مواضيع اليوم

محمد بو عزيزي ينهض من جديد

 تصادف اليوم الذكرى السنوية الأولى لرحيل محمد بو عزيزي ، محمد بو عزيزي الفتى اليافع بائع الخضروات والفواكه على عربة تجر أو تدفع باليد ، على ناصية شارع مزدحم أو خاوي لا فرق ، هو هو محمد بوعزيزي ، يوم أن حوصر ومنع وقمع ، يوم أن أحس بالدونية أمام جبروت الظلم والمحسوبية ، ويم أن استشرى الفساد والمفسد ومن يعاونه من المفسدين البطالين ، هو محمد بو عزيزي الذي تاه في مملكة بن علي التي تعج بالفساد على نحو لم يسبق له مثيل ، إذا محمد بو عزيزي الذي أحس بما أحس يوم أن لم يجد مخرجا ولا ملتجأ إلا أن يخرج من الحياة التي يوجد فيها ابن علي ومن يعينه ويسانده ويماثله  .

محمد بو عزيزي هو الذي ، قرر أن يعبر عن ذاته في الوقت الذي تمكن فيه  الدكتاتور من تكميم الافواه ، وظن ان الغلبة له ولمن حوله ،محمد بو عزيزي قرر ليقول أن كنتم تمتلكون جسدي ، وان كنتم تمتلكون قدرتي على التعبير بالقمع والإرهاب والتخويف ، فهل تملكون روحي ، هي روحي أهبها لملايين الثوار لتلهب فيهم ما تعجزون كلكم من محيطكم الساكن إلى خليجكم الملتهب ان تكبحوه او تمنعوه او تصدوه ، هي روحي أشعلها نار عليكم تحرقكم وتضج مضاجعكم وتلهب أجسادكم من بعد بسياط الحسرة والندم ، هي روحي أشعلها نورا  يضيء دروب الثائرين من أبناء جيلي ومن يصغرني ومن يكبرني ، لتكون نورا يضيء الدروب ويفضح المستور الذي سعيتم جهدكم بالتغطية عليه وكتمانه ، لتفضحوا أمام العالم كأكبر مجرمين في تاريخ البشرية ، لتفضح حجم خيانتكم للامسان والأرض والوطن . ثم لتكونوا من بعد ذلك عبرة لكل جبار ومتكبر وظالم .

اذا هو بو عزيزي الشرارة والشعلة ، هو الإنسان العادي المهمش الذي لا يحلم كثيرا بما ستؤول اليه السلطة وما ستكون عليه الثورة وما يمكن أن تسفر عنه تلك الاحتجاجات أو تلك التسميات من ربيع إلى خريف إلى ما شئتم من أسماء سميتموها انتم ومن شايعكم ، هو البوعزيزي واحد بروح متوقدة ، تستكين وتصبر وتحتسب ولكن إلى حد معين ، يصبح بعدها مرجل الرجولة في لحظة الانفجار الأخيرة ، هو واحد من ملايين المهمشين العرب والمظلومين في العالم ، هو واحد ممن يرى ويسمع عن كل أشكال الإقصاء والتهميش والإبعاد والقمع والاضطهاد وهو من الذين يعرفون ما يدور حولهم ولكن يراقب بصمت ينمو ليكون قنبلة تحرق كل من حولها .. هو البوعزيزي بروحه المتدفقة التي فاضت على جيله من العرب والمسلمين .. هو هو البوعزيزي الذي أصبح مثالا للثورة .. ورفض الظلم ..

اليوم لا تزال روح البوعزيزي ترفرف على العالم العربي من المحيط الى الخليج .




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !