محمد بن راشد... ورؤية من القمر!
حين يتحدث الناجحون فعلى الأجيال أن تستفيد من تجاربهم!
محمد بن راشد آل مكتوم... يحدثكم عن هزيمة اليأس ومحاربة المستحيل.. فأنصتوا!
في العالم اليوم أربع مبان يمكن أحيانًا رؤيتها من القمر الأول هو صور الصين العظيم, والثاني سد هوفر الذي استكملت أميركا بناءه عام 1936م. لو قلنا للناس عام 1977م إننا نريد أن ننضم إلى الصين وأميركا ونبني شيئًا يراه الإنسان من القمر لربما قالوا: احلموا يا عرب. لا يوجد أرخص من الكلام سوى الأحلام!
في عام 1979م استكملت دبي بناء ميناء جبل علي, الذي يضم 67 رصيفًا وانضم إلى سور الصين العظيم وسد هوفر، وسنضم إلى هذه المباني الثلاثة أكبر مشروع إسكاني وسياحي في العالم هو مشروع جزر النخلة، وسوف يرى الناس إنجازاتنا من القمر!
بعض الناس لم يتوقع فقط فشلنا في مشروع تأسيس مدينة دبي للإنترنت والتكنولوجيا والإعلام, بل استكثر علينا مجرد التفكير فيه: (أنتم عرب متخلفون؛ لا عندكم إنترنت ولا تكنولوجيا, ولستم مقرًا إعلاميًا, وتريدون أن تبنوا مدينة بأكملها للإنترنت والتكنولوجيا والإعلام!).
(هذه مخاطرة ما بعدها مخاطرة). أعرف أنها مخاطرة وكان ردي جاهزًا عندما قلت لهم في حفل افتتاح المدينة في 28 أكتوبر 2000م.
(أكبر مخاطرة هي ألا يأخذ الإنسان أية مخاطرة). من كان منا المصيب ومن كان المخطئ في النهاية؟ عندما طرحت مشروع تأسيس المدينة وجهت الدعوة إلى عدد من أكبر شركات التقنية في العالم للاشتراك في مشروعنا، كل هذه الشركات موجودة اليوم في المدينة المعنية بالإنترنت إلى جانب عشرات الشركات الأخرى، لو أننا لم نأخذ المخاطرة لما وصل عدد الشركات في قطاعي التقنية والإعلام إلى أكثر من 700 شركة ولما جعلنا الإمارات من أهم مراكز الإنترنت والتكنولوجيا والإعلام في الشرق الأوسط.
لو قلنا للعاقل المتزن قبل خمسة عشر عامًا, إننا نفكر بتطوير السياحة في دبي لكان (طاح على ظهره من الضحك) كما نقول في الخليج. دبي الآن تستقبل نحو ستة ملايين سائح في العام ولكن, حين قلنا إننا نخطط لرفع العدد إلى خمسة عشر مليون سائح بحلول العام 2010م لم نسمع ضحكًا. لماذا؟؟ لأن الناس يعرفون أننا إذا قلنا إننا سنفعل شيئا فإنا سنفعله بإذن الله؛ لذا تراهم صامتين ينتظرون أن نقول لهم كيف سنحقق ذلك!!
خيول السبق تتدرب عادة في أوربا وتسابق في أوربا أيضا، هذا عرف لا يخرج عنه أحد لأنه عماد صناعة كبيرة سيهز كسره المتكرر أساساتها. عندما قلنا إن هذا العرف لم يعد يناسبنا وإننا قررنا كسره وتدريب خيولنا في دولة عربية في الشتاء كاد بعض المدربين الدوليين (يطيح) على ظهره لكن ليس من الضحك, بل من المفاجأة. الجميع احتجوا واستعظموا وقالوا: إن التجربة ستفشل وإن خيولنا لن تربح السباق. كنت أعرف أن تدريب الخيل ثروة لا يريدون خسارتها, لكن بعض الناس لا يعرفوننا بعد لذا لا يعرفون أننا إذا قلنا شيئًا فسنفعله -إن شاء الله تعالى- المدهش أن أفضل الخيول الآن تتدرب في دبي وننقلها إلى أوروبا, لكي تسابق ثم نعيدها إلى مراكز تدريبها هنا ولا نزال نحصد الجوائز كما كنا في الماضي، لم نفعل شيئًا ليس من حقنا أن نفعله، كل الفرق بالنسبة لي هو أن خيولي عندي أراها في الشتاء متى أردت وليست عند مدربين لا أريدهم في أوروبا. لكن الفرق بالنسبة للمدربين أكبر من هذه بكثير، بعض ملاك الخيول في أوروبا، قدروا تجربتنا الرائدة التي حققت النجاح ولدينا الآن مرابط دولية تدرب فيها الخيول شتاءً ثم تنقل صيفًا إلى مضامير السباق في أوروبا.
محمد بن راشد آل مكتوم... رجل لا يؤمن بالمستحيل, ولا يعترف بأسوار اليأس التي تكبل النفس الطموحة, يخاطر دومًا في نفس اللحظة التي يثق فيها بقراراته... آمن بأحلامه.
فحين قالوا له: النخيل لا ينبت في البحر!! كان رده عليهم الإنجاز والعمل ومشروع جزيرة النخلة, فمن قال إن النخيل يمكن رؤيتها من القمر, ولا يمكن إنباتها في البحر!!
من أجل ذلك أصر على النجاح رغم ضحك المحبطين والمتشائمين؛ ليحقق التميز وتتبلور رؤيته... حلمًا مجسدًا على أرض الواقع... ليمنح الإلهام حتى لأولئك البسطاء الذين يحلمون يومًا أن يكونوا عظماء... فقط إذا حاربوا اليأس وآمنوا بأحلامهم! سلوى العضيدان
التعليقات (0)