مواضيع اليوم

محرقة أم انتصار في معركة.

محمد الشبراوي

2009-12-27 17:13:53

0

 

لا أحد منا يستطيع أن ينسى المجزرة التي قام بها الكيان الصهيوني ضد شعب فلسطين، محرقة غزة كانت مثال رائع على الصمود و التفاني في الدفاع عن الوطن وبذل الغالي والنفيس من أجل الحفاظ على سلامته واستقلاله كذا استغلاله من طرف الأعداء.
فقطاع غزة هذه البقعة الصغيرة مقارنة بمساحة فلسطين خاصة والدول العربية عامة استطاعت أن تصمد أزيد من شهر كامل وسط توالي الضربات والمجازر، واستطاعت أن تجيش شعوبا ليست عربية هده المرة وفقط، لكن أكثر من ذلك شعوبا في دول غربية أخذتها العزة وأبت إلا أن تعبر عن رفضها للحرب على شعب أعزل لا يملك إلا الدعاء ومقاومة بسلاح لا يرقى إلى نصف ما تملكه "إسرائيل".
فرغم أن أغلب الشهداء الذي وصل عددهم إلى أكثر من 1500 شهيد كانوا أطفالا وشيوخا، إلا أن هذه الحرب غيرت مجموعة من المسلمات التي كادت أن تسود بشكل مريع في وسط العرب والمسلمين.
فأولا سلم البعض بحتمية بقاء دولة إسرائيل واستحالة القضاء عليها واعترف بها كأمر واقع لا يمكن أن تغيره لا المقاومة ولا الشعب الفلسطيني خصوصا مع التراجع الخطير في الإحساس بالقضايا الوطنية الذي أصبح الشارع العربي مسرحا له وهو ما تغير تزامنا مع هجمة الكيان الصهيوني، حيث أن "إسرائيل" أظهرت نفسها على أنها المحتل لأرض ليست ملكا له وأنه مجرد مغتصب يعيش على القمع والقتل باستعمال مختلف الأسلحة وبوحشية كبيرة.
ثانيا والذي كان ملاحظا بشكل كبير هده المرة هو التعاطف الذي أبدته شعوب الدول الغربية في أوروبا وأمريكا اللاتينية وهذا لم يكن يحدث من قبل بنفس الطريقة التي حدثت به هذه المرة، لذلك كان تحرك المنظمات الحقوقية فعالا وقويا من أجل محاكمة "اسرائيل" ومجموعة من قياداتها على أساس أنهم مجرمو حرب، وبالفعل كان تقرير "غولدستون" الذي كان إدانة مباشرة للكيان الصهيوني.
ثالثا وليس أخيرا وهو تأكيد أن حماس قوة إقليمية لا يمكن تجاوزها في حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي أو العربي الإسرائيلي، وهذا ما تأكد أيضا لدى قيادات الأحزاب الإسرائيلية وحتى لدى حكومات الدول الغربية مما وضعها في موقف حرج، وهو أنها أصبحت تمثل غالبية الشعب الفلسطيني وأن رأيها هو رأي غالبيتهم أيضا.
لقد كانت معركة فرقان بين تيارين: التيار الأول التيار الخائن والعميل، والتيار الثاني هو التيار الذي يسير على درب المقاومة رغم الشوك الذي يواجه إلا أنه صمد وعرف كيف يواجه محنته وكيفية الخروج منها، لكن وجود البعض من التيار الأول على أرضنا أمر مخز، فلم تلملم الجراح بعد، حتى استضافوا للأسف مجرمة حرب على أرض المغرب الذي عرف مسيرة الميلونين تنديدا بمحرقة غزة .

محمد الشبراوي
 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات