بعد تراكم مجموعة كبيرة من التساؤلات التي باتت تحتاج إلى إجابات واضحة من قائد التيار الإصلاحي الفتحاوي محمد دحلان الذي يتحمل بالمشهد الفلسطيني مسؤوليات غير رسمية بعد اتخاذ قرار فصله من حركة فتح من قبل الرئيس محمود عباس، وبالتالي لا يوجد لدحلان اليوم موقعًا أمنيًا أو سياسيًا داخل السلطة الفلسطينية أو في جدلية مُكونات النظام السياسي الفلسطيني بمًجمله: ما بين مرحلة التحرر الوطني، ومرحلة الدولة ذات السيادة المُستقرة.
لكن ليس غريبًا أن نرى في دحلان ومن معه من المفصولين من حركة فتح أن يجمع بينهم قواسم مشتركة كثيرة، ومن أهم وأخطر هذه القواسم، قاسم تقسيم المقسم و تجزئة المجزأ و تفتيت المفتت في حركة فتح بعد رحيل محمود عباس بأسباب أمراض الكبر أو الموت، سينطلق الصراع بين أقطاب فتحاوية داخلية وخارجية تعتمد في العمل السياسي على قاعدة ليس هناك عدو دائم أو صديق دائم .. بل هناك مصالح دائمة بين السياسيين عندما تستدعي الضرورة والحاجة لذلك، وأقرب نموذج يمكن طرحه اليوم، نموذج العلاقة بين دحلان وتياره وحركة حماس في قطاع غزة، والتي يمكن لنا وصفها بالعلاقة القائمة على أرضية عدو عدوي صديق المرحلة.
هكذا هي الأمور دائمًا، وستكون كما هي عليه بين الدول والأحزاب والأفراد، علاقات مبنية على مصالح مُتبادلة في كل الظروف التي سنستجيب لها عبر طرح الأسئلة التالية على محمد دحلان:
1/ هل يجوز وصف الدعم الإماراتي لمنظمة تكافل الفصائلية أو لغيرها، بالأموال السياسية المحروقة..؟؟
2/ هل يجوز وصف العلاقة مع حماس، بأنها مُتجددة أو ما زالت تراوح مكانها رغم تفاهمات القاهرة عام 2017م..؟؟
3/ هل يجوز وصف التيار الإصلاحي الديمقراطي، بتيار فتحاوي يمتلك برنامج ومشروع سياسي قادر على التغيير..؟؟
4/ هل يجوز وصف عودة محمد دحلان للتنافس على الرئاسة الفلسطينية، ستكون من عبر بوابة الانتخابات الفلسطينية أو من عبر بوابة مشروع عربي إقليمي مدعومًا دوليًا..؟؟
نكتفي بطرح هذه الأسئلة على محمد دحلان الذي في تقديري لديه مُحاولات عديدة للتأكيد على البقاء في المشهد الفلسطيني كسياسي، وقيادي فلسطيني يتُوق للدخول بمرحلة ما بعد الرئيس محمود عباس، مع أنه لا يزال في جعبتي الكثير من المعلومات والتساؤلات، لكن من المُبكر لأوانه التكهن حول مُستقبل دحلان في ظل صراع حتمًا سيكون مُتصادم مع أطراف فتحاوية وفلسطينية مُتعددة على السلطة.
أ. منـار مهـدي/ فلسطين
التعليقات (0)