صباح محسن كاظم
إن الحروب المجنونة العبثية أدت إلى خسارات بشرية كارثية،و محرقة المدن،و تدمير البنية التحتيه، وإسراف الطاغوت البعثي بتدمير العراق ..لذا إنطلقت الجموع الثائرة زاحفةً على أوكار ومقرات البغي والظلم العفلقي الذي أذاق شعبنا مر الهوان ونتيجة لحروبه،مدن تحررت من قبضة البغي لكن المعادلة الدولية أبت الحرية لشعبنا بسبب البترودولار الوهابي وتواطيء حاكم مصر ومنظومة التخلف العربي ضد إرادة الحرية لشعبنا المجاهد .يستذكر شعبنا النبيل في كل عام منذ1991 أهم المحطات الجهادية في تاريخ العراق حينما حرر شعبنا 14 مدينة من سلطة الدكتاتورية البعثية،وقدم آلاف الشهداء في سبيل الخلاص والحرية ،لكن المعادلات الاقليمية والدولية عطلت مشروعه التحرري.
ان القمع الوحشي لشمالنا الحبيب وتجفيف الاهوار مصدر الثروات كان من نتائج الانتفاضة الوطنية الخالدة ،واطلعت الإنسانية من خلال شهود المحكمة أو صور التدمير الهائل الذي قام به حرس هدام الجمهوري ومخابراته ورفاقه المرتزقه,.المتصفح الى تاريخ العراق ودور الجماهير في صناعة هذا التاريخ يلتمس الروح الثو رية والوطنية لابناء العراق ,فخذ مثلا ثورة العشرين الخالدة وكذلك الانتفاضات والثورات المتتالية ضد سياسة القمع والاستبداد كانتفاضة صفر 1977 حينما حاول البعثيون منع زيارة الإمام الحسين الشهيد (عليه السلام).وانتفاضة رجب ,ومحاولات القضاء على صدام المتكررة كمحاولة اغتياله في الدجيل في 1982 ومن ابرز المحطات الجهادية للشعب العراقي (انتفاضة شعبان 1991)فبعد حربين دمويتين خاسرتين فرضت على شعبنا من قبل هدام العراق والعفالقة حيث فقد عراقنا المقدس ابناءه ونخبه وطاقاته وثرواته وحطمت بناه التحتية واغرق في ديونه الخارجية ,. في حين نجد ان أزلام السلطة وأقارب هدام من العوجة يمرحون في سفاراتنا ويبددون ثرواتنا؛ والاخرين منهم في قصور الطاغية أ و في اجهزة المخابرات المجرمة؛ أما أبناء العراق فوقود لتلك المحارق العبثية ؛ مع مديونية-120- مليار أثقلت الشعب والأجيال؛ وبدد حكم العفالقة أكثر من 1400 مليار من ثروات العراق, .فأستغل شعبنا الأبي الخسارة المذله لهدام في حرب تحرير الكويت فأنطلقت ثلة من ابناء شعبنا المجاهد المتواجدين في (ناحية الطار)الواقعة في اهوار الناصرية ,حيث زحفت بثلاثة اتجاهات الأول الطار- الكرمة - سوق الشيوخ والثاني الطار-الفهود- والثالث بأتجاه البصرة ..حيث انقسم الاتجاه الأول بمسارين اولها (سوق الشيوخ ,الناصرية)غرب الفرات وثانيهما (سوق الشيوخ ,العكيكة ,الناصرية) شرق الفرات .
علما انه كانت هنالك استعدادات للنخب الإسلامية والوطنية بأصدار منشورات تدعوا للانتفاضة والخلاص من الدكتاتورية وزعت في أواسط شهر رجب قبل الانتفاضة بشهر في مدينة الناصرية وبعض المدن العراقية الامر الذي حدى بأبناء العراق الغيارى في اكثر المدن العراقية بتقديم السلاح والمال والدعم المعنوي ,حيث كانت رغبة بعض المجاهدين بأنطلاق الانتفاضة في الاول من شعبان لكن الآخرين طلبوا التأجيل للتنسيق مع المعارضة الوطنية في الخارج لكن رد المعارضة تأخر مما حدا بالجماهير الإصرار على قيام الانتفاضة وتحديد ساعة الصفر بتحرير مدينة الناصرية من قبضة البعث ,ومن اجل تصحيح كل ماكتب عن الانتفاضة خلاف هذا هو غير دقيق حيث ان قادة الانتفاضة لازالوا أحياء .فأنطلقت الانتفاضة يوم 14 --شعبان --1991 بأتجاهاتها الثلاث وكان ابناء الناصرية ينتظرون قدوم المجاهدين بعد ان سيطروا ليلا على بعض مراكز الشرطة ومنها مركز شرطة الساهرون , وفي الفجر صباحا وصلت مجاميع اخرى لإشعالها في البصرة والاتفاق كان عند ساعة الصفر هو تحرير مدينة الناصرية وكانت بداية الانتفاضة في حي الحسين والجمهورية والقرنة وكان دور الحاج ابو ياسر الخزاعي وثلة من الوطنيين بالقيام بتحرير مدينة البصرة .. وصباح اليوم الثاني سيطرالثوار على جميع الدوائر الحكومية من اجل الحفاظ على ممتلكات الدوله الا ان بعض البعثيين قاموا بحرق الدوائر من اجل تشويه الانتفاضه.
وكان من قيادات الانتفاضه من الشهداء هم الشهيد (حيدر هاشم جلوب والشهيد حيدر كامل برهان والشهيد كاظم صبر عبدالله والشهيد حسين عطيه والشهيد السيد رشيد ال يوشع والشهيد السيد جواد السيد كاظم العطار )وقد استشهد العديد من اللذين انخرطوا في المجابهه مع العفالقه وهم في قلوبنا وعقولنا وضمائرنا , .ولازال من القياديين الأحياء منهم ابو حسين الوائلي وابو ايمان الرميثي و ابو سجاد الشريفي وابو حسين الشطري وابو رواء الناصري وابو تقى وابو احمد الفهداوي من الفهود وابو مصطفى العبادي وباركت بعض رموز العشائر تلك الانتفاضة وساهمت بدعمها لوجستيا ,ولابد من ذكر دور الراحل الشيخ كاظم الريسان ودورالعقيد الراحل عبد المنعم الكطان,ونحن نعتذر سلفا عن ورود كل الأسماء التي شاركت في تلك الملحمة الوطنية الخالدة لان المشاركة الشعبية كانت هائلة لايمكن حصر الاسماء فيها. وتشكلت ادارات في المدن لتنظيم الحياة فيها بعد ان دمر كل شيء في القصف الجوي من قوات التحالف ,
ولابد من ذكر الجانب الإنساني اللذي قام به الثوار وهو إسكان البعثيين في مدارس مع اعطاء دروس لبعضهم لتأهيلهم وادماجهم بالمجتمع اما المجرمون فأعتقلوا ونقلوا الى (كرمة بني سعيد)..وقد اصدرت المرجعية بيانات حول الانتفاضة منها بيان السيد الامام الخوئي (قدس سره) والسيد عبد الاعلى السبزواري(قدس سره)والسيد الشهيد (محمد محمد صادق الصدررضوان الله عليه) تضمنت البيانات حماية بيضة الاسلام وتشكيل لجنة من قبل السيد الخوئي علمائية بقيادة اية الله العظمى السيد عبد الاعلى السبزواري وعضوية اية الله الشيخ الغروي واية الله الشهيد الصدر الثاني واية الله الشيخ شمس الدين الواعظي والشيخ الطريحي والشيخ الساعدي وغيرهم ,.وقد انتقم العفالقة المجرمون من ابناء المدن المنتفضة(14مدينة) وقدر عدد الشهداء بعد احباط الانتفاضة بنصف مليون شهيد مع تدمير المدن المقدسة بصواريخ ارض ارض وكانت الاسباب كما ذكرها الكاتب محمد حسنين هيكل بأن اتصالا هاتفيا بين اللامبارك وفهد على الطلب من امريكا ايقاف الانتفاضة واعادة سيطرة النظام الفاشستي الدموي اللذي دمر شمالنا الحبيب بأسلحته الكيمياوية وجفف اهوار جنوبنا.
http://www.beladitoday.com/index.php?aa=news&id22=3799
التعليقات (0)