تحذير :
على مرضى القلب .. ومرضى ارتفاع ضغط الدم .. ومرضى الرهاب من الأماكن المظلمة "فكريا" أن يلتزموا الحذر إذا ما أرادوا متابعة أحداث محاكمة العصر التي نصبت للمدون الزميل ( السيد بدر الدين عيسى) تحت ظلال المقصلة.. وفي أجواء لا تقل بحال من الأحوال عن أجواء محاكمات ذهب ضحيتها رجال قالوا كلمة حق لم تكن على الهوى ولا على المزاج.. خاصة لو كان المزاج متصلاً بالذين يجثمون بدبابتهم وصواريخهم فوق صدر شعبنا في فلسطين ..
وقبل أن ندخل في أجواء المحاكمة ..
ننوه إلى أننا وكما قلنا سابقاً قد لاحظنا أن مدون العلمانية في كثير من مقالاته وتعليقاته قد تكرر منه التصريح والتعبير عن شعوره ب (الاشمئزاز) سواء من سلوكيات أو من أفكار أو من أشخاص أو من مناسك أو من آراء غيره خاصة أو بالأحرى من المخالفين له ..
وقلنا أن الاشمئزاز في اللغة العربية يعني (النفور) وهو في اللغة الدارجة يعني الامتعاض و(القرف) ..
وهكذا حتى صارت حالة تعبيره عن (الاشمئزاز) ملفتة تماماً لنا وعما إذا كان يعتبر هذه اللفظة كلمة لغوية عادية طبيعية لا تشكل ثمة اساءة أو تجريح أو إهانة لمن يوجه اشمئزازه تجاههم أو تجاه أفكارهم .. أم أنه يتعمد صرف اللفظ بمعانيه بقصد الإهانة والتحقير والسخرية ..
وقد انتهينا إلى لفظ الاشمئزاز ورد مرة واحدة بالقرآن الكريم بسورة الزمر وكان لفظاً لصيقاً بالذين لا يؤمنون بالله ولا بالآخرة (( وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ( (45).. فكأن لفظ الاشمئزاز هو وصف قرآني لحالة الذين لا يؤمنون بالله ولا بالآخرة ..
وبنشر المقال تدلت علينا و"تدلدلت" تعليقاتهم التي نثروا فيها كلمة (الاشمئزاز) أي (النفور) و(الامتعاض) و(القرف) عشرات المرات على صفحات تعليقاتهم .. وليؤكدوا أنها بالفعل ليست مجرد كلمة فحسب بل هو شعور لصيق بهم يستشعرونه نحونا أو نحو معتقداتنا وبلا أدنى غضاضة ..
وقد أورد المدون الزميل السيد بدر الدين عيسى تعليقاً يندد فيه بأصحاب الأسماء المستعارة والمتهجمين على المعتقدات والقيم الدينية والمتصيدين (خاصة له) في الماء العكر ..
ثم ارتكب السيد بدر الدين عيسى غلطته الكبرى وذنبه الأعظم وجرمه الأشنع حين استخدم اللفظة الأثيرة والشعور المستديم عند المدون العلماني ومن على شاكلته ونهجه وهي كلمة (الاشمئزاز) ولكن بمعناها اللغوي الدارج معبراً بها (ولمرة واحدة) عن شعوره وموقفه تجاه من يرتبط معهم بصراع تاريخي ومصيري وأيدولوجي ووجودي أيضاً ..
مرة واحدة نطقها السيد عيسى في تعليقه .. مرة واحدة استعار منهم السيد عيسى لفظهم السيار على ألسنتهم ليل نهار يرمون به خلق الله بمناسبة وبدون مناسبة ..
وكأن السيد عيسى ارتكب محرقة أخرى تضاهي محرقة النازية!! ..
وكأنه خرج عن النواميس والآداب ومحامد السلوك ومكارم الأخلاق ..
هنا نصبت المشانق .. وجهزت المحارق .. وصدرت البيانات المنددة .. والإنذارت المهددة .. والتعليقات المتوعدة..
أدانوا (المذنب) السيد عيسى باستخدامه(لمرة واحدة) لفظ الاشمئزاز بمعناه الدارج "القرف" في حق أحد مخالفيه ..
بينما هم يستخدمون هذا اللفظ عشرات إن لم يكن مئات المرات في حق مخالفيهم دون أن يطرف لهم جفن ..
فهل استخدام لفظ اشمئزاز بكافة معانيه ومنها القرف حلال عليهم حرام على "عيسى" ؟!
وهل اتهام السيد عيسى بوصف شعوره تجاه شخص بأنه "مقرف" أشد وطأة وأكثر بشاعة وأسوأ أدباً من وصف المدون العلماني لمخالف له بأنه ينبح (كالكلب) وأنه (عربيد) .. وأنه (يضرط) من فيه أو من فمه ؟! ..
ثم ينقلب المدون العلماني إلى مدونته ليسطر مقالاً تحريضيا تحت عنوان (من أجل تدوين نظيف)؟!!!!!! يستعدي فيه البشر والحجر والشجر والإدارة والقراء والمدونين وكل من ألقى السمع وهو شهيد يطالب بنسف ومحو وسحق ومحق السيد بدر الدين عيسى ومن على شاكلته (أكيد نحن طبعاً منهم إن لم نكن أولهم في نظره) وذلك لارتكابه ذلك الجرم العظيم باستخدامه كلمة (الاشمئزاز بمعناها الدارج ومنها القرف)..
تلك اللفظة الأثيرة والكلمة المفضلة والمقربة من قلب المدون العلماني (الاشمئزاز أو القرف) والتي يطلقها دوماً وينعت بها مخالفيه دون أدنى غضاضة أو إحساس بالإساءة يريد أن يشنق بها السيد عيسى لاستخدامه إياها دون ترخيص أو تصريح علماني حيث انها مخصصة ومقتصرة على العرب والمسلمين ولا يجوز استخدامها ضد غيرهم كالأسلحة النووية تماما حلال لهم حرام على غيرهم..
لماذا تحتكرون الاشمئزاز لأنفسكم لترموا به من شئتم وقتما شئتم وتحرمون على غيركم أن يستخدم نفس ألفاظكم؟!
لماذا تتهمون مخالفيكم بأنهم لا يحسنون المحاورة ولا المداورة ولا المناورة ..
بينما تحتكرون لأنفسكم وصف غيركم بالعربدة وبالنباح كالكلاب وبالضراط من أفواههم ؟!
قلنا لكم ألف مرة يجب أن نقف على خط واحد من الاحترام المتبادل .. ننقد كما نشاء .. نتحاور كما نشاء .. نهاجم كما نشاء ولكن في إطار من الإحترام للمعتقدات والشعائر والمناسك والمبادئ دون أن يحتكر أحدنا الحق في السخرية والإهانة والتلميز والتغميز والإسقاط وغيره بينما يحرم الطرف الآخر هذا الحق .. فإذا استخدمه الآخر نحتج ونزبد ونرغي .. أوليس هذا هو التدوين النظيف الذي تبغونه ؟!
أم أي تدوين نظيف تقصدون؟! !!
هل التدوين النظيف يعني حريتكم في السخرية والإساءة والامتهان وإهانة عقائد وشعائر ومناسك المسلمين ودوام وصف العرب دوماً بالأعراب أو العربان في اسقاط متعمد واستدعاء مقصود للآية الكريمة بأن الأعراب أشد كفراً ونفاقاً ؟!
هل التدوين النظيف أن تمثلوا أدوار رجال الدين والمفتين وأنه تديروا أسئلة وإجابات ساخرة ومهينة تحت عناوين (فتاوى العربان)؟! .. هل هذا هو التدوين النظيف بنظركم ؟!
وهل التدوين النظيف أن تستغلوا جموح مدون وسرعة انفعاله وغضبه باستثارته بأسماء مستعارة وتعليقات غير مسئولة ثم تصطادون له في الماء العكر لتقولوا للناس انظروا ماذا يقول؟! ..
إن السيد بدر الدين عيسى يعلمه الجميع واشد الناس ارتباطاً به و تواصلاً معه هو(جمال الهنداوي) أفضل مدوني إيلاف خلقاً وأشد مدوني إيلاف احتراماً .. ولا نظن أن شهادتهم جميعاً ومعكم حليفكم اثير تعدل بنظرنا وبنظر كل منصف شهادة جمال الهنداي في عيسى.
وفي هذا دلالة كافية تماماً لكل ذي عينين تؤكد أن المحاكمة التي تنصبونها للسيد بدر الدين عيسى لا تختلف في قليل أو كثير عن محاكمات الصهاينة لرموز العمل الوطني الفلسطيني كمروان البرغوثي وأحمد سعادات وعشرات المئات من الأحرار الفلسطينيين الذين الذين هم بنظر الصهاينة (مجرمون) .
.يالسخرية القدر ..
حتى نحن لم نسلم من نفخ كيرهم حين اتهم حليفهم مقالنا (اشمئزاز الملحدين) بالفحش !!
حسنا إذا كانوا (حلفاؤهم) يقرأون كتاباتنا على أنها فحش فبماذا ننظر إليهم وإلى مآربهم في كتاباتهم؟!
يالسخرية القدر .. يالسخرية القدر..
التعليقات (0)