ماهر حسين .
(محاكمة ….أنها المحاكمة …محاكمة الرئيس الإسرائيلي السابق موشيه قصاب أو كتساف كما يقال …أن يتم توجيه تهمة إلى رئيس دولة وهو على رأس الدولة وان يتم التحقيق بها ومن قبل أجهزة الدولة وان يتم تقديمه للمحاكمة ومن ثم أن يتم إدانته والحكم عليه بسبع سنوات سجن بتهمه ليس من السهل التحقيق بها وهي تتعلق بالاغتصاب والتحرش وأن يكون أحد القضاة عربي فأن هذا يستحق منـــا أن نتوقف وأن نفكر وأن نحاول أن نقوم بإجراء مقارنات !!!!).
ما سبق كان جزء من مقال سابق تحدثت فيه عن محاكمة الرئيس الإسرائيلي هذه المحاكمة التي مثلت نموذج للأنظمة التي تقوم على مؤسسات وبالطبع هنا يجب الإشارة وبشكل خاص إلى أجهزة الأمن الداخلية بالإضافة إلى الجهاز القضائي .
إسرائيل يعتبرها الغرب واحة الديمقراطية وبغض النظر عن الأحاديث والتحليلات التي تتحدث عن التفريق بين السفارديم والأشكناز إلا أنه من الواجب الاعتراف العلمي بقدرة إسرائيل على منح اليهود صفة المواطنة هذا مع الإشارة والتأكيد على ما يتعرض له المواطن الأصلي العربي من تفرقه في حقوقه وهذا يأتي بفعل الحالة التي تعيشها المنطقة بفعل الاحتلال الإسرائيلي لأرضنا الفلسطينية ولعاصمتنا القدس عاصمة الســـلام كما نرجوهـــا .
ليكون الحديث مكتمل فإن إسرائيل تتعرض إلى أزمة دبلوماسية وأخلاقيه بفعل احتلالها لأراضينا وعلى إسرائيل أن تخضع لرغبتنا ولموقفنا الداعي إلى السلام بالمنطقة حيث أن هذا سيكون ضمانه لان تشهد المنطقة إزالة لبؤرة هامه من أهم بؤر التوتر التي تترك أثر كبير على المنطقة .
محاكمة أخرى ...محاكمة جديدة تجري الآن في مصر العروبة ...مصر الثورة ...حيث يتم التحقيق مع الرئيس السابق لجمهورية مصر العربية السيد محمد حسني مبارك ونجليه علاء وجمـــال .
أتت محاكمة الرئيس السابق بعد أن ألقى خطاب أنكر به التهم الموجهة له بامتلاك أموال طائلة ولم يتحدث الرئيس المخلوع عن أي تهم تتعلق بمعالجته للثورة بمصر والتي تمثلت بمطالبة الجماهير بتغيير النظـــام .
إن محاكمة الرئيس الســـابق في مصر تعتبر نموذج جديد لما يمكن أن تكون عليه المؤسسات في امتنا العربية حيث المحاسبة القائمة على أسس وهنا علينا جميعا" أن نشعر بالفخر بهذه المحاكمة التي قد تكون درس هــام وأساس توضح العلاقة بين الحاكم والمحكوم بأمتنا العربية .
إن ما يجتاح أمتنا من موجة تغيير تشير وبعمق إلى تطلعات امتنا ورغبتها بالتطور والتقدم على خطى الدول المتقدمة القريب منها إلينا أو البعيد.
مع كل ما يمكن أن نتحدث به عن أهمية فكرة المحاسبة والمحاكمة الحاصلة الآن في مصر إلا أن علينا أن نحذر عقلية الانتقـــام ونفسية الشماتة التي قد تجعل البعض يتصرف بطريقه بعيده عن ما يكفل العدالة للرئيس السابق ونجليه حيث أننا لسنا في وارد الانتقام أو الشماتة فيجب أن تكون محاكمة الرئيس السابق ونجليه محاكمة عادله تضمن الشفافية والمحاسبة على أسس تضمن عدالة المحاكمة فلا يعقل أن يتم التعامل مع الرئيس السابق بمنطق الانتقام معتمدين على تعالي أصوات تطالب بمحاسبته مستندين ببعض الأحيان إلى إشاعات ومواقف شخصية فإذا كان هناك مشكلة بين شرطي مرور ومواطن فان المواطن الآن يطالب بمحاكمة الرئيس ونجليه بسبب مشكلته مع الشرطي وهذا سيؤدي إلى غياب للنظام القضائي لمحاولة أرضاء الجماهير وسيكون هذا خطر كبير على مصر التي بحاجه إلى إرساء أجهزة قادرة على المحاسبة وبعدالتها تكتسب ثقة الحاكم والمحكوم لتكون الفيصل والحكم .
يجب أن تكون المحاسبة والتحقيق مستنده إلى حقائق ويجب أن يضمن النائب العام والقضــاء المحاكمة العادلة للرئيس ونجليه حيث أن هذا سيكون أساس للعدل وأساس لشكل الحكم القـــادم في مصر وهو الشكل الذي يتطلع إليه كل أبناء الأمة العربية باعتبار مصر النموذج .
إن مصر بحاجه إلى العمل على التأكيد على عمق العلاقة بين الجيش وبين الشعب بما يضمن عبور مصر إلى بر الأمان وخاصة بأننا رأينا بالفترة الأخيرة مظاهر غير مقبولة ومنها هتافات تناولت قائد الجيش المشير طنطاوي وما يمثله هذا من خلل كبير في العلاقة بين الجيش والشعب فالجيش هو من حمى ثورة الشعب والشعب هو من أكد على دور الجيش الهام في العبور من المرحلة الصعبة التي تمر بهـــا مصر .
إن مصر الآن يجب أن تشهد حركة كبرى من اجل عودة الأمن والاستقرار للدولة فالعالم يتغير وامتنا العربية كلها بحاجه إلى مصر لحمايتها ولإعادة الاعتبـــار لها وخاصة بظل التدخلات الإيرانية التي تجاوزت المعقول وأصبحت تمثل خطر كبير على امتنا وكما أننا بحاجه إلى إرساء علاقة واضحة مع الولايات المتحدة الأمريكية تقوم على أساس الاحترام المتبادل للمصالح وقائمة على أساس منح شعبنا حقوقه المشروعة التي تكفلها الشرعية الدولية ووقف التعنت الإسرائيلي وهذا الدور هو دور مصر التي يجب أن تستقر وان يعود جيشها لحماية الحدود وليكون درع مصر والأمة العربية ولتمارس الدولة هناك دورها السياسي بإرساء الأمن بالمنطقة ودعم شعب فلسطين لنيل حقوقه.
أما في فلسطين فنحن أحوج ما نكون إلى مصر والى دورها الهام لإعادة الوحدة إلي شعبنا ولنتجاوز مرحلة الانقســـام خاصة وبأننا عجزنا وبشكل كبير عن حل مشاكلنا ذاتيا" بفعل تداخل المصالح الخارجية مع أخوتنا بحمـــاس وبفعل الخلافات الداخلية بين قيادات حماس حيث تم تعطيل المحاولة الأخيرة للرئيس أبو مازن من اجل استعادة الوحدة .
كما أنني أشرت بأننا بحاجه إلى الموقف المصري لدعمنا في كافة المحافل وبشكل خاص مع الولايات المتحدة الأمريكية .
إن محاكمة الرئيس السابق لمصر هـــامه وتشكل مرحلة جديدة وستؤدي هذه المحاكمة إلى اختلاف شكل الدولة العربية وستنتهي ظاهرة التوريث التي بدأت بسوريا بطريقه هزليه ومضحكة عند وفاة الرئيس السوري السابق حافظ الأسد .
أنني وبكل احترام أدعو للمحاسبة العادلة ولعدم ممارسة الظلم في محاكمة الرئيس السابق ونجليه لأننا وبهذا فقط نضمن أن يكون القضاء العادل أساس الحكم الديمقراطي في مصر .
وأخيرا" أشير إلى أننا في فلسطين وفي عهد الرئيس القائد أبو مازن تقدمنا بخطوات جيدة ومميزة بمجال مكافحة الفساد ولكننا ما زلنا بحاجه لنرى المزيد من المحاسبة والمحاكمة العادلة لكل من نهب شعبنا وسلطتنا ويبقى علينا كعرب أن نتعلم من الجار والعدو بان الحاكم ليس فوق المحكوم وبأنه يمكن مقاضاته ومحاسبته وعلينا أن نتعلم من الأشقاء بمصر ..مصر الثورة ...بان الحاكم ليس حاكما" للأبد وبأنه يمكن محاسبته وسؤاله وان كنت أرجو من جديد العدالة للجميع وبكل الدول وبكل مكان فلا يتم ظلم محكوم أو حاكم .
التعليقات (0)