لن أتحدث هنا عن الأوضاع التي تمر بها بعض الشعوب العربية الآن ، فالصور تتحدث .. والصورة أبلغ !
لكن ثمة وجه آخر للصورة أخذ طريقه للتشكل في المزيد من الأذهان ليُدخل البترول كشريك فاعل للسلطة في تشكيل أوضاع الشعوب العربية القائمة منذُ أن أصبح البترول كالأنهار تجري من تحتهم .
يقول البترول :
كنتم الرعاة الحفاة فأصبحتم بنعمتي أخوانا !
نقلتكم من القرون الغابرة للقرن العشرين والواحد والعشرين !
كنتم فقراء فازددتم بي فقرا وفقراء !
كنتم بلا عمل فأوجدت مصادر العمل وتركتكم بلا عمل !
قال الله لكم : " كنتم خير أمة أخرجت للناس "
فقلت وقد أعتز بي من أذلكم : كونوا أسوأ أمة " أخرجت من الناس"! .. بضعفكم وتخلفكم وهوانكم علي وعلى زعماء منكم وعلى "المشتري" !
قال الله لكم وللناس أجمعين : " أنّا خلقناكم شعوبنا وقبائل لتعارفوا " .. تعارفوا هو أقوم لكم .
فقلت لكم وقال معي المشتري وزعمائكم : كونوا شعوبا وقبائل لتنافروا .. تنافروا هو أبقى لنا!
قال الله : أنّا كرمناكم .
فقلت لكم بالتعاون مع (جنون السلطة) : كونوا جرذا وفئرانا في جحوركم .. فأن خرجتم تهتفون بزعمائكم فأنتم الشجعان !
وأن هتف (بعضكم) بسقوط (بعضهم) فلهم الإبادة .. والإبادة لناقلات العدوى ! تقطع أشلائهم ، وتتفحم أجسادهم حتى باتت أكثر سوادا مني .. !
ولأني أغلى ثمنا من دماءكم الرخيصة ، فهي أرخص مني عند المشتري وعند كثير من زعمائكم ، فهاهي دماء بعضكم في قطر من أقطاركم تجري الآن في الشوارع لكي أجري أنا كالأنهار من تحتها..! ..
نعم أنا من أخرس العالم من حولكم ! وها هم (بعضكم) يذبح هناك كما تذبح النعاج ! وتحرق أجسادهم على مراء ومسمع من العالم في محرقة البترول وجنون السلطة ! ..
تركي سليم الأكلبي
Turki2a@yahoo.com
التعليقات (0)