"إننا أهل أوروبا بجميع مفاهيمنا ، لم نصل بعد إلى ما وصل إليه محمد ، وسوف لا يتقدم عليه أحد، ولقد بحثت في التاريخ عن مثل أعلى لهذا الإنسان ، فوجدته في النبي محمد … وهكذا وجب أن يظهر الحق ويعلو، كما نجح محمد الذي أخضع العالم كله بكلمة التوحيد."(جوتة).تتطوّر المفاهيم والقيم والقوانين ولكن سقفها لن يتجاوز ما جاء به محمد، عبقرية العقل البشري سقفُها الدين الصحيح الذي جاء به محمد..شكرا جوتة، لسنا في حاجة أن ننفق وقتا وجهدا وبحثا لنصل إلى ما وصلت إليه يا جوتة.. ومع ذلك لم نصل، أو لا نريد أن نصل لأننا نجتهد في إقناع أنفسنا بما لا يحتاج إلى إقناع وبقينا أسيري الدوران حول أنفسنا في أحسن الحالات.. ومنتهى عبقريتنا أن المسلم يدعو المسلم إلى الإسلام.. أو لنقل أننا لم نتحرّر من اللغة العربية حتى الآن..
"يكفي محمداً فخراً أنّه خلّص أمةً ذليلةً دمويةً من مخالب شياطين العادات الذميمة، وفتح على وجوههم طريقَ الرُّقي والتقدم، وأنّ شريعةَ محمدٍ، ستسودُ العالم لانسجامها مع العقل والحكمة"(تولستوي).كلما ابتعدنا عن محمد فلن نكون غير تلك الأمة كما وصفها تولستوي.. وسواء كنّا نحن حاملي الراية أو لم نكن..، فشريعة محمد ستسود العالم.
"إنّ البشرية لتفتخر بانتساب رجل كمحمد إليها، إذ إنّه رغم أُمّيته، استطاع قبل بضعة عشر قرنًا أنْ يأتي بتشريع، سنكونُ نحنُ الأوروبيين أسعد ما نكون، إذا توصلنا إلى قمّته"(شبرك النمساوي).يفتخر الإنسان بانتمائه للبشرية، لكن البشرية تفتخر بانتساب محمد إليها..من نعم الإسلام أنه ليس مرتبطا بالجغرافيا بل هو مرتبط بالإنسان، ولن نعجب إذا أتى على البشرية يوم تكون فيها أوروبا مركز إشعاع محمد.. وتكون خارطتنا مجرد جغرافية للتاريخ والذكريات، يُمارس عليها نوع من البشر مآساة اغتراب الهوية واللسان والمعتقد.. انتموا إلى محمد قبل أن يصير الغريب فيكم وبينكم، وقبل ان ينتمي إليه غيركم..
"إن العالم أحوج ما يكون إلى رجلٍ في تفكير محمد، وإنّ رجال الدين في القرون الوسطى، ونتيجةً للجهل أو التعصّب، قد رسموا لدين محمدٍ صورةً قاتمةً، لقد كانوا يعتبرونه عدوًّا للمسيحية، لكنّني اطّلعت على أمر هذا الرجل، فوجدته أعجوبةً خارقةً، وتوصلت إلى أنّه لم يكن عدوًّا للمسيحية، بل يجب أنْ يسمّى منقذ البشرية، وفي رأيي أنّه لو تولّى أمر العالم اليوم، لوفق في حلّ مشكلاتنا بما يؤمن السلام والسعادة التي يرنو البشر إليها"(برناردشو). إما أنهم لم يفهموا "محمدا" كما فهمه برناردشو، وإما أنهم فهموه ولا يريدون أن يكون "منقذ البشرية" ومُنتج الحلول لمشكلات البشر.. ولكن السؤال المهم: هل فهمنا نحن مُحمّدا؟ أم ننتظر أن يفهمه الغرب لنفهمه نحن؟.. الحقيقة أن "محمدا" في وسعه أن يحلّ كل مشكلاتنا، ولكن خرج منّا من يزعم الوصاية على محمد، كما خرجنا منّا من يحمل اسم محمد وينتسب إليه ولكنه ألّه الشيطان.."غفرانك ربني إني كنت من الظالمين".
مرحبا بكم في مدونة ضربة حرف هنا
التعليقات (0)