محجّبات العرب في أولمبياد لندن
شاركت العداءة السعودية "سارة العطار" في سباق مسافة 800 متر عدو ، كأول سعودية في هذا المجال صباح الأربعاء 8 أغسطس 2012م داخل الإستاد الأولمبي الرئيسي المخصص لألعاب القوى.
النتيجة المرصودة للعداءة "سارة العطار" جاءت متواضعة للغاية . فهي قد استطاعت بالكاد إكمال الدورتين اللازمتين حول المضمار . وجاء ذلك بزمن قدره 2 دقيقة و 44 ثانية و 95 جزء من أجزاء الثانية.
سارة العطار قبل إنطلاق التصفية التمهيدية تلوح بيدها لرد تحية الجمهور داخل الإستاد الأولمبي ؛ الذي شجعها بحرارة لكونها أول سعودية تقتحم هذا المجال في تاريخ الأولمبياد . وبسبب حضورها الفريد وهي ترتدي الحجاب .
إنـطــلاق الســباق ونشاهد سارة العطار في الحارة رقم (8) ملؤها العزيمة والإصرار .. لكن وكما يقولون فإن العين بصيرة واليد قصيرة.
ســارة العطار (19 سنة) ولدت لأب سعودي وأم أمريكية . تدرس الآداب في جامعة ببيردين الأمريكية Pepperdine University بولاية كاليفورنيا .. وهي تحمل الجنسية الأمريكية إلى جانب التابعية السعودية . لكنها تقدم نفسها على أنها سعودية تبعا لجنسية والدها. وحيث يقول الله في محكم تنزيله من الآية (5) في سورة الأحزاب (ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله ..... ).
بعد إكمالها اللفة الثانية في تصفيات سباق 800 متر التمهيدية . أكملت السباق بزمن 2 دقيقة و 44 ثانية و 95 جزء من أجزاء الثانية ف. جاءت الأخيرة بفارق زمني قدره 45 ثانية عن العداءة التي جاءت في المركز الأول .
سارة العطار بعد أن سبقتها منافساتها بمراحل تجري وحدها في المضمار الخالي . وقد علقت الصحافة البريطانية على الزي الذي شاركت به سارة بقولها :"إرتدت سارة حجاب ابيض وقميص أخضر بأكمام طويلة وبنطلون ركض ، إلتزاما منها بقوانين بلدها فيما يتعلق بإحتشام الأنثى"
سجلت سارة العطار في التصفيات سرعة اقل من المعدل العادي للمتسابقات في هذه المسافة من السباقات الأولمبية .. ورأي بعض الخبراء في هذا المجال أن سارة لم توفق في إختيار مسافة السباق الذي يتلاءم مع قدراتها وطاقتها الجسمانية . وربما لو كانت قد اختارت المنافسة في سباق مسافة 1500 متر لكانت قد حققت مركز أفضل ، حيث أن سباق مسافة 800 متر يتطلب قدرات عضلية أقوى وسرعة أكثر.
أخيرا اقتربت سارة العطار من خط النهاية . وكان الفارق بينها وبين التي سبقتها مباشرة من العداءات وإسمها "اليزابيث ماندابا" من جمهورية أفريقيا الوسطي مسافة زمنية قدرها (33) ثانية..
سارة العطار بعد اجتيازها خط النهاية لمسافة ألـ 800 متر في التصفيات الأولية مسجلة أول مشاركة لفتاة سعودية في الأولمبياد .. وقف الجمهور يصفق تحية لها وتشجيعا . وبما يدل على أن العالم المتحضر في زماننا هذا يتقبل كافة الثقافات ويحترم التقاليد والحضارات والقناعات الأخرى طالما جاءت مثمرة إيجابية مسالمة دون عنف.
فوجئت سارة العطار بالترحيب والتشجيع الحار الذي وجدته من الجمهور . وهو ما يبدو جليا من خلال تعابير وجهها وهي ترفع يديها خجولة (يزينها الحياء الأنثوي العربي الموروث) لرد تحية الجمهور .
هرع الصحافيون ووكالات الأنباء وكاميرات التلفزة نحو سارة العطار بهدف الحصول على حديث وتصريحات . لكنها للأسف الشديد تملكها الحياء فاختصرت حديثها في كلمات قليلة رغم إتقانها للغة الإنجليزية ؛ حيث اكتفت بالقول : "وجودي هنا تجربة رائعة"
...........................
برزت ايضا ياضيات عربيات محجبات أخريات مشاركات في أولمبياد لندن 2012م . لفتن إليهن أنظار الجمهور في الإستاد الأولمبي وكافة أنحاء العالم لما ، أحدثنه من لفتة جديدة في مجال الحشمة والتمسك بالثقافة الوطنية وفق ما وصفته الصحفات الرياضية البريطانية خاصة والتي تحاشت تناول الحجاب من ناحية دينية ، واكتفت بتقديمه على أساس أنه إما قوانين محلية مفروضة على الأنثى أو تقاليد وعادات وثقافة.
السعودية وجدان شهرخاني شاركت في منافسة الجودو لوزن فوق ألـ 78 كيلوغرام. لكنها خرجت من التصفيات بعد 82 ثانية فقط على يد المصارعة "ميليسا موفيسا" من بورت ريكو.
العمانية شنونة الحبسي خرجت من التصفيات الأولية المؤهلة لنهائي سباق 100 متر
القطرية نور حسين المالكي . اصيبت خلال التصفيات الأولية المؤهلة لسباق 100 متر وخرجت من المضمار تبكي على كرسي متحرك
..................
وعلى الرغم من أن المشاركات العربيات المحجبات لم يبدين مهارات فنية وقدرات عالية ، وخرجن من التصفيات الأولية بسرعة مذهلة . إلا أن المشاركة في حد ذاتها كانت مبادرة ملفتة تستحق التشجيع. ونتمنى حظا أوفر لمن تبقين من مشاركات عربيات غير محجبات لايزلن ينافسن في الأولمبياد.
التعليقات (0)