محطات مهمة في خطاب اوباما للامة . المحطة الاولى ,نخطيء اذا اعتقدنا او صدقنا ان اوبوما يعمل لمصلحة العرب او المسلمين دون وضع امرين اولويين في السياسة الامريكية وهما الامن القومي الامريكي الذي تضعه الاستراتيجية الامريكية فوق كل شيء وثانيا وضع امن اسرائيل واستقرارها فهو على اول سلم الاولويات الامريكي بل حتى يمكن ان تكون على درجة اعلى من الامن القومي الامريكي في بعض اوجهه للارتباط الايديولوجي بين الخط المحافظ من الساسة الامريكان والديانة اليهودية ولهذا فهو جزء اساسي من الامن القومي الامريكي ونستطيع ان نقول ان امنهما امن واحد لا انفكاك فيه.ونخطيء اذا اعتقدنا او صدقنا ان اوباما سيكون صادقا بكل ماقال وان الخطاب الذي وهب للعرب والمسلمين مالم يكونوا يحلموا به من ضغط على اسرائيل وغيرها خالي من كل الايحاءات التي يرغب الامريكان من ورائها الحصول على فرصة لوضع الخطط التي تحقق كل المصالح الامريكية والاسرائيلية حتى لو كانت كلها ضد المصالح العربية الاسلامية . المحطة الثانية , قال اوبما انه جاء ليقول على العلن ما كان يقوله الاخرون في السر اي انه يقول ما يضمره قلبه وهنا اعتقد ان اوباما يفرض علينا ان نصدقه او نقبل بمايقول لاننا نخاطب بطريقة جديدة هي الطريقة الخطابية الخالية من الاسرار والغرف المغلقة . المحطة الثالثة , اوباما اصبح اول رئيس امريكي يحضر الى المنطقة دون زيارة اسرائيل لكنه بدل زيارة "الدولة اليهودية" فانه ذهب الى درزدن رمز المحرقة اليهودية فهل كان يقصد انه يقف مع اليهود كشعب وكمعانات اكثر من وقوفه مع الحكومة الاسرائيلية اليمينية لما تتخذه من مواقف عكرت ولو بشكل طفيف صفو العلاقة الامريكية الاسرائيلية . المحطة الرابعة , ان الرد الاسلامي السريع الايجابي على خطاب اوباما يبين ان هذا الرئيس قد نجح في كسب قلوب المسلمين وتاييدهم على الخطوات المئة القادمة التي سيتخذها في السياسة الخارجية الامريكية تجاه العرب لكن بعد هذه المائة خطوة هل يبقى التاييد الاسلامي بنفس القوة لاوباما ام انه سيتغير هذا طبعا يعتمد على ما هي الخطوات المائة لان العرب يشتهرون بالعاطفة والتفكير بقلوبهم بدل عقولهم , وهذه نقطة ضعفهم الكبرى . المحطة الخامسة , هل يمكن ان نقول ان خطاب اوباما للامة الاسلامية سيحدث فرقا في العلاقات بين الامة وامريكا مثلما احدث خطاب السادات في الكنيست الاسرائيلي فرقا في العلاقات المصرية الاسرائيلية . وهل سيكون له معارضون مثلما كان لخطاب السادات وهل سيحدث انشقاقا في الامتين العربية و الاسلامية مثلما احدثه خطاب السادات ,خاصة وان هناك تشابه بين الخطابين فالسادات استشهد بالقران والانجيل والتوراة في خطابه واوباما استشهد بنفس المصادر في خطابه .وخطاب السادات كان خطوة مفاجئة وجديدة في السياسة المصرية وهو حال خطاب اوباما بالنسبة للسياسة الامريكية . المحطة الاخيرة , مع كل ما كان وما سيكون فالعرب والمسلمين لا خيار لهم الا الترحيب والتصديق بما قال اوباما او وعد به لان العرب والمسلمين لايملكون الا خيار التصديق وليس لنا نحن الشعوب العربية الا الدعاء لعل وعسى ان يكون هذا الخطاب خطاب افعال ستغير المنطقة لا اقوال ستفقدنا ماتبقى من ثقة بكلام الساسة الامريكان لان الخيبة هذه المرة ستكون قاتلة لكل امل في اعادة جزء من اي ثقة بكلام امريكا ورؤسائها ...... يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم {وَإِن جَنَحُواْ لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ }الأنفال61فهذا جنوح للسلم من امريكا علينا ان نجنح معها اليه ..
التعليقات (0)