محمود الحويان ولغة التشنج ..
لم يذهب محمود الحويان هذا الاعلامي الاردني البارز بعيدا عما ذهب اليه القذافي وسيف الاسلام نجل القذافي في لغة خطابه ولهجته التي راح يؤكد مرار وتكرار على انها لغة هادئة وعقلانية .. وهو يصف من يتعارض معهم . .ومن يخالفوه الرأي بأنهم زعران .. ( وزعران عندنا تقابل البلطجية في مصر ) ويصف من يدعي انه يقف معهم دون تسمية بأنه رخيص ..
وان شباب24آذار ما هم الا شباب اهوج ازعر مغرر بهم ... وكأن الحويان استاذ مدرسة ( لم يعتصم ، لانه لا يؤيد النقابة ) استاذ مدرسة في قرية نائية قبل قرن من زمان يؤنب احد التلاميذ في صفه .. تخيلته وهو يجلس خلف المايك ويحاول الاجتهاد في ان يكون هادئا ولكنه لم يفلح في ذلك ..
ولا زالت كلماته حول الاخوة الزملاء من المعلمين الين اعتصموا .. شاهدة على موقف الحويان غير الحيادي ، لانه كان عليه ان يكون حياديا وهويقف خلف منبر اعلامي ملك للجميع .. وكان عليه الا ينحاز لجهة دون اخرى من ابناء الوطن ..
كنت قد تعودت ان اتابع الحويان بصوته الاذاعي المميز على قناة المدينة الاذاعية ( وهو يقول هنا صوت الحق ) وكنت اعجب كثيرا بالمقدمة (التتر ) التي تسبقه وهو يقول بسم الله الرحمن الرحيم .. ويتابع عن مقولة لجلالة الملك حسين رحمه الله وهو يقول بصوت رخيم : يا اخوان والله الوطن غالي .. وليترك لمهندس الصوت ( بولص ) على الاغلب ان يردد الصوت كصدى .. نعم كانت هذه لمسة جميلة في صباحات الاذاعة وبصوت الحويان ..
اليوم لم استطع المتابعة وهو على قناة هلا .. اغلقت الراديو وانا في غاية الاسف ان اسمع منه ما يخدش الفضاء الاعلامي الذي اعتلى عرشه في برنامجه الصباحي والذي اظن انه فقد الكثير من معجبيه ومستمعيه .
تذكرت لغة خطابه اليوم وانا اتابع لغة خطاب الاعلامي البارز في التلفزيون الاردني والاذاعة الاردنية الدكتور عساف الشوبكي .. وكان ثمة فرق في لغة الخطاب طبعا لصالح الدكتور عساف .. الذي كان يتحرج من كلام من يتهجم على الاخرين ( ممن يدخلون بمداخلة عبر اتصال هاتفي ) ..
تذكرت لغة الخطاب.. واثر الكلمة في الانسان ( في البدء كانت الكلمة ) تذكرت الكلمة وهي تدخلنا الاسلام او تخرجنا منه.. فقط كلمة واحدة .. تدخلنا النار او الجنة .. تحل الحلال وتحرم الحرام ..نعم هي كلمة .. لم يكن محمود الحويان يمتلك القدرة على الامساك بناصيتها لانه لم يستعد مسبقا لما يجب ان يقول ..فكان يجتهد في اللحظة ذاتها وكثيرا ما خانته الالفاظ والعبارات فسقط في خانة التحيز والشتم والسب والاتهام ولن اقول التملق .. كما هو موقفه من مطالبة المعلمين بالنقابة ..
تذكرت لغة خطاب الحويان مقارنة بلغة خطاب الدكتور محمد نوح القضاة على قناة نورمينا ...وكم تمنيت ان يستمع الحويان اكثر مما يتكلم .. ربما بامكان الحويان العودة الى موقع نورمينا والحصول على حلقة الدكتور محمد نوح القضاة السابقة من برنامجه الاسبوعي .
عزيزي الحويان وانت الاعلامي الاردني الوطني البارز في اردننا الحبيب : لغة التجييش والتحريض والشتم والسب .. واستخدام قاموس القذافي .. لا يخدم الوطن .. ولا يخدم الموطن .. ولا يوحد الصف والذي لا يخفى عليك اننا بأمس الحاجة اليه هذه الايام الصعبة من تاريخ وطننا وامتنا .. هي لغة محب لك ومعجب بصوتك .. فتقبل مني ذلك بصدر رحب وقلب محب .. وسلامي لك .
التعليقات (0)