مواضيع اليوم

محللون: السعودية تبحث عن الاسلحة لمواجهة التهديد الايراني والاضطرابات

منير مصطفي

2011-07-11 15:01:35

0

عواصم ـ وكالات: اعرب عدد من المحللين عن اعتقادهم بان سعي السعودية الى تكديس الاسلحة من مصادر متنوعة دوافعه الاعتماد على قواها الذاتية بمواجهة التهديدات الايرانية واضطرابات اليمن والبحرين والانسحاب الامريكي المرتقب من العراق.
وقال انور عشقي رئيس مركز الشرق الاوسط للدراسات الاستراتيجية والقانونية، ومقره جدة، لوكالة فرانس برس ان السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي تمر بمرحلة بالغة الحساسية لان الولايات المتحدة بصدد الانسحاب من العراق حاليا وفي ضوء هذا التطور، يجب ان تعتمد دول المجلس على قواها الذاتية للدفاع عن نفسها.
وتابع ان السعودية تسعى للحصول على السلاح من المانيا وروسيا كذلك فالانسحاب الامريكي من العراق سيترك فراغا يجب ملؤه خصوصا وان ايران لديها استراتيجية منذ ما قبل ايام الشاه تقضي بالامتداد الى الهلال الخصيب ومنطقة الشام وصولا الى البحر الابيض المتوسط.
وقد اشارت الصحافة الالمانية نهاية الاسبوع الماضي الى اقتراب ابرام عقد بيع 200 دبابة قتالية من نوع ليوبارد 2 الى الرياض، لكن الجانب الالماني لم يؤكد هذه المعلومات.
والسعودية، المنتج الاكبر للنفط عالميا، من زبائن الاسواق الامريكية والبريطانية تقليديا باستثناء صفقة اسلحة بحرية مع فرنسا، وشراء مقاتلات يورفايتر الاوروربية.
واكد عشقي ان بامكان دول مجلس التعاون الخليجي الان الوقوف بوجه اي تحد ايرانيا كان ام عراقيا فالبحرين والكويت تعتبر قضية مصير بالنسبة للسعودية لانهما تشكلان اخر خطوطها الدفاعية.
وكان وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل اعلن قبل ايام ان لدى دول مجلس التعاون الخليجي استراتيجية لحفظ امنها، فايران دولة جارة كبيرة لها دور تلعبه لكن لكي يكون مقبولا يجب ان يكون له اطار يضمن مصالح الدول الخليجية.
واضاف يجب ان تاخذ (ايران) في الاعتبار مصالح دول المنطقة وليس مصالحها فقط.
واكد رفض اي تدخل او مغامرات خارجية بشان البحرين او اي محاولة للعبث بامن دول الخليج.
وقال عشقي ان طهران تسيطر على حوالى ثمانين في المئة من العراق كما انها تبذل جهودا لئلا ينهار النظام في سوريا.
وردا على سؤال حول الموقف من تركيا، اجاب عشقي لا نشعر بالاغتراب حيال الاستراتيجية التركية لانها تاخذ مصالحنا في الاعتبار وتحترمها اما ايران فانها تسعى الى الهيمنة (...) وما يحدث في سوريا حاليا صدام بين تركيا وايران.
من جهته، قال تيودور كاساريك مدير الابحاث والتطوير في مركز انيغما في دبي لفرانس برس ان السعودية تواجه تهديدات جديدة في اليمن الى جانب البرنامج النووي الايراني.
واضاف هذا البرنامج يثير المخاوف نظرا لطبيعته غير الواضحة. انه يمثل تهديدا للسعوديين خصوصا ضمن منظور الانسحاب الامريكي من العراق، والاحداث في سوريا ولبنان.
وتابع ان التمارين العسكرية الايرانية في الخليج غير مطمئنة للسعوديين الذين يراقبون سلوكيات ايران مع صواريخها الباليستية (...) انها تشكل تهديدا حقيقيا لهم.
وختم كاساريك قائلا ان السياسة الخارجية للسعودية اصبحت اكثر وضوحا وجراة لم تعد كما كانت في السابق، انها تبدو اكثر حزما.
ورغم تعدد مصادر التسليح، تحافظ السعودية على علاقات متينة مع الامريكيين.
وقال نيل بارتريك الخبير في شؤون الخليج، ومقره لندن، لفرانس برس ان واشنطن تبقى الشريك الابرز للسعودية في مسائل الامن والدفاع ومن غير المحتمل ان يتغير هذا الامر في المستقبل المنظور.
واضاف من الممكن ان نرى الولايات المتحدة تلعب دورا رئيسيا من حيث الخدمات الاستشارية في خطط السعودية الحالية لتوسيع قدرات وزارة الداخلية على حيازة معدات التكنولوجيا المتطورة والمركبات المدرعة. وتابع هناك عقد دفاعي ضخم قيد الانجاز يتضمن طائرات هجومية وقدرات صاروخية بين وزارة الدفاع السعودية والولايات المتحدة حيث يلقى دعما مبدئيا في الكونغرس.
ولم يعارض الكونغرس الامريكي في 19 تشرين الثاني/نوفمبر صفقة بيع الاسلحة للسعودية بقيمة 60 مليار دولار، وستكون في حال ابرامها نهائيا اهم صفقة سلاح في تاريخ الولايات المتحدة.
وينص المخطط على السماح ببيع 84 طائرة مطاردة قاذفة من طراز اف-15 وتحديث 70 طائرة اخرى. كما تشمل الصفقة 178 مروحية هجومية (70 اباتشي و72 بلاك هوك و36 ايه اتش-6اي) و12 مروحية خفيفة للتدريب من نوع ام دي-530اف، بحسب الخارجية الامريكية.
ويمتد تسليم الطائرات على فترة تتراوح بين 15 و20 عاما.
ومع ذلك، فان احتمال توسيع رقعة المصادر، وحتى ربما المستشارين، يتلاءم مع اتجاه عام في السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي الاخرى التي تريد ضمان تاييد مجموعة واسعة النطاق دبلوماسيا وامنيا على الساحة الدولية بحسب الخبير.
من جهة اخرى أكد الأمير تركي الفيصل رئيس جهاز الإستخبارات السعودي السابق أن بلاده لا تسعى الى امتلاك أسلحة نووية، حتى لو إمتلكتها إيران، بل ستتخذ إجراءات مهمة وحاسمة بهذا الخصوص.
واضاف الفيصل، في مقابلة خاصة مع بي بي سي، أن السعودية تطالب الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي بتقديم مساعدات تقنية ومالية للدول الراغبة في تطوير قدراتها النووية السلمية، بالإضافة إلى غطاء أمني نووي لحماية تلك الدول.
وشدد الفيصل على أهمية أن يتزامن ذلك مع فرض عقوبات إقتصادية وعسكرية على من يسعى الى امتلاك أسلحة نووية لكي يكون هناك أسنان لمضغ أي أحد يتجرأ على إمتلاك سلاح نووي.
وحول ما يجري من إنتفاضات شعبية في بعض الدول العربية، قال الفيصل إنه لا يوافق على تسمية ما يجري بالربيع العربي، بل يستدعي الأمر وقتا ليحكم عليه. فقد يكون ربيعا أو خريفا أو صيفا أو زمهريرا.
وأقر الفيصل، خلال اللقاء، بوجود فتور في العلاقات السعودية الأمريكية، التي اعتبرها علاقات استراتيجية، لكنه أشارإلى إستياء السعودية من تسرع الولايات المتحدة بالتخلي عن مبارك دون انتظار الشعب المصري ليقول كلمته.
وقال إن موقف أوباما مع مبارك سببه الضغوط الداخلية التي مورست على الرئيس الأمريكي وليس من أجل سواد عيون المصريين! وهو ما ينطبق على موقفي الرئيس الفرنسي ورئيس الوزراء البريطاني اللذين هرولا لكسب الرأي العام وأعتبر الفيصل أن الأمريكيين لم ينتظروا خروج المظاهرات الحاشدة ضد مبارك، لكنهم منذ البداية إتخذوا موقفهم ضده!
ونفى الأمير تركي الفيصل وجود قلق تجاه مستقبل العلاقات السعودية المصرية، واتهم وسائل إعلام من بينها بي بي سي عربي بـ الترويج لمسألة أن السعودية تضغط (للحؤول دون) محاكمة مبارك.
لكنه شدد على أن السعوديين أوفياء لحلفائهم، وأن مبارك تحالف مع السعودية، منذ وصوله إلى الحكم، وواجه معها مشكلات مصيرية في المنطقنة كالحرب العراقية الإيرانية والحرب الأهلية اللبنانية والإحتلال العراقي للكويت.
وأضاف: حليفك لا تتخلى عنه في أزمته، وإنما تنصحه وتساعده بالرأي، والسعودية نصحت مبارك، لكني لا أدري إن كان الملك عبد الله بن عبد العزيز نصحه بالرحيل أم لا. وقال الفيصل إن المملكة ليس لديها مشكلة مع الشعب المصري. وقد كانت علاقات الملك عبد العزيز حميمية مع الملك فاروق.
وعندما قامت ثورة 23 يوليو 1952 أرسل الأمير فيصل وزير الخارجية حينها للقاء مجلس قيادة الثورة، وأبلغ الفيصل مصر أن الملك عبد العزيز كان ولا يزال على علاقة حميمة مع الملك فاروق، لكننا نتعامل مع الشعوب.. الحكومات تأتي وتذهب.
وحول قلق السعودية من مؤشرات التقارب بين القاهرة وطهران، قال الأمير تركي الفيصل إن ذلك يعود إلى مصر التي هي حليف لنا ولن نتخلى عنها. فقد كانت حليفا لنا حتى وهي ترتبط بعلاقات دبلوماسية مع إسرائيل.
وحول ما يجري في سورية، أشار الفيصل إلى أنه لا يستطيع الحكم على صحة ما تدعيه السلطات السورية بشأن مواجهتها عصابات مسلحة، معتبرا أن سفك دماء الأطفال والرجال والنساء أمر مؤلم.
وحول الأوضاع في اليمن، وما يتردد عن سعي السعودية للإبقاء على نظام الرئيس علي عبد الله صالح خشية حدوث تغيير بالقرب منها، قال الفيصل كيف يقولون ذلك ونحن من قدم مع أشقائنا في الخليج مبادرة تتضمن تنحي الرئيس اليمني؟!
وبخصوص الوضع في العراق، أكد الأمير تركي الفيصل أن النفوذ الإيراني هو الطاغي حاليا في العراق، وأن السعودية تشارك زعماء عراقيين قلقهم بهذا الخصوص.




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !