مواضيع اليوم

محددات الاستقرار السياسي في افريقيا

قارّة افريقية ظلت ساحة لوقائعَ عنف و صراعات طويلة فقد شهد هذا الجزء من العالم لفترة طويلة - ولا يزال يشهد - اضطراباتٍ داخليّة وخلافاتٍ حدوديّة وسياسية خلّفت آثارًا سلبيّة على مجريات الحياة العامة وأثارا عميقة علي سكانها ، فالذّي يقرأ ما دوّن من أحداث إفريقيّة ويتتبّع ما تقدّمه وسائلُ الإعلام بمختلف أنواعها المسموعة والمقروءة والمرئيّة، يدرك أنّ كثيرًا من دول القارّة عانت تجاربَ قاسيةً من ويلات الحروب و أشدّ حالات العنف السّياسيّ، فضلا عن دولٍ أخرى مرّت بانقلابات عسكريّة بيضاء أو اغتيالات بين الحين والآخر .
وكانت معظمُ حالات العنف السّياسيّ تنشا وتدوم نتيجة لخلافات حدوديّة، أو قبليّة، أو دينيّة، أو عنصريّة، أو لوجستيّة ونجد إن الأيدي الخارجية هي أيضا لها التأثير في اغلب الأحيان وان تكن هي المسبب للازمات في قارة أفريقيا.
فقد تعرّضت دولُ القارّة الإفريقيّة إلى استعمارٍ بغيضٍ لفترات متفاوتة من طرف دولٍ أروبيّةٍ هي: فرنسا، و بريطانيا، و أسبانيا، و البرتغال. و بإلقاء نظرة سريعة على خريطة إفريقيا يتّضح أنّ الدّول المستعمِرة عملت على " تقسيم القارّة إلى دول تفصل بينها حدودٌ ذاتُ طبيعةٍ مختلفةٍ أو إقليم تضم مجموعات تختلف عاداتها وتقاليدها ومحركاتها الدينية مما ينجم عنها خلافات داخل الإقليم الواحد في دولة ما بعد الاستقلال، أو خلافات بين مجموعة إقليم داخل الكنتون الواحد(الدولة) أو بين إقليمين جمعتهما حدود اجتهد الاستعمار علي وضعها في سلة الدولة القومية الواحدة، و بالتّالي ورثت الدّول المستقلّة هذه الحدود الاصطناعية بخلافتها داخل الدولة الواحدة بين الدول و كان ذلك باعثا على اندلاع بعض الخلافات الحدوديّة سنرى نماذجَ منها لاحقا.
لقد خلّفت الصّراعات بين السّود و السّود في إفريقيا منذ منتصف القرن العشرين ضحايا أكثر من ضحايا الصّراعات بين السّود و البيض، و في أغلب الأحيان كانت الصّراعات القبليّة أكثر دمويّة؛ فأسوأُ صراعٍ في إفريقيا السّوداء في التّسعينات كان بين الهوتو والتّوتسي، وبخاصّة حالات الإبادة الجماعيّة في رواندا و بورندي التّي بلغت في القسوة حدّا لا يتصوّره العقل، وكان ذلك لأسباب عرقيّة. و الحرب الأهلية داخل الدولة السودانية بين الشمال والجنوب ، و الصّراع في الصّومال ضمن الصّراع العرقيِّ الفرعيِّ أي بين عشائر أكثر منه بين قبائل وتلك الحالة تنسحب علي الدولة السودانية التي قامت ما بعد الاستقلال والتي لم تشهد الاستقرار السياسي المطلوب وتقلبت بين النظم العسكرية والديمقراطية تارة في ضمن المعسكر الشرقي وتارة في ضمن المعسكر الغربي ومرات كثيرة ضمن ما عرف بكتلة عدم الانحياز
 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !