مندوب بلادي اليوم/
جبريل ابو كميل - فلسطين
ادت حملة " اهلا بكم في فلسطين " التي اطلقتها مجموعة من المتضامنين الاجانب الى حالة موجة من الاضطراب والاستنفار في اوساط اسرائيل حيث انتشرت عناصر الشرطة الإسرائيلية في مطار بن غوريون لمنع النشطاء المشاركين في الحملة من ولوج الأراضي المحتلة. وفي مكان آخر كان للكيان أصدقاء عملوا على تقويض الحملة: تركيا، سويسرا، ايطاليا، بلجيكا، باريس وغيرهم.
وانتشر مئات من رجال الشرطة الاسرائيلية امس في مطار بن غوريون لمنع دخول النشطاء بحسب ما أعلن متحدث باسم الشرطة. وقال المتحدث باسم الشرطة الاسرائيلية ميكي روزنفيلد "نشرنا عدة مئات من رجال الشرطة لحفظ النظام في المطار". ووفقاً للإذاعة العامة الإسرائيلية، انتشر 650 رجل شرطة غالبيتهم بملابس مدنية في المطار، وتلقوا أوامر من رؤسائهم "بممارسة ضبط النفس واعتقال أي مثير للمشاكل".
كما أضافت الإذاعة أن سلطات المطار تلقت ايضاً أوامر بجعل الطائرات التي يشتبه بأنها تنقل نشطاء مؤيدين للفلسطينيين، نجحوا في اجتياز نقاط التفتيش في المطارات التي غادروا منها، بالهبوط في محطة الطائرات القديمة، مشيرةً الى أنه سيتمّ إلقاء القبض على النشطاء الذين يتمّ اكتشافهم وترحيلهم فوراً.
هذا واقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلية مدينة رام الله بعد ظهر امس حيث شوهدت ثلاثة جيبات عسكرية تجوب شوارع المدينة.
وليست هذه المرة الأولى التي تقتحم فيها القوات الإسرائيلية مدناً رئيسة بالضفة الغربية، حيث قامت في مرات سابقة باعتقال مواطنين. وأدان الناطق الرسمي باسم الأجهزة الأمنية اللواء عدنان الضميري ما وصفه بـ"استباحة قوات الاحتلال للضفة الغربية". ونفى الضميري وجود أي تنسيق مع القوات المقتحمة، للمناطق "أ" الخاضعة للسيادة الفلسطينية الكاملة.اتفق محللان سياسيان على أن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس لا يملك القدرة على التمسك بشروطه للعودة للمفاوضات مع الجانب الاسرائيلي مؤكدين بان إستراتيجيته للتعامل مع الاحتلال هي المفاوضات ولا خيار غيرها, وأوضح المحللان في حديثين منفصلين لــ " بلادي اليوم " بأن تنازل عباس عن مطالبه ليس مستغرباً فهو يحاول البحث عن أسباب للعودة للمفاوضات واللقاء المباشر مع نتنياهو.
وكانت وسائل اعلام اسرائيلية قد نقلت عن مكتب نتنياهو قوله, بأن الأخير سيقترح على عباس لقائه الأسبوع القادم للانتقال لمفاوضات مباشرة بين الجانبين
وقال المحلل السياسي البروفسور عبد الستار قاسم انه : من المحتمل أن يلتقي رئيس السلطة محمود عباس ورئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو دون أن يتنازل عباس عن مطلبه بوقف الاستيطان لعودة المفاوضات لأن التجربة تؤكد بأن الجانب الفلسطيني دائماً هو الذي يتنازل عن مطالبه وليس الجانب الإسرائيلي. وأوضح قاسم في تصريح خص به" بلادي اليوم" أن قضية المفاوضات متعلقة بالتغطية العملية وليس بالتصريحات الإعلامية, لافتاً, إلى أن إسرائيل تستوطن الأراضي الفلسطينية وتقوم بعمليات نهب وسرقة للمقدسات الإسلامية, أما السلطة فهي تتشدق بالتصريحات الإعلامية.واشار الى أن خطورة التنسيق الأمني اكبر بكثير من خطورة المفاوضات لان التنسيق يقدم لاسرائيل معلومات خطيرة عن أبناء الشعب الفلسطيني المناضل. وعن مواجهة التنسيق الأمني والمفاوضات قال البروفسور قاسم :"نحتاج إلى ثورة شعبية دفاعاً عن حقوقنا الوطنية التي تنتهك من القاصي والداني خاصة من أبناء شعبنا من خلال التنسيق الأمني, مشيراً, إلى أن كل المؤشرات التاريخية تؤكد بأن الانفجار سيحصل وستشهده الأراضي الفلسطينية.
من جانبه وافق المحلل السياسي مصطفى الصواف البروفسور قاسم بأن عباس سيلتقي نتنياهو دون أن يتوقف الأخير عن بناء المستوطنات في الأراضي الفلسطينية, قائلاً :"تعودنا من عباس عدم التمسك بما يطرحه من اشتراطات ويحاول دائماً البحث عن أسباب للعودة للمفاوضات.
وأضاف الصواف في حديث لـــ " بلادي اليوم" :ان عباس لا ينظر في مسألة التعامل مع الاحتلال الإسرائيلي ورئيس حكومته نتنياهو إلى خيار أخر غير المفاوضات لذلك تكون مطالبه زئبقية بمعني أنه يتمسك بها ليوم وينسحب عنها تدريجياً, رغم انه أعلن أن المفاوضات وصلت إلى طريق مسدود, وكان رئيس السلطة وجه رسالة لرئيس الوزراء الاسرائيلي تطرقت إلى نظرته للعودة للمفاوضات حيث عدلت الرسالة خمس مرات, وعن تلك الرسالة التي وجهها عباس لنتنياهو قال الصوف :"هذه رسالة فارغة المضمون ولا قيمة سياسية لها فهي استنجاد من عباس لنتنياهو بالعودة للمفاوضات بعد الضغوط الأمريكية, لمنعه من التوجه للأمم المتحدة, مؤكداً, بأن عباس لم يحصل على شيء من خلال توجهه للأمم المتحدة.
التعليقات (0)