محمد بو عزيزي يؤدي اليمين القانونية لنقابة معلمي الاردن

 بالأمس الثلاثاء 21/2/2012تجمع الآلاف من المعلمين في الأردن في أماكن شتى لأداء قسم اليمين القانونية لنقابة المعلمين المولدة جديدا عبر مخاض عسير عسير جدا .. لا ادري كيف انتابتني رعشة أشرفت فيها على البكاء وأنا أقف مقسما تلك اليمين .. بعد إضراب استمر لأكثر من 15 يوما للمطالبة بالحقوق المكتسبة ، ونحن نتابع مسيرة التفاوض العسير بين الحكومة وممثلي النقابة التي تكللت بالنصر المؤزر لحركة المعلمين الذين اثبتوا أنهم ممن يعتمد عليهم وممن لا يتراجعون عن حق ، وهذا نصر وانجاز  للأردن .

تذكرت العشرات بل ربما المئات ممن ضحوا عبر مسيرة طويلة من الكفاح من اجل أن نقف اليوم بكل يسر وسهولة لنؤدي هذا القسم .. تذكرتهم عندما كان من ينطق بكلمة نقابة للمعلمين أو يتحدث عنها في زمن سابق ( لعله الزمن الذي سبق زمن محمد بو عزيزي بكثير )  كان من ينطق مجرد نطق أو يحلم مجرد حلم بالنقابة يعتبر في أوساط الزملاء مجاهدا ومناضلا وثائرا وشجاعا إلى جانب من وصفوه بأنه أهوج ارعن غير مبالي لا يحسب حساب العواقب .. لان الكثير ممن تربطه بهم علاقة قد يلحقهم الأذى .. على سبيل المثال إذا فصل من عمله ستتأذى عائلة من جراء ذلك .. وربما من جالسه وخالطه .. لأنه سيفسر على انه من أتباعه أو أنصاره أو مؤيديه في الفكرة .. وطبعا هذه الفكرة محرمة قطعا .

لا ادري كيف تذكرت كل ذلك .. وأنا أرى كلمة مدير التربية وطاقمه المرافق التي لم ترقى إلى مستوى الحدث بتاتا وإطلاقا ... كانت كلمة عابرة جافة خالية من الأحاسيس والمشاعر التي كان  يجب أن تكون  فياضة في هذا الموقف واليوم التاريخي من تاريخ الأردن والحركة النقابية الأردنية .. حيث انظم إلى الجسم النقابي ما ينوف عن 110 ألاف نقابي من المؤكد أنهم سيرفدون الحركة النقابية والعمالية في الأردن بطاقات خلاقة مبدعة وشابه .. ومن المؤكد أنها ستكون إضافة قيمة للجسم النقابي والحركة النقابية كما ستكون رافدا  مهما لترسيخ الديمقراطية والحرية وبالتالي هي انجاز تاريخي يجب أن يفخر به كل أردني حر .