لعل أبرز موضوع سياسي يتابعه المواطن المصري وتتداوله الجماهير العربية هو محاكمة الرئيس المصري السابق، ولم تعد متابعة ما يجري في اليمن وليبيا وسوريا على رأس الأولويات رغم التركيز الاعلامي، فهذا مسلسل حفظنا حلقاته وما زالت تعيد نفسها يوما بعد يوم...
ولم يعد الاصلاح السياسي، وترتيب أوراق الدولة بعد رحيل مبارك هو الشاغل الأول للمواطن المصري العادي - رغم كونه المطلب الرئيس للثورة المباركة.
وأما قضية فلسطين فهي مسألة عقيمة، اعتاد العرب على تداولها كلما سنحت الفرصة بعاطفة جيّاشة، وايمان بالحق الفلسطيني والتعنت الصهيوني.
وأما محاكمة مبارك فهي قضية ساخنة ومشوقة، فنحن نتابع من خلالها سيناريو جديدا لم نألفه من قبل في بلادنا العربية.
ولكن ...
حري بنا أن نسأل أنفسنا لماذا تأخرت هذه الصحوة كل هذا الوقت؟ وأين كان الشعب المصري عندما تمّ انتهاك حقوقه جهارا؟ ألم تكن هذه الحناجر التي طالبت بالرحيل وتطالب بالمحاكمة والعقاب هي نفسها التي هتفت بحياة الرئيس، وهللت بلقائه؟ ألم يكونوا شركاء في الجريمة بل الاثم عندما اختاروا السكوت ؟
أسئلة كثيرة تلح على الخاطر وجميعها تدفعني إلى القول إنه يجدر بالشعب المصري أن يحاكم نفسه قبل محاكمة مبارك، أو أن يتخذوا من تعاطيه مع ثورتهم المباركة وسيلة للمطالبة بمراعاة وضعه الصحيّ، فلا ينكر متابع لأخبار الأمة العربية دور مبارك في تجنيب مصر حمام الدماء الذي سال هنا وهناك. و"ارحموا عزيز قوم ذلّ".
التعليقات (0)