جالسة على كرسيها المترنح يمنة ويسرة ويديها ممدتين على مكتبها الزجاجي، تتأمل رماد ما أحرقته بنظرات جنونية تمزج بين الضحك والبكاء...طرق الباب ثلاث مرات ولم ترد، ثم أعاد طرق الباب لعاشر مرة، فأمرته بعدها بالدخول..دخل الرجل و هو يحمل في يديه وردة حمراء...تساءل مشدوها: ما كل هذا الرماد؟ ماذا فعلت هنا؟
- و تسألني ماذا أفعل ؟ انه رماد جثتك التي أحرقتها بالكامل.
- ماذا!!!!!!! و هل فعلت بي هذا حقا؟؟؟
- نعم فعلت و ماذا كنت تظن نفسك؟ ستأسرني أزليا في كوخ وهمك الذي بنيته فوق أرض قلبي الخصب؟ هل تتذكر؟؟ لقد فعلت هذا بلا رخصة بناء.
- ألم يرقك ذلك؟...لطالما كنت سعيدة بالأمر ..ما الذي جرى؟
- كم أنت بريء أيها الخائن الماكر ..لكن قل لي ؟ كم من الساعات يلزمني لأصفق لك أيها المشعوذ الرومانسي؟ كم من الدقائق تلزمني لوقفة صمت على جثتك العفنة يا سيدي " قَذُّور" ؟ كم من الوقت يلزمني لأعدد لك ضحايا لدغاتي الناعمة المفاجئة؟ ألا تظن أنه كان مطلوبا منك أن تبحث عني في دليل سفاحات المشعوذين؟ كنت ستجد كل المعلومات التي قد تفيدك في تحليل شخصيتي المستعصية على منطقك الزنقوي..
- كفى كفى ظلما ..لم تكن سوى نزوة عابرة..أنا متيم بك أنت فقط...ثقي بي..
- هيا ارحل و اعزف سمفونياتك خارج حدودي ، فقد تخال نفسك بتهوفن أو موزارت..لكنك بالنسبة لي لست سوى غراب امقت سواده المدقع..
- وهل حطمت كل أحلامنا المشتركة ببساطة في لحظة جنون؟
- اخرس كفى هراء ..ومن قال لك إني لازلت أحب اصطياد الفراشات أو أني أتطلع إلى تسلق جبال الهملايا ...أتظن نفسك قارئ فناجين ؟...إنها محض أوهام تراودك أيها المدفون في مقبرة الأسماء المهمشة.
التعليقات (0)