محرم في العراق بين المألوف وغير المألوف
الحسين (عليه السلام) رفض حكومة يزيد بن معاوية لأنها حكومة ظلمٍ وجورٍ ليس الا ، ومن ثم ثار وانتفض لاصلاح امور الناس السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرهـا بعدما تدهورت تماماً ، اذاً فالاصلاح كان همه وهدفه الاول والاخير والذي قدم نفسه واولاده واخوته واقاربه واصحابه (وكلهم من الطراز الاول في التقوى والاخلاق والاستقامة) من اجل تحقيقه بل من اجل ترسيخه بعقول واذهان الاجيال والانسانية جمعاء ، اما ما يمارسه اغلب الشيعة من شعائر عاشوراء الحسين " وبالعراق خصوصاً " من مراسيم الزيارة لقبره الشريف واللطم والبكاء والزنجيل والتطبير والمواكب الراجلة لزيارته ومواكب تقديم الاطعمة ثواباً لروحه الطاهرة ومواكب مبيت الزائرين لقبره مشياً على الاقدام وقراءة مقتله وقراءة المراثي والأناشيد التي تخصه عليه السلام وبيان ثورته وتعريفها للآخرين ممن لا يعرفها فهذه ليست سوى شعائر تذكرنا بالحسين وثورته ومظلوميته وما ثار من اجله فهي اذاً تذكرنا بهدفه الاسمى الا وهو ( الاصلاح العام ) وليست الشعائر هي لب القضية الحسينية ومن يتصورها كذلك فهو اما قاصر اومقصر بحق الحسين الشهيد (عليه السلام) وهدفه النبيل وتضحياته الجبارة .
تمر هذه الايام علينا (في العراق) هذه الايام ذكرى محرم الدم والشهادة ذكرى استشهاد الامام الحسين (عليه السلام) سبط رسول الله وريحانته وولده وعزيزه وقرة عينه وحبيب قلبه وثالث اوصيائه ووالد اوصيائه الباقين الذين هم من من صلب الحسين (عليه السلام) .
ولكن هذه السنة العاشورائية تختلف عن اخواتها السنين العاشورائية السابقة حيث اعتدنا وفي كل عام ان تمر علينا ذكرى عاشوراء استشهاد الحسين عليه السلام وتقام الشعائر والمراسيم الحسينية المباركة حيث اصبحت كالروتين ، لكننا وفي هذا العام تحديداً ما لفت انتباهنا هو رفع شعارات الحسين التي رفعها في كربلاء ضد من يمثل الظلم والجور الاشقياء من قبل شريحة كبيرة من شرائح المجتمع العراقي الا وهم انصار ومقلدي المرجع العراقي العربي الصرخي الحسني وهم منذ عام تقريبا انتفضوا بوجه الحكومة والبرلمان وطالبوا بالاصلاح العام واستبدال الحكومة والبرلمان تحت الاشراف الاممي وكما ونددوا في مظاهراتهم الاسبوعية - اي في كل يوم جمعة لهم مظاهرات تحمل عنوانا يختلف عن عنوان الاسبوع الماضي- نددوا بالفساد العام وسرقة الاموال والثروات .
ومن شعارتهم المرفوعة والتي هي نفس شعارات ثورة الطف الحسينية العظيمة الخالدة:
- ((اننا لا نرى الموت الا سعادة والحياة مع حكومة السرقات الا برما)).
- (( ألا ان الحكومة والبرلمان خيروا العراقيين بين اثنتين بين السلة والذلة وهيهات منا الذلة )).
ولهم جمعتين الاولى بعنوان (ثورة الحسين صرخة بوجه المفسدين) ، والثانية بعنوان (ثورة الحسين صرخة بوجه سراق المال العام ).
حيث انهم وبحسب مراقبين طبقوا اهداف الحسين عليه السلام وثورته واحيوها ورفعوا شعاراتها وهو ما اراده ويريده الحسين(عليه السلام) .
التعليقات (0)