وخاصة إن كان على قدر من المسؤولية مثل السيد محمد الزهار ، لا زال يصمم أن يقف في خندق متباعد عن خندق الرئيس عباس ، ومادام حماس وقادتها يدرون ويعلمون أن محمود عباس – مثل أبو عمار – لن يتنازل عن الثوابت ، كان الحري بهم أن يتوجهوا سويا للقاهرة ، ويركلوا خلافاتهم السطحية جانبا والكل يتخندق وراء السيد الرئيس ، هذا الموقف باعتقاد الفلسطيني انه يقوي من ورقة المفاوض الفلسطيني ، وان فشلت المفاوضات فلن نخسر شيء لان الكل يدرك – من حماس شرقا حتى فصائل دمشق غرباً – ان عباس لن يفرط ولن يوقع ، ويا سادتي إن فشل خيار المفاوضات ، فالخيارات الأخري مفتوحة أمامنا وأمامكم ، واعني هنا خيار المقاومة والبندقية الفلسطينية الموجهة لصدر الاحتلال فقط ) أليس كذلك
التعليقات (0)