مواضيع اليوم

محبة الله تعالى الغاية القصوى

ماطر غنيم

2010-03-01 12:11:26

0

جاء في كتاب الإحياء للإمام الغزالي رحمه الله تعالى :المحبة لله هي الغاية القصوى من المقامات، والذروة العليا من الدرجات، فما بعد إِدراك المحبة مقام إلا وهو ثمرة من ثمارها، وتابع من توابعها، كالشوق والأنس والرضا.. ولا قبل المحبة مقام إِلا وهو مقدمة من مقدماتها كالتوبة والصبر والزهد.. [“الإحياء” للإمام الغزالي كتاب المحبة والشوق ج13. ص2570].

دليلها وفضلها:

الأدلة على محبة الله لعبده، ومحبة العبد لربه ـ جل جلاله ـ كثيرة. قال الله تعالى: {يُحِبُّهُم ويُحِبُّونَهُ} [المائدة: 54]. وقال تعالى: {والذين آمنوا أشَدُّ حُبّاً للهِ} [البقرة: 165]. وقال تعالى: {قل إنْ كُنْتُم تُحِبُّونَ اللهَ فاتَّبِعوني يُحْبِبْكُمُ اللهُ ويغفِرْ لكُمْ ذنوبَكُم} [آل عمران: 31]. ويحببكم الله: دليل على المحبة وفائدتها وفضلها.

وفي السنة عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ثلاث مَنْ كنَّ فيه وجد حلاوة الإِيمان: أن يكون الله ورسوله أحبَّ إِليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إِلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار” [أخرجه البخاري في صحيحه في كتاب الإيمان].

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “يقول الله تعالى: مَنْ عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إِليَّ عبدي بشيء أحبَّ إِليَّ من أداء ما افترضته عليه، ولا يزال عبدي يتقرب إِليَّ بالنوافل حتى أحبه...” [أخرجه البخاري في صحيحه في كتاب الرقاق باب التواضع].

وعن أبي الدرداء رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “كان من دعاء داود عليه السلام: اللهم إِني أسألك حبك وحب من يحبك والعمل الذي يبلغني حبك، اللهم اجعل حبك أحب إِلي من نفسي وأهلي ومن الماء البارد”[أخرجه الترمذي في كتاب الدعوات وقال: حسن غريب]:

والقرآن والسنة مملوءان بذكر مَنْ يحبه الله من عباده، وذكر ما يحبه من أعمالهم وأقوالهم وأخلاقهم كقوله تعالى: {واللهُ يُحِبُّ الصابرينَ} [آل عمران: 146]. {واللهُ يُحِبُّ المحسنينَ} [المائدة: 93]. {إنَّ اللهَ يُحِبُّ التوابينَ ويُحِبُّ المُتَطَهِّرينَ} [البقرة: 222]. وقوله في ضد ذلك: {واللهُ لا يُحِبُّ الفسادَ} [البقرة: 205]. {واللهُ لا يُحِبُّ كُلَّ مختالٍ فخورٍ} [الحديد: 23]. {واللهُ لا يُحِبُّ الظالمينَ} [آل عمران: 57].

ثم ذكر الشيخ عبدالقادر عيسى رحمه الله تعالى  أن  رسول الله صلى الله عليه وسلم قد جعل حب الله ورسوله من شرائط الإِيمان في أحاديث كثيرة فقال: “لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إِليه من أهله وماله والناس أجمعين” [رواه البخاري ومسلم في صحيحهما في كتاب الإيمان عن أنس رضي الله عنه].

وقد وجه الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم أصحابه للمحبة، لما لها من الأثر العظيم والمقام الرفيع، ولَفَتَ أنظارهم إِلى نعمه تعالى وبالغ إِفضاله، ثم بيَّن لهم أنَّ حبهم لله يقتضي حبهم لحبيبه الأعظم عليه الصلاة والسلام، كما أنَّ حبهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم يوصلهم إِلى حب الله تعالى. قال عليه الصلاة والسلام: “أَحِبُّوا الله لما يغذوكم من نعمه، وأَحِبّوني بحب الله” [رواه الترمذي في كتاب المناقب وقال: حسن غريب رواه الترمذي في كتاب المناقب وقال: حسن غريب].

وقد بشر الرسول صلى الله عليه وسلم المحبين بالمعية مع محبوبهم، فقد روى أنس رضي الله عنه أن رجلاً سأل النبي صلى الله عليه وسلم متى الساعة يا رسول الله؟ قال: “ما أعددتَ لها؟” قال: ما أعددتُ لها من كثير صلاة ولا صوم ولا صدقة ولكني أحب الله ورسوله. قال: “أنت مع مَنْ أحببتَ”. قال أنس: فقلنا ونحن كذلك؟ قال: “نعم”. ففرحنا بها فرحاً شديداً [رواه البخاري في صحيحه في كتاب المناقب، ومسلم في صحيحه في كتاب البر عن أنس رضي الله عنه].

والأحاديث في المحبة كثيرة، وكلها تشير إِلى عظيم فضلها، وبالغ أثرها، وحين تحقق الصحابة الكرام رضوان الله تعالى عليهم بمحبة الله ورسوله عليه الصلاة والسلام بلغوا أوج الكمال في الإيمان والأخلاق والتضحية، وأنستهم حلاوة المحبة مرارة الابتلاء وقساوة المحن، وحملهم دافع المحبة على بذل الروح والمال والوقت، وكلِّ غالٍ ونفيسٍ في سبيل محبوبهم لعلهم يحوزون رضوانه وحبه.

والحقيقة أن الإِسلام أعمال وتكاليف وأحكام، وروحه المحبة، والأعمال بلا محبة أشباح لا حياة فيها. انتهى




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !