مواضيع اليوم

محاولات تزوير الحقائق الطائفية

علي جاسم

2012-01-16 09:13:27

0

محاولات تزوير الحقائق الطائفية

كالعادة وقبل أن يعلن جلالة الملك حمد حفظه الله عن بنود وتفاصيل مبادرته الجديدة التي تتماشى مع توصيات الحوار الوطني الذي جمع بين كافة الفعاليات والتوجهات الوطنية . إذا بنا نشاهد قناة الجزيرة تسبق الأحداث وتستضيف رئيس جمعية الوفاق الشيعية . الذي لم يدخر وسعا في الإعتراض على المبادرة قبل أن تخرج للعلن . وقبل أن يعلم بمحتوياتها .... سبحان الله.

والأغرب من كل ذلك أن الأمين العام لجمعية الوفاق الشيعية الطائفية إنتحل لنفسه صفة المتحدث الأوحد بإسم الشعب البحريني في محاولة مستهلكة لذر الرماد في العيون . غافلا عن أن جمعية الوفاق التي يتولى أمانتها إنما هي تنظيم سياسي إسلامي شيعي بحريني تمثل أتباعها ولا تمثل كل قطاعات وقناعات وطوائف الشعب البحريني .
ويغفل أمينها العام أيضا أن ثورة المعلوماتية قد أوصلت للعالم أجمع ومن خلال "تجمع مسجد الفاتح" المضاد . حقيقة أن الذي يجري في البحرين إنما هو قائم على مطالب قطاع طائفي يلغي السني وغير السني الآخر برمته . وأن جمعية الوفاق مدفوعة ومدعومة من ملالي إيران وحزب الله اللبناني حاولت إستغلال الربيع العربي لحشر أنفها وقطف ثمار طائفية مجانية لا حق لها فيها.

هي إذن الطائفية المقيتة التي ترفض كل خطوة لا تلبي أجندتها وإستراتيجيتها المتمثلة في رفض التعايش مع الآخر بغض النظر عن الفوائد والخسائر ..... هي التي تدفع وستظل تعبيء وتدفع إلى يوم يبعثون أمثال هذه القيادات وفي معيتهم الأتباع كي يتخذوا مواقفهم المبدئية المسبقة هذه .
هكذا تغرس الطائفية في أذهان متابعيها من أمراض يستحيل علاجها بالطرق السياسية السائدة أوالوسائل التربوية الأكاديمية العادية.
الطائفي يرفض الآخر والإستماع للآخر لمجرد أن الآخر لا يتبع لطائفته ... فهو مقدما (هذا الآخر) مشكوك فيه وفي مقاصده . وحري أن يرتاب في نظراته ولفتاته وإبتساماته وتحياته وزياراته وهداياه ناهيك عن حديثه وأفعاله.

ما هذا الجحيم الذي يختار البعض الطائفي أن يستغرق ويعيش ويغلق الذات فيه؟

البعض من شيعة الوفاق وغير الوفاق ذوي الأرحام والقربى والنسب حين تواجههم بحقيقة وواقع أن الرفاهية التي يعيشها الشعب البحريني على الرغم من قلة الموارد المتاحة إنما يعود معظم الفضل فيها بعد الله عز وجل إلى تلك الموهبة الإدارية التي يتمتع بها رئيس الوزراء الشيخ خليفة بن سلمان حفظه الله والإرادة الملكية الخيرة في بسط العدل والسلم الأهلي والحرص على صيانة العلاقات الأخوية مع الجوار الخليجي .... عندما تواجه ذوي الأرحام هؤلاء من ذوي الأجندة الطائفية بمثل هذه الحجج والبراهين الملموسة المادية الدامغة . يفاجئونك بالرد قائلين: لا يهمنا ذلك بقدر ما يهمنا أن نرفع الراية العلوية ولو كان على كوم حجارة.

ما الذي يجري ؟ وأي جنون هذا؟

هل تسوق الطائفية صاحبها إلى هذا الدرك الأسفل من النهج والتفكير حتى لو كان باحثا أكاديميا مرموقا في الجامعة . أو حاملا لشهادات جامعية في الطب والهندسة ؟

لاشك أنها التغذية المضادة المسمومة منذ الطفولة ونعومة الأظفار التي يحرص مجانين الطائفية على حقنها في عروق الصغار تحت ستار الدين وعلى إعتبار أن التعليم في الصغر كالنقش على الحجر.
البعض من المفكرين يظن أن العبء كله يقع على عاتق وزارة التربية والتعليم . ويوصي تبعا لذلك بمناهج تشد الرباط الوطني . ولكن قد لا يفطن هؤلاء أن هناك وزارات تربية وتعليم ومناهج طائفية موازية على هيئة حوزات في داخل كافة القرى والأحياء تفتح أبوابها ليل نهار. تحتضن النشء والأطفال. يشرف عليها دعاة فرقة وأصحاب أجندة طائفية لاتقبل بالتعايش مع الآخر وإن كان في جنة الفردوس . ويخرج من بين يديها من يجعل هدفه في الحياة وشعاره ودثاره أن برفع الراية العلوية ولو كان ذلك على كوم حجارة...... واللي يصير يصير. 
ومعنى هذا الشعار الطائفي المرفوع أن هؤلاء مستعدون للتضحية بكل المنجزات والرفاهية وإعادة البحرين إلى العصر الحجري . في سبيل أن تكون الكلمة العليا والسفلى للطائفية على نهج وقناعات جمعية الوفاق الشيعية التي صدق رئيسها القول فاعترض على مبادرة قبل أن تطرح وكأنه يعلم الغيب.
ثم والأغرب من كل هذا أن رئيس جمعية الوفاق الشيعية خلال تلك المقابلة التلفزيونية على قناة الجزيرة حاول أن يوهم المشاهد من غير أهل الخليج العربي أن كل الشعب البحريني معارض . وأن المعارضة في البحرين شعبية سياسية وليست طائفية . فظل يردد دون وجه حق أو تفويض بأن "الشعب" البحريني لا يريد كذا وأن "الشعب" البحريني يعارض كذا . وأن "الشعب" البحريني لا يعجبه سوى كذا !!!
من قال أن من حق ممثل لجمعية واحدة من بين عدة جمعيات سياسية وطائفية أن يتحدث بإسم الشعب البحريني جميعه؟ لماذا لا يكون صادقا فيقول أن جمعية الوفاق لا يعجبها كذا وتعترض على كذا وتطالب بكذا حتى يكون صادقا مع نفسه ومع الغير وينال الأجـر؟

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات