علي جبار عطية
الخميس 01-03-2012
يتبادر الى ذهن غير العراقي انها حادثة حين يسمع بعبارة (محروك اصبعه) ولمن لم يذق تلك الاكلة الشعبية البسيطة ربما يظنها شتيمة كما يقال عن شخص انه (مشعول الصفحة) ! ولا ادري من اين جاءت تسمية هذه الاكلة اللذيذة هل ان استعارة كلمة (محروق) واسقاطها على (الاصبع) شبيهة بقول اخواننا المصريين عن الاكلة الطيبة (تاكل اصابعك وراها) ! تذكرتها قبل ايام وانا انبش في ذاكرة مطبخنا وكيف كانت الامهات يتفنن في استخدام ما هو موجود لديهن في صنع اكلات لذيذة ومن ذلك أكلة (محروك اصبعه) وهي تعتمد على بقايا الخبز تخلط مع الطماطم او معجون الطماطم مع البصل وقليل من المطيبات المتوفرة ليحظى الجائع باكلة لذيذة جداً تتفوق حتى على الاكلات التي يدخل فيها اللحم الحيواني عنصراً اساسياً لنجاحها او حتى تلك التي تعرضها المطاعم الحديثة بلافتات كبيرة مثل (تشريب باللحم)! تذكرت زميلاً في العمل كان طالباً في احدى الدول الاشتراكية واظنها بلغاريا قال ان الفلاحين هناك عندهم اكلة لذيذة جداً يقدمونها بكل فخر الى الضيوف وهي تعتمد بشكل اساسي على بقايا الاشياء توضع في جرة مثل بقايا الخبز والبصل والجزر والطماطم والخيار وغيرها فالجامع المشترك هو بقايا الاشياء وبعد ان تمتلىء الجرة تغلق بإحكام ثم توضع على الجمر لتنضج على نار هادئة ثم تفرغ محتويات الجرة في صينية لتبعث روائح طيبة لأكلة من ألذ الأكلات ! قلت : لعل سر الطيبة يكمن في ان بقايا الأشياء فيها البركة ! ويبدو ان الشعوب تتشابه حتى في وجود هذه البركة ! وتلك مسألة لا يدركها المترفون في كل زمان ومكان !
التعليقات (0)