مواضيع اليوم

محمد الحمراني .. كلمة للذكرى لا للوداع

رانيا جمال

2012-02-29 13:24:39

0

عمار عبد الواحد

مع عام رحيلك السادس وانتقالك إلى حياتك الاخرى ، وانا اكتب لك هذه الكلمات في هدأة الليل و ابوح لك بحديث أود ان لا يسمعه إلا انا وانت و الذي يسمع الجهر و اخفى .

حديثاً عن الألم المنبعث من الروح آهات تسافر الى مثواك لتنزل على ضريحك كقبلات بللت اجنحتها الدموع ، ايها الطائر المسافر الذي لم تعجبه وسادة واحدة يسترخي عليها . حلّقت طائرا مسافرا من بلاد القصب والبردي والماء والخضيري والحذاف يحمل الامل .

على اليابسة سومرياً تحط على غصن الادب لتبني لك عشا من الحروف والكلمات . حاملا حلما متواضعا .

شاعرا بدأت وضاق بك الشعر فرحت تسلك طريقين في آن واحد القصة والرواية تكتب عن الواقع . في نوعية من الأدب الحقيقي اعتمادا على امكانياتك الفكرية والابداعية في القدرة على تصوير تلك المشاهد في سردك للرواية ، كاتبا عن الحلاج الذي لا يعرف عنه الكثير ربما فقط نحن والمسافرون.

الحلاج كان سومريا سافر قبلك من بلاد القصب والبردي من ميسان من الاهوار (السودة والبيضة ) البيضاء والذي كان يبدو مثلك لا تعجبه وسادة وعن ( عويد ) في روايتك عن ذلك الثلاثي الانسان والحيوان والطبيعة ، واصفا فيه ذلك الاندماج والانصهار المنسجم الذي لا يستغني فيه الواحد عن الاخر .

لكنك عدت ايها الطائر لتغادرنا والى الابد الى عالم آخر لتتوارى جسدا لاروحا ، الكل بكاك ( الماي)و( السلف ) و( المشاحيف ) التي عادت تصيح ( لهلنه امشينا بويه مشينا) لكنك لم تعد معها ربما مشيت الى وجهة اخرى . عشّك الذي بنيته من الحروف في بغداد ومنتدياتها الثقافية التي مازالت تتذكرك ولم تفك حزنها عليك لقد حزنت عليك ( حزن معدان ) .

اكتب والذكرى صدى وانين ألوذ بها هاربا رغم ما اجده من العذاب كلما تذكرت ذلك الحزن الذي كان في صوتك ليتوارى وراء عينيك الذي غاب عنك وعني مصدره فلم ندركه إلاّ بعد فوات الاوان ، لم نعلم انه الوجع الكامن في الاعماق ليأخذك على حين غرة ويأخذ معه كل الايام الجميلة . ولعلّي لا اقول لك إلاّ اني يا محمد اصرخ بألم كل ما اذكر اتصالك في تلك الليلة فرحا وانت على الفراش بأنتظار زائر الموت . أملك الذي كان دائما يغلب ألمك لتدعوني الى احتفالية تقام احتفاءً بصدور روايتك الاخيرة .

ولم نلتقِ بعد ذلك الا وانت مغادر الى وسادة ربما اعجبتك لتسترخي عليها وعالم قد اخترته ليكون لك ( يا محمد ) ربما كانت رواية آثرت ان لا يعيشها سواك وان لا يكون شخوصها غيرك لوحدك .

لكن شفتاك لم تغادرهما الابتسامة ، لا اقول لك وداعا كما اقولها لغيرك من الاعزاء الراحلين . بل أقولها لك واقفا تكريما : وداعا ايها الكاتب والاديب والصحفي . لقد ملئت مكانا وان ما تركته سيبقيك معنا نصافحه ونقبله بكل احترام ونلمس به يديك وفكرك ونتكلم معه دائما ، وهذا عزاؤنا .

beladitoday.com/index.php

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !