محتوى الأعمال الكاملة
طبائع الكواكبي في" طبائع الإستبداد و مصارع الإستعباد"
كتاب :مشروع بناء حضارة بديلة
الإسلام و تحديات الألفية الثالثة!؟
في مفهوم الثقافة الإسلامية
نحو بناء حضارة إسلامية بديلة!
جدلية الحداثة التغريبية والتخلف الحضاري
في مفهوم الحداثة الإسلامية ؟
الرحمة المهداة للعالمين
اللغة العربية والإبداع الحضاري
الهجرة في سبيل الله
الحضارة الغربية وتفريخ الإرهاب!
الإسلام يكره الإرهاب ويجرم الإرهابيين
توزيع الثروة في البلاد الإسلامية
قائمة المصادر والمراجع:
كتاب : الفن الإسلامي و شروط الإبداع
الـمقـــــــــدمــــــــة
الفصـل الأول
المنابع الفكرية للفن الهائم
الفصل الثاني
خصائص الفن الهائم
الفصل الثالث
الفن الإسلامي وشروط الإبداع
نماذج شعرية و قصصية من الفن الإسلامي المنشود
النهار بأحشاء الدجى يثب
(شعر)
فلسطين(شعر)
حديث البحر
قصة قصيرة
صديق العمر
قصة قصيرة
حديث العشق
خــــــاطـــــرة
حديث الجنون
قصة قصيرة
ذكريات زمن مضى ..!!
أقصوصة
كتاب : نـــــــــداءات حارة
نداء إلى خطباء المساجد في العالم الإسلامي
نداء إلى المرأة المسلمة في العالم الإسلامي
نداء إلى الشعوب الإسلامية
الشعوب الإسلامية تنحاز إلى تطبيق سنن و قوانين القرآن؟
ارفعوا الظلم عن أمتي
أيها الناس في الشرق و في الغرب
أيها الأحبة ،أيها المسلمون ، أيتها المسلمات
نداء إلى قادة حركة حماس
كتاب :اللغة العربية و الإبداع الحضاري
المقدمة
قبل أن تصبح اللغة العربية غريبة بيننا!
الباب الأول
الظروف التاريخية لتطور اللغة العربية و انتشارها
الباب الثاني
خصائص اللغة العربية و مميزاتها
الباب الثالث
المخاطر المحدقة باللغة العربية في العصر الحديث ؟
الخاتمة
اقتراحات للنهوض باللغة العربية
ملحق
لغتنا الفصحى... واقع و آفاق !
رفقا بلغتنا أيها المهاجرون !!
كتاب : الأحزاب الدينية والمشهد السياسي في تونس ؟
1الأحزاب الدينية والمشهد السياسي في تونس ؟
-2الإعلام العربي و تكريس واقع التخلف
مفارقات عجيبة-3
-4حياة أنعام!؟
-5أمة الإسلام... أمة الشهادة على الناس ؟
-6بقايا الإستعمار في ديار الإسلام
-7أنظمة حكم فاسدة ؟
-8مصطلحات مضللة
-9ردا على الدكتور محمد عمارة :
إِنَهَا لاَ تَعْمَى الأَبْصَارَ وَلَكِنْ تَعْمَى القُلُوب !
حصوننا تتهاوى من الداخل !؟-10
وعــي زائــف !؟-11
دعوة الحق العالمية -12
-13خطاب إلى الهاربين من ديارهم ؟!
-14الأدب إبداع و ليس إتباع
-15النقد الأدبي ضرورة حضارية
16- كلنا خائنون
17 – مفارقات عجيبة ص 288
الماء أصل الحياة !
الإسلام و تحديات التخلف الحضاري في الوطن العربي!؟
طبائع الكواكبي في" طبائع الإستبداد و مصارع الإستعباد"
الإهداء
إلى التي أحيى من أجلها..
إلى أمتي الإسلامية..
التصدير
"ما ينبغي أن يكون الفيلسوف مخترعا للمذاهب بل رسولا للحقيقة، وما دامت الشرور التي ابتليت بها البشرية قائمة بغير شفاء. وما دام مسموحا للخطأ والتحيز و الجهل و الإستبداد بأن تخلد هذه الشرور. وما دامت الحقيقة مقصورة على القلة وعلى المميزين، محجوبة عن معظم النوع الإنساني فسيظل واجب الفيلسوف المؤمن أن يبشر، بالحقيقة، وأن يحافظ عليها ويشجعها، وينيرها. وحتى إذا كانت الأضواء التي ينشرها لا تفيد في جيله وقومه، فإنها لا شك ستفيد في بلد وجيل آخرين. فالفيلسوف ذلك المواطن في كل مكان وزمان أمامه الدنيا كلها وطنا، والأرض مدرسة، والأجيال القادمة تلاميذ".
المقدمــــة
كان الإستبداد السياسي، وسيبقى داءا معطلا لحركة التقدم في المجتمعات البشرية. وقد اكتوى عبد الرحمان الكواكبي (1854/1902) وكل أمته العربية الإسلامية بمثل هذا النمط السيئ من الحكم، ولا تزال شعوب كثيرة تكتوي بهذا الداء اللعين إلى يوم الناس هذا، بل لعل فشل العرب و المسلمين في تجربة النهضة يعود أساسا إلى أنهم أهملوا القضية الأم في نهضة الشعوب والأمم وهي قضية تحرير الإنسان والرقي به بصفته شخصا ليس عليه واجبات فقط، وإنما له حقوق واعتباره الغاية والمبتغى و منطلق التغيير.
وقد رأينا أن نتوجه بالدراسة إلى فكر عبد الرحمان الكواكبي باعتبار ريادته في هذا المجال وتكريسه لجل فترات حياته مناضلا في سبيل تحرير العرب و المسلمين من إستبداد الأتراك، داعيا في حماس فياض إلى إقرار نظام "شوري ديمقراطي" للقضاء على أسباب الإنحطاط و التخلف الحضاري.
لقد شدنا إلى هذا "العالم المصلح" تركيزه الشديد في جل ما كتب على نقد الإستبداد وتبيان مساوئه على حياة الفرد والمجتمع، بل لعله الوحيد من بين رواد النهضة العربية الذي قضى جل حياته النضالية في سبيل مقاومة ظاهرة الإستبداد والتحذير من مخاطره. ولعل جل الدراسات التي تناولت فكر الكواكبي جاءت في شكل سرد تقريري لمجمل آرائه السياسية والاقتصادية والتربوية… مفتقدة في الغالب إلى التحليل المعمق، وتعقب المرامي التي هدف إليها الكواكـبي..!؟
فالفكرة المترسمة لدى جل الدارسين تقدمه في صورة المصلح الذي نقد الإستبداد التركي ونادى بخلافة عربية تحل محل الخلافة العثمانية اعتمادا على كتابين تركهما المؤلف وهما "أم القرى" و"طبائع الإستبداد ومصارع الإستعباد" فلم تصل إلى اعتباره ظاهرة فكرية متميزة وأغفلت الكثير من مظاهر الإبداع والطرافة وبعد النظر التي تميز بها الكواكبي... ولا ينازع احد في قيمة هذين الكتابين الذين ضمنهما الكواكبي لمجملي آرائه النقدية والإصلاحية.
وأزعم أن كتاب "الطبائع" يعد حجر الزاوية في معرفة أفكار الكواكبي التي استقر عليها رأيه بعد حياة مليئة بالنشاط والحركية في الميدان الصحفي..‘ داعيا إلى مقاومة كل مظاهر التخلف والإنحطاط الحضاري التي انتكس فيها المجتمع العربي الإسلامي آنذاك.
كما أن هذا الكتاب قد اشتمل على بعض أفكار رواد النهضة العربية أمثال الطهطاوي(1801/1873) وخير الدين التونسي (1810/1890) والأفغاني (1837/1897) وعبده (1849/1905) ورشيد رضا(1865/1935)‘بل إنه يصعب على أيّ باحث جاد عدم الوقوف عنده للتزود بما يساعده على معرفة فكر النهضة والوعي العربي في النصف الثاني من القرن التاسع عشر.
غير أن قلة الدراسات الجادة التي محصت آثار الكواكبي بدأت تنحصر في السنوات الأخيرة ولاسيما بعدما أصدر محمد عمارة "الأعمال الكاملة لعبد الرحمان الكواكبي" مرفوقة بتحليل عن مجمل ما خطته يد هذا "الزعيم المصلح" في الحقل السياسي والاجتماعي والتربوي وبعض مواقفه النظرية عامة.
وهذه الدراسات على علميتها وأهميتها طغى عليها الطابع الانتقائي وغياب الروح النقدية الصارمة..! فجاء جلها يكيل المديح للكواكبي ولم تر فيه إلاّ الجوانب الإيجابية من تفكيره.
لقد بحث الكواكبي في كتابه الأول "أم القرى" في أسباب الخلل والضعف في وضع المسلمين وسبل إحيائهم، وضمن كتابه الثاني "طبائع الإستبداد" حملته القوية على الحكم المطلق. والكتابان متكاملان في أنهما يشخصان أدواء المجتمع العربي الإسلامي ويتلمسان السبيل للنهضة.
كما ترك الكواكبي مجموع أشعار، فقد قال ابنه محمد أسعد الكواكبي: إن أباه "كان يسجل ما يروقه من الشعر ويصنفه على عشرين صنفا واضعا في نهاية كل بيت شعر رقما خاصا يدل على غزل أو نسيب أو مدح أو هجاء أو رثاء الخ.."
وقال :"ولا أزال أحتفظ بكناش فيه مجموع أشعار تنوف على الثلاثة آلاف بيت مصنفة على الطراز المذكور، ومحررة بخطه المشهور الذي لا يقلد، إلاّ أنه في حياته لم يكن مكترثا لقول الشعر الذاتي حيث لم أعثر له على شيء من ذلك سوى بعض أبيات حماسية قالها عفوا حين تحريره "أم القرى" في حلب وقصيدة حررها وأرسلها من مصر إلى أخيه السيد مسعود وهي بائية صورتها محفوظة عندي .
وقد ترك الكواكبي بالإضافة إلى هذه المؤلفات كتاب :"صحائف قريش" وكتاب "العظمة لله" وقد صودرت هذه الكتب من قبل السلطات العثمانية آنذاك بعد وفاة الكواكبي مسموما بالقاهرة ولم يعثر لها على أثر حتى الآن.
ولقد تميز الكواكبي في كل ما خلف من كتب ومقالات بالتزامه الواضح بمعاداة الإستبداد على اختلاف ألوانه و تشكلاته والتشوف إلى الحرية و الإنعتاق .. مرتكزا على تأصله ورسوخه في التراث العربي الإسلامي واطلاعه الواسع على جل المدارس الفكرية الغربية وخاصة تلك التي هيأت للثورة الفرنسية عام 1789.
يستفاد من الإشارات الواردة في مؤلفات الكواكبي أنه كان مطلعا إطلاعا واسعا على التاريخ الإسلامي قديمه وحديثه متأثرا خاصة بالعلامة ابن خلدون في بعض أفكاره، وهو كثير الإستشهاد بالقرآن والأحاديث النبوية وآراء أيمة المذاهب الفقهية، بالإضافة إلى بعض معاصريه أمثال الطهطاوي وخير الدين ومراش الحلبي ومن يقرأ بعض مواقفه يلمس استفادة مؤلفنا من الترجمات الصادرة بمصر في عهد محمد علي. كما أن تأثير فلاسفة الأنوار ولاسيما "روسو" و"منتسكيو" لا يحتاج إلاّ لمجرد الإطلاع على كتابه "طبائع الإستبداد" فلقد أكثر الكواكبي من استعمال مصطلحات فلسفة القرن الثامن عشر التنويرية كمفهوم "الحق الطبيعي" و"الحرية" و"الديمقراطية" و"الإشتراكية" وغيرها وهو ما يعكس صلته الوثيقة بالفكر الغربي التنويري وعميق تأثره بالثورة الفرنسية على الرغم من أنه لم يكن يتقن لغة أجنبية ما عدى إتقانه للغة التركية واللغة العربية. ويظهر تأثره واضحا بما ورد في كتاب الأديب الإيطالي "فكتور الفياري" (1749/1803)الموسوم بعنوان "الإستبداد" : " " Dela tyrannie والذي يظهر أن الكواكبي قد اطلع عليه خلال ترجمته إلى اللغة التركية من قبل شاب تركي عام 1867. وقد استمد منه الكواكبي بعض أفكاره في نقد الإستبداد واستخرج منه إطار كتابه "طبائع الإستبداد ". كما يغلب على الظن أن كتاب "بلنط":"مستقبل الإسلام" كان له تأثير على ميولات الكواكبي القومية …!
إن القراءة التي أردنا القيام بها لفكر الكواكبي تهدف أساسا للإجابة عن سؤالين هامين هما جوهر إشكالية هذا البحث:
1. هل نجح الكواكبي - كنموذج لزعماء الإصلاح – من خلال أفكاره وآرائه النقدية والإصلاحية في صنع "نسق سياسي- فكري حضاري" صالح لتغيير المجتمع الإسلامي في العصر الحديث و النهوض به وتجديد مختلف هياكله..؟
2. وعلى افتراض استكمال الكواكبي شروط بناء هذا النسق الفكري/الحضاري، فما هو حظ هذا النسق الفكري"البديل" من النجاعة الحضارية و إحداث النهضة؟ و ما قيمته الذاتية باعتبار أن للكواكبي فكرا نقديا إصلاحيا للواقع العثماني المتدهور في عصره وتصورا لمجتمع إسلامي في الوقت نفسه؟
إن الإجابة عن هذه الأسئلة تسهل علينا كشف النقاب عن الدور الذي اضطلع به مؤلفنا بوصفه من النخبة المفكرة في العصر الحديث التي مارست الزعامة الفكرية وادعت لنفسها القدرة العقلية والفكرية التامة على حسم المشكل الفكري والحضاري المتمثل في طريقة التوفيق بين مقومات الثقافة العربية الإسلامية القديمة.. وركائز الثقافة التنويرية الأوروبية الغازية ..‘ التي فرضت على المسلمين منذ أواخر القرن الثامن عشر ومطلع القرن التاسع عشر. وهذا العمل سيسمح لنا بإدراك ما إذا توصل الكواكبي إلى حسم هذا المشكل بفضل ابتكاره لنسق سياسي فكري إصلاحي أم لا؟
ولقد حاولنا في دراستنا أن نقيم حوارا مباشرا بين الأثر والدارس بغية وصف وفهم المحتوى الظاهري والمتخفي، الصريح والكامن للمادة المكتوبة محاولين في ذلك إرجاع الأثر المكتوب إلى الخلفية الفكرية أو الثقافية أو السياسية التي ينبع منها هذا الأثر. وقد عمدنا قدر الطاقة إلى جمع المادة التي تخص موضوع بحثنا من كتابي "أم القرى" و"طبائع الإستبداد" وبوبناها ثم قمنا بتحليلها بصورة حرصنا أن تكون متكاملة.
التعليقات (0)