هكذا يتعرض شاعر عظيم للمساءلة بعد غيابه !
محمود درويش وأخطاء ديوانه الجديد
بقلم : حسن توفيق
منذ أن غاب الشاعر العظيم محمود درويش عن عالمنا مساء السبت الفاجع 9 أغسطس 2008 ظل عشاق شعره وما أكثرهم يترقبون صدور الديوان الذى لم يقدر له أن ينشره بنفسه خلال حياته، وأخيرا وبعد طول انتظار بشرتنا جريدة الحياة بأن هذا الديوان قد صدر بالفعل يوم الإثنين 23 مارس 2009متزامنا مع عيد ميلاد صاحبه ومبدعه العظيم، وقد اختير للديوان عنوان - لا أريد لهذى القصيدة أن تنتهى - وعلى امتداد الأيام التالية نشرت الحياة عدة ;مقالات ، كان أخطرها مقال الشاعر شوقى بزيع الذى سماه - عندما لا يضع محمود درويش لمساته الأخيرة .. على ديوانه - وأشار شوقى بزيع إلى وجود أخطاء عديدة تتعلق بالوزن فى قصائد مما يضمه الديوان .
دافعت ديمة الشكر عن محمود درويش الذى لايحتاج لدفاع عنه من أحد ولكن هكذا الحياة ، فقد كان لابد من الدفاع بعد أن غاب الشاعر ولم يعد أحد يترقب ردا منه ولو بكلمة واحدة ، وجاء مقال ديمة الشكر بعنوان - مقارنة بين المخطوط الأصلى والديوان المطيوع .. محمود درويش لا يخطىء فى الوزن - بتاريخ الأول من أبريل الجارى ;هكذا تعرض شاعر عظيم للمساءلة بعد غيابه وهو الأمر الذى كان لابد أن يتطلب دفاعا، وبالطبع فإن من حق شوقى بزيع أن يقرأ ديوان محمود درويش وأن يكتب كما يشاء عما ورد فى بعض قصائده من أخطاء ولكن لابد لى أن أتساءل عن المسؤول عما جرى ؟
هل هو الشاعر نفسه ؟
الإجابة البديهية لا بد أن تكون بالنفى ..
هل هو الإنسان الذى عهد إليه بإعداد الديوان للنشر؟
نعرف أن من قام بمهمة هذا الإعدادهو الروائى والكاتب إلياس خورى فهل كان مؤهلا للقيام بهذه المهمة؟.. أعتقد أن أى شاعر عربى ملم بالعروض بشرط أن يكون محبا لمحمود درويش وليس ممن يتصيدون الأخطاء كان يمكن أن يقوم بهذه المهمة لا أن يقوم بها روائى لادراية له بأوزان الشعر، وعلى سبيل المثال فإن الشاعر الكبير سميح القاسم لم يكن ليتأخر أو يتقاعس عن أداء هذه المهمة لو كان هناك حرص جاد ومسؤول على صدور الديوان بالشكل الأمثل بدلا من قيام كاتب روائى بها،ثم ;قيام شاعر بالكتابة عما ورد من أخطاء فيما أقدم الروائى عليه .
محمود درويش
ستظل شاعرا فلشطينيا - عربيا -عالميا عظيما ، رغم غياب جسدك وحده . لقد كان هناك كثيرون من الحاقدين والفاشلين ممن حاولوا الإساءة إليك خلال حياتك وقد سخرت أنت منهم قائلا :يريدوننى ميتا لكى يمدحونى ، ولكن يبدو أن هناك من شاءوا أن يمدحوك بعد غيابك بأساليبهم الخاصة بهم t
لا بأس … نم هادئا يا أيها الشاعر العظيم …
التعليقات (0)