محمد محمد صادق الصدر رسول من الله
بمناسبة استشهاد السيد محمد محمد صادق الصدر
الله يرسل الرسل لبني ادم لهدايتهم واصلاحهم لتكون البشرية على الصراط المستقيم والله لايختص برسالاته الانبياء فقط وان كان للانبياء خصوصية الوحي والرعاية التامة من الله التي لايحظاها ايا كان من البشر الا الذين اوكل لهم رسالاته السماوية وقد ختمهم بخاتم النبيين محمد (صلى الله عليه واله وسلم) الذي حصل على المكانة العالية فكانت الامامة امتداد طبيعي ومنطقي للنبوة ولايكتفي الله بالنبوة والامامة فاراد ان يرسل رسله لبني البشر في كل مكان و زمان فمرة تكون بازمة تصيب الفرد او كارثة طبيعية او مرض او توفيق من الله او حلم ياتي للفرد ليكون له منبه ومنذر ثم ان الله اختار المصلحين رسلا له لاصلاح الامة فكان محمد محمد صادق الصدر رسولا من الله اذ اوكل الله اليه واجبا هو اصلاح الامة والدفاع عنها ليس بصورة مباشرة انما الانسان حينما يربي نفسه على القيم والاخلاق وحب الاسلام والوطن يجد نفسه امام مسؤولية كبيرة تناسب ماتعلمه من الحياة . فكان حال محمد الصدر حال كل مصلح يهزءوا به ( وما يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزئون ) . وما كانت لسلطة صدام الا ان تختار الجهلة من العامة والخاصة من المعممين ليحاربوه في كل صغيرة وكبيرة اذ اصبح حاله حال الرجل العجوز الذي يريد ان ينقذ قاربا محملا بالناس من الغرق فالسيد يدفع القارب الى حافة الامان وغيره يدفع بالقارب الى وسط البحر فانا لله وانا اليه راجعون . تحدث مع الاطباء بطبهم ومع العشائر بسنينتهم ومع امريكا واسرائيل بكلا ومع الغجر بتوبتهم مد يد العون والصداقة للجميع وطالب بالافراج عن كل المعتقلين في ذاك الوقت حتى الذين يعادون نهجه الاصلاحي فالنظرة الابوية للشعب العراقي لاتغيب عن فكره ,فكانت مظلوميتة واضحة في زمنه كالطعن بعلمه وفتواه ولما كان هدف محمد الصدر هو الاصلاح وليس اثبات علمه للمعاندين له كان لايهتم لذلك انكر ذاته في في حب الله فيقول كرامة الدنيا غير كرامة الاخرة وهو يسعى للثانية وحينما ادى رسالته قال (ساذهب وضميري مرتاح) وما يدل على عمق رسالته قوله للناس (سوف يقولون لكم ارسلنا اليكم محمد الصدر فلم ترعوا ولم تهتدوا ) فشعرت السلطة الطاغية بالخوف وبالضعف والمهانة وان اسلحة الكذب وخداع الناس ودس المنافقين في الحوزة العلمية ليس سلاحا كافيا لقتله فلابد من تصفيته جسديا وهي الخطوة الغبية التي يرتكبها الطغاة في كل عصر لان جسد المصلح بالي وفكره باق لايموت . وعلى الرغم من كل المحاولات التي قامت بها سلطة الامس ومنافقيها ظل محمد الصدر شامخا وقامة علمية متحررة من الموروثات القديمة التي كانت تحملها الحوزة العلمية كالتقديس لرجال الدين دون علومهم والنهي عن نقد رجل الدين, ومن ثم دعى الى الاصلاح في الفكر الحوزوي ونبذ الخلافات بين السنة والشيعة والتاكيد على الصلاة الموحدة والتعايش السلمي بين الاديان والمذاهب فرحم الله ابا مصطفى .
التعليقات (0)