محرم لله يا محسنين!
الأحد, 31 يناير 2010
سوزان المشهديحتى في قاعات الدراسة - تخيلوا - هذا ما كتب في الخبر المنشور في احدى الصحف المحلية عن ايقاف مكافأة المبتعثة إذا ثبت أن (محرم.. ها) لا يتواجد معها وأنه قام بايصالها وعاد أدراجه للبلاد. وأنه لم يرافقها في قاعات الدراسة ولا في السوبر ماركت ولا في غيره.
فهمنا (معضلة وشرط أن يبقى معها) وفهمنا الغرض منه (على رغم عدم موافقتنا على ذلك) ولكن أبت عقولنا أن تفهم معنى مرافقته للمبتعثة في قاعات الدراسة! ويحتاج الأمر لشرح واف وكاف ومستفيض ومترجم أيضاً لتعلم الجامعات والمعاهد كيف يفكر السعوديون في (بناتهن) وكيف يعاملونهن (وكيف يفترض بهم أن يراقبوهن)!
وتخيلت معهداً به خمس طالبات على أقل تقدير (الطالبات داخل الفصول) والمحارم يقفون بجانب النافذة لمنع أي (حديث جانبي بين طالبة وزميلها (أحدهم يقف بالمطارة وحقيبة الفسحة) والآخر يمسك بالصحف المحلية ليقرأ آخر المستجدات، والثالث يقضي وقت عمله (كمراقب للمبتعثة) في كتابة مذاكرت (مرافق أصبح مراقباً) والرابع (يلعن اللحظة التي وافق فيها على سفر ابنته أو أخته) والخامس خبيث (سافر مع زوجته والآن يفكر في توريطها ويريد العودة، لأنها أغضبته وبامكانه عقابها والغاء مكافأتها وربما بعثتها بالكامل، لأنها أخطأت ليلة أمس وأخبرته انها ليست بحاجة له ولم يعد بامكانه أن يزلّها بعد اليوم (لذلك طرأت عليه الفكرة الجهنمية أن يتركها ويرحل بعدما استشار أمه وأخته التي لم تحصل على بعثة!
حملة الغاء مكافأة الطالبة (بصراحة قرار غير حكيم) لأن الطالبة already هناك والجامعة حصلت على الاعتماد المالي والطالبة أجّرت منزلاً وتعهدت بدفع الايجار (وهناك لمن لا يعلم، تسليم قيمة الايجار محدد بتاريخ لا يجعل صاحب المنزل «يترجاك» ليحصل على حقه. والشرطة في خدمة الشعب والمحاكم أسرع مما يتخيل أحد.. فانقطاع المكافأة عن الطالبة سيجعلها لا تتمكن من دفع الايجار وعدم الدفع في وقته سيجعلها متهمة بالتلاعب، وستكون عرضة للاخلاء بعد الدفع طبعاً وتعميم اسمها على الـsystem، فلن يقبل أحد تأجيرها منزلاً. وستتورط الملحقية هناك في حل المشكلة وستنشر الصحف الغربية تفاصيل التفاصيل. وسيطلع أحدهم ليقول (لا بارك الله في ابتعاث النساء)!
الدولة تكبدت الملايين في سبيل ابتعاث الطالبات اللاتي نسمع عنهن كل يوم وعن انجازاتهن العالمية التي استطعن حصدها في سنوات قليلة فكيف نعامل بناتنا بهذه الطريقة؟ وكيف نعلنها صراحة بما معناه اننا لا نثق بمبتعثاتنا، ولذلك يجب بقاء محرمها معها (حتى في قاعات الدراسة) وحرمان الطالبة من المكافأة سينتج عنه مشكلات عدة ستؤثر في سمعتنا كسعوديات، ولن تؤثر في اصحاب الملايين بل في صاحبات الدخل المحدود. والحل في الغاء هذا القرار والاكتفاء بقرار العائلة وحسم كل ذلك بالدرجات التي تحصل عليها الطالبة فقط.
سؤال ألقيه فقط قبل أن أغادر، لماذا يجب أن تعيش المبتعثة في خوف دائم ومحاولات ترضية لأشخاص بامكانهم حرمانها من مستقبل حلمت به كثيراً، لن أخوض كثيراً في موضوع المحرم الذي يحتاج في بعض الأحيان الى مراقبة ورعاية وغيره، وخير دليل (خبر) الدورات التدريبية الخاصة بتأهيل المبتعثات لحماية مرافقيهن، وربما اقترح شعاراً يتناسب مع خبر ايقاف الرواتب ودورة التأهيل بأن يكون كالآتي (أنا مؤهلة لحمايتك.. وأنت راقبني)!
suzan_almashhady@hotmail.com
من صحيفة الحياة
http://ksa.daralhayat.com/ksaarticle/103571
التعليقات (0)