محرم في العراق بين اتجاهين
بقلم : ابو الطيب
محرم لا يعني فقط ان الحسين قتل فيه على يد اكثر خلق الله اجراما الا وهو يزيد بن معاوية ، وحصول تلك المجازر المروعة والخطيرة والتي لم تشهد الانسانية لها من مثيل؛ حيث الابادة الجماعية والعرقية والتي نالت حتى من اطفال آل محمد الرضع، وما شعار عمر بن سعد قائد الجيش الاموي: (لا تبقوا لاهل هذا البيت باقية) الا دليل على ذلك ، بالاضافة الى الحصارات الفكرية وتشويه الحقائق والتعتيم عليها حيث وصف ابن رسول الله الحسين بـ"الخارجي"، والحصارات المادية حيث قطع الطريق عن معسكر الحسين ومنع وصول الماء والغذاء والدواء اليه ، وما الى ذلك من امور حيث الترغيب والترهيب لتجييش الناس معهم لقتال الحسين (عليه السلام)، وما علينا الا ان نبكي ونلطم ونحزن ونلبس السواد ونعلن الحداد وإقامة المآتم وقراءة المراثي وتوزيع الاطعمة ثواباً لروحه الطاهرة وما الى ذلك من امور مألوفة، نعم هذه الامور كلها مهمة لاحياء واقعة عاشور الحسين بين الناس حتى لا تندرس او تضيع لا سمح الله، ولكن هذه الامور لا نعتبرها هي جوهر وروح قضية الحسين الا وهي (الثورة ضد الظالمين) وعلى امتداد الزمان والمكان.
ونحن في العراق هذه السنة حيث شاهدنا محرم فيها يختلف عن محرم في السنوات السابقة حيث خرج عن المألوف وخروجه كان بإتجاهين :
الاتجاه الاول: وهو الشق السلبي ، حيث ان خطباء المنبر الحسيني التابعين لمرجعية النجف (مرجعية السيد السيستاني) بالتحديد اخذوا يوظفون محرم لغير اهدافه، حيث لم يكتفوا بالمألوف من اللطم والبكاء وقراءة المراثي وما الى ذلكى؛ بل تعدوا هذه الامور الى ما هو سلبيٌ وخطيرٌ ومخيفٌ ومخالفٌ لأهداف محرم الحسين حيث تعدوا الى شحذ همم الناس وحثهم لانتخاب المفسدين والسراق (بعدما سرقوا ما سرقوا ونهبوا ما نهبوا وزوروا مازوروه وقتلوا ما قتلوا وقمعوا انتفاضة الشعب في العام الماضي بدل تلبية مطالبهم التي ثاروا لاجلها وحيث السجون السرية واغتصاب السجينات والتهديد وكيل التهم بعضهم للبعض الآخر وتوزيع العراق كـ"كعكة بينهم") واعادتهم الى الحكومة والبرلمان ثانية حين مجيئ موعد الانتخابات (انتخابات مجالس المحافظات والانتخابات البرلمانية). واليكم احد المقاطع التي تدل على ما اقول:
الشيخ صلاح الطفيلي على خطى مراجع النجف يدعوا لانتخاب المفسدين و السراق
http://www.youtube.com/watch?v=gC1ABUX6-G4
الاتجاه الثاني: وهو الشق الايجابي، بل هو تطبيق اهداف الحسين وجعلها مقروءة من قبل الجميع وتعريف وتذكير الناس وفي العالم اجمع بان الحسين هكذا كان ما فعله في عاشوراء وفي كربلاء او هذا كان هدفه من ثورته المباركة وهو الثورة ضد الظالمين ايٍاً كانوا، حيث ومنذ عام تقريبا انتفض السيد الصرخي الحسني واتباعه ضد الحكومة والبرلمان الفاسدَين، وحيث كانت لهم شهورٌ واسابيع طوال وفي كل جمعة يتظاهرون مطالبين الحكومة بشيءٍ يختلف عن الماضي ويسمون جمعتهم به ، بل وطالبوا بإسقاط الحكومة والبرلمان واستبدالهما بانتخابات جديدة نزيهة تحت اشراف الامم المتحدة، وما ان حل شهر محرم الحرام الا ورأيتهم يتظاهرون فيه رافعين شعارات الحسين ومطبقين لنهجه الرفيع ومسمين جمعهم وتظاهراتهم بإسم الحسين وكما عرفنا ان اسم كل جمعة وتظاهرتها يختلف عن الاسم السابق ولكن الحسين واسمه بل ومنهجه في جمعهم ومظاهراتهم المحرمية ملازمٌ لهما. وهذه بعض الجمع التي خرجوا فيها :
جمعة // ثورة الحسين صرخة بوجه الساسة المفسدين 1 / محرم / 1434هـ
http://www.al-hasany.com/vb/forumdisplay.php?f=370
جمعة // ثورة الحسين (عليه السلام) صرخة بوجه سُرّاق المال العام 8 / محرم / 1434هـ
http://www.al-hasany.com/vb/forumdisplay.php?f=371
جمعة // ثورة الحسين صرخة بوجه الفساد المالي والإداري 15 / محرم / 1434هـ
http://www.al-hasany.com/vb/forumdisplay.php?f=372
جمعة // ثورة الحسين (عليه السلام) صرخة بوجه الساسة المرتشين 22 / محرم / 1434 هـ
http://www.al-hasany.com/vb/forumdisplay.php?f=373
جمعة // ثورة الحسين صرخة بوجه الخونة والعملاء 29 / محرم / 1434هـ
http://www.al-hasany.com/vb/forumdisplay.php?f=374
التعليقات (0)