محطة مصر!!
تشهد الساحة السياسية فى مصر هذه الأيام حراكا وأحداثا متتابعة ومتنوعة كما تشهد تصاعدا لتواجد المعارضة السياسية بجميع انواعها من مستقلين وووفد واخوان مسلمين ومن يسار ويمين , كما يقابل هذا النشاط للمعارضة نشاطا آخرا من الحزب الوطنى حزب الأغلبية يحاول فيه الحزب الوطنى وأعضاء الحكومة المؤيدين للحزب الوطنى ان يسحبوا البساط من تحت ارجل المعارضة خصوصا بعد بزوغ نجم الدكتور البرادعى كمرشح متوقع للاغلبية وتاييد الشباب من حركة السادس من ابريل وحركة كفاية له وان لم يعلن البرادعى عن نيته فى الترشح للرئاسة فى الانتخابات القادمة .
هذا الحراك الذى تشهده الساحة السياسية فى مصر يذكرنى بمحطة مصر فى منتصف الستينات من القرن العشرين , حيث كانت هذه المحطة تشهد زحاما مروريا لا شبيه له فى كل بلاد العالم فكانت السيارات والاتوبيسات والترام والمترو والقطارات والعربات الكارو وعربات اليد بالاضافة الى المشاة والكثير من الحيوانات الضالة من الكلاب والقطط والحمير والبغال بالاضافة الى غياب عنصر الامن ورجال المرور فكان الحابل يختلط بالنابل فى هذه المحطة ذات التاريخ الكبير , ومع فارق التشبيه نجد ان الساحة السياسية فى مصر تمتلأ بالكثير من المعارضين والمؤيدين من كل الانواع والألوان ونجد ايضا غياب المسؤل او ضعف المسؤل والمسؤل هنا هو الحكومة طبعا وقد يستغرب البعض فى وصفنا للحكومة بالضعف الأمنى رغم وجود قانون الطواريء ومنذ ما يقرب من ثلاثين عاما و تجديده لعامين قادمين , والحقيقة ان التواجد الحكومى فى الساحة تواجدا ضعيفا اما لضعف اعضاء الحكومة او لقوة تيار المعارضىن او لسبب آخر لانعلمه , المهم ان الساحة مفتوحة لكل من هب ودب وان الشعب المصرى يقف فى صفوف المتفرجين اما مستمتعا بحرب المعارضة والحكومة او مستغربا لهذا النشاط فى المعارضة واما منتظرا لرد الحكومة الذى تأخر كثيرا , وهو فى كل الاحوال فى صفوف المتفرجين وان كان يؤيد المعارضة من القلب فى صمت خوفا من بطش الحكومة , والشعب المصرى فى هذا الموقف يستند على تاريخه الطويل فى ان الحكومة هى دائماً التى تكسب المعركة مع المعارضة وان طال الوقت او قصر , وهو موقف سلبى لا يليق بتاريخ مصر وشعب مصر , والمبرر الوحيد لسلبية الشعب المصرى هو المثل القائل( كترالحزن يعلم البكى) وما اكثر احزان المصريين وبكائهم ..........
واللافت للنظر فى نشاط المعارضة هو هذا الكم من الاخبار والاشارات لكل ما يحدث فى مصر وكأن ما يحدث فى مصر هو من البدع , فنرى الاخبار تقول عن فساد الحكومة من اعضاء الحزب الوطنى ونسمع عن حوادث القطارات وغرق العبارات ونشاهد اللقاءات الفضائية عن رى المحاصيل بماء المصارف وعن رش الزراعات بالمبيدات المسرطنة وكل هذه الاخبار تتناولها الفضائيات كثيرا بما يضر بمصر اولا وليس بالحكومة كما ان الكثير من الدول ذات الخصومة مع مصر تتناول هذه الاحداث وكأنها تصطاد فى الماء العكر ولم لا وكل هذا يأتى من مصر عن طريق المعارضة , اننى هنا لاادافع عن الحكومة ولا عن المعارضة لأننى أؤمن ان كلا الحكومة والمعارضة هما صورة لوجه واحد وان كلا منهما سيقف نفس الموقف لو تبدل موقعهما , ولكننى اتكلم عن مصر بلدنا واننا يجب ان ندافع عنها ضد المغرضين والصائدين فى الماء العكر وان لا نكون (حكومة ومعارضة) اداة للنيل من مصر وشعب مصر فالحكومة بأدائها الخاطىء وفسادها تساعد اعداء مصر وكذلك المعارضة بتناولها لأخبار الفساد فى مصر بطريقة مبالغ فيها تساعد فى النيل من مصر , اننا يجب ان نقف جميعا حكومة ومعارضة وشعبا فى خندق واحد مع مصر ودفاعا عن مصر.....
واقول للحكومة ان التاريخ خير شاهد على الاحداث فى مصر وان الفساد والظلم لن يستمر وسوف يهب الشعب فى الوقت المناسب للفتك بالفاسدين والظالمين ......
وأقول للمعارضة اتقى الله فى مصر وشعب مصر ولا تكن معارضتنا لمكسب أو للنيل من عدو مهما كان على حساب مصر وشعب مصر .....
وأقول لشعب مصر ان يتنبه لمن يسىء الى مصر وان يعرف العدو من الصديق وان لا يترك الساحة ويقف كالمتفرج , فالأمر جدُ خطير وعلى الله التدبير .
التعليقات (0)