مواضيع اليوم

محللو آخر زمن!

علي جبار عطية

2010-10-07 06:00:53

0

علي جبار عطية
حاولت تجنب خوض هذا الموضوع لاسباب اخلاقية فربما يطلع احد المحللين السياسيين او الرياضيين على الفكرة فيظن كل واحد منهم انه هو المقصود على طريقة المثل الشعبي الذي مضمونه ان من في صدره خروف يصيح ماع! لقد طفح الكيل قبل طفح المجاري فصارت صفة المحلل تطلق جزافاً على كل من لديه ربطة عنق وبدلة انيقة يتحمل لبسها في درجة حرارة تتجاوز الخامسة والأربعين ويبيع بوزات ويستاهلها الهوس بيها! وعرفت في ما بعد ان لكل قناة فضائية سياستها ومحلليها حسب المقاس فصاحب القناة يريد ان تقول قناته ما يحب ان يقوله وتظهر ما يحب أن يراه بغض النظر عما يجري في ارض الواقع.
كنت اظن ان هذا الأمر يقتصر على المحللين السياسيين الذين وصفهم الكاتب جمعة عبد الله مطلك خير وصف اذ شبههم يوماً بان دورهم شبيه بدور (محلل الزوجة) الذي يظهر في الأفلام المصرية والذي يقتصر دوره على جعل الزوجة المطلقة بالثلاث تعود الى زوجها الأول! لكني فوجئت مع بدء المسابقات الكروية والبطولات القارية بالمستوى الساذج نفسه من التحليل فترى استوديواً ضخماً يلمع تحت أضواء الكاميرات وفيه مجموعة من الاشخاص يجلسون على كراسٍ مرتفعة ويخوضون في تحليل ما يحصل في مباراة ستقع أو وقعت.
نعم، هناك مختصون في القنوات التي تحترم نفسها تراهم يحللون تحليلاً علمياً اكاديمياً وفنياً لكن المؤسف ان بعضهم وان كان لاعباً أو مدرباً سابقاً فانه يفتقر لدقة التحليل وتراه يميل مع رغباته كيفما تميل ولا تتعدى اشارته سوى (الكرة ربح وخسارة، وهذا الفريق يمكن ان يفاجئ خصمه) ونحو ذلك من الخزعبلات! قد يقول قارئ وهو محق: انني استشف كلاماً فيه حسد!
نعم.. يمكن ان تشتعل تلك المشاعر السلبية في قلب المشاهد وهو يرى من هو احق بمثل هذه الأماكن وقد تعرفت الى حلاق يجيد التحليل الكروي ويشخص اخطاء الفرق المتبارية تشخيصاً دقيقاً فهممت ان اضرب بكف وقلت له: ليت هؤلاء الاغبياء يستعينون بك! لكن للأسف كانت يداي تحت منديل الحلاق فالعين بصيرة واليد مقيدة والصوت مبحوح والأذن قصيرة!

كاتب وصحفي عراقي




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !