بلادي اليوم /متابعة نشر موقع داون وايرز الأمريكي على موقعه الرسمي تقريرا يفيد أن الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز عرض على مارك زوكربيرج، مؤسس فيسبوك مبلغ 150 مليار دولار لشراء الموقع بالكامل. وأوضح التقرير المنشور أن عبد الله اتجه إلى هذه الخطوة، بعد أن أبدى انزعاجه الشديد من المظاهرات، وانزعاجه من السماح بالصفحات التي تدعو إلى الثورات التي تحدث في المنطقة عبر فيسبوك. ولم يورد الموقع أي رد فعل لمارك زوكربيرج تجاه هذا العرض، والذي وصفه الموقع بالعرض المغري. يذكر أن الاحتجاجات العربية التي بدأت من تونس، ووصلت إلى مصر ثم ليبيا والبحرين وغيرها من الدول العربية، بدأت عبر الموقع الاجتماعي الإلكتروني الشهير فيسبوك. ياتي هذا في وقت اصبحت المملكة تحث الخطى شيئا فشيئا نحو ربيعها وذلك بعد تفجر حركة الاحتجاج والتظاهرات الواسعة التي عمت اجزاء واسعة من السعودية بعد اعتقال اية الله الشيخ نمر النمر الذي يعد رمز الحراك الشعبي في السعودية . وافاد شهود عيان ونشطاء امس الاثنين بأن القوات الأمنية السعودية قمعت بقسوة متظاهرين في مدينة القطيف شرق البلاد، بحجة أنهم من "مثيري الشغب"، مشيرين إلى أن 14 شخصا أصيبوا برصاص الشرطة، وهو ما سارعت وزارة الداخلية السعودية إلى نفيه. وقال شهود عيان: إن قوات الأمن السعودية أطلقت النار على تجمع ضم مئات الأشخاص في منطقة القطيف شرق البلاد. واضافوا: ان الامن استخدم الرصاص الحي، وأطلقت الشرطة للمرة الأولى الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين الذين رفعوا صورا لمعتقلين شيعة، خصوصا رجل الدين السعودي نمر النمر الذي أوقف مطلع الشهر الحالي بعد أن أصيب بالرصاص. وقال ناشط: إن المتظاهرين ساروا لمدة 3 ساعات في شوارع القطيف وأضاف "لم يكن هناك أي شرطي خلال المسيرة، ولكن آليات الشرطة سارعت إلى دخول المنطقة بعد انتهاء المسيرة، وعندها حاول المتظاهرون إغلاق الطرق بالإطارات المشتعلة ورشق الآليات بقنابل المولوتوف". وتابع "ردت الشرطة بإطلاق النار على المحتجين، ما أدى إلى إصابة 14 شخصا". لكن وزارة الداخلية السعودية نفت وقوع إصابات. وذكرت، في بيان: أن "عددا من مثيري الشغب قاموا بإحراق إطارات في عدة مواقع بمحافظة القطيف، حيث باشرت دوريات الأمن كافة الحالات والسيطرة على الوضع والقبض على عدد من المتورطين في ذلك، ومن بينهم المطلوب للجهات الأمنية محمد كاظم جعفر الشاخوري، الذي سبق الإعلان عن اسمه ضمن قائمة 23 مطلوبا. ولم ينتج عن ذلك أية إصابات". ونددت "الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان" استخدام النظام السعودي للقوة والعنف المفرط في تفريق التظاهرات السلمية التي نظمها أهالي "القطيف" للمطالبة بالإفراج عن بعض المعتقلين يوم الخميس الماضي، مما أدى إلى إصابة عدد من المتظاهرين واعتقال آخرين. وقالت الشبكة العربية: "إن استخدام النظام السعودي للقوة المفرطة ضد المتظاهرين السلميين، يبرهن على السياسة القمعية والتعسفية التي يستخدمها النظام ضد كل الأصوات المعارضة له والتي تطالب بالحريات، في ظل تواطؤ الحكومات العربية والأوروبية لارتباطها بمصالح مع النظام السعودي". وأضافت الشبكة: "أن السياسة القمعية التي يستخدمها النظام السعودي لن تجدي نفعاً في وأد الحراك الشعبي الذي تشهده البلاد، بل ستزيده توهجاً لنيل الحرية التي ينشدها الشعب للحاق بركب الثورات العربية. وطالبت الشبكة العربية النظام السعودي بالإفراج الفوري عن المعتقلين السياسيين، وضمان سلامتهم، واحترام حرية الرأي والتعبير والتظاهر السلمي. في هذه الاثناء قال المحلل الخليجي يوسف عمران: " ان النظام الحاكم في السعودية ملزم اليوم بان يستجيب لمطالب ابناء شعبه وللحراك المتصاعد المطالب بالاصلاح والتغيير. " مبينا انه في حال استمر التهميش والقمع من قبل النظام فان الامور مرشحة لمزيد من التصعيد والتطورات الخطيرة التي تهدد المملكة . واضاف عمران في حديث لــ " بلادي اليوم " : الاحتجاجات الشعبية ستستمر في السعودية طالما هناك معتقلين سياسيين ومعتقلي راي خصوصا اذا نظرنا الى ان رقعة الاحتجاجات بدأت تتسع شيئا فشيئا ولم تقتصر على المنطقة الشرقية . مشيرا الى ان خروج تظاهرات في جدة والقصيم والمدينة المنورة وحتى العاصمة الرياض يعني الكثير وان على النظام ان يبادر بسرعة للاستماع لهذه المطالب . واوضح انه من الاخطاء التي تكررها القيادة السعودية دائما هي تعاملها مع الاحتجاجات والتظاهرات والمسيرات بمزيد من القمع والتنكيل وهذا لايصلح علاجا للازمة الراهنة خصوصا ان هناك الكثير من التجارب حاضرة بقوة كمصر وتونس والبحرين واليمن . ولفت الى ان الولايات المتحدة الامريكية وحلفائها الغربيين ملزمين اليوم باعادة انتاج صياغة النظام . مضيفا ان هناك انباء تتحدث اليوم عن ان واشنطن ولندن تستعدان لاعادة صياغة النظام واركان حكمه وتبديل بعض الاجنحة فيه .
التعليقات (0)