مواضيع اليوم

مجمع فقه غائب

Riyad .

2016-04-05 18:21:02

0

مجمع فقه غائب

مرت خمس سنوات على صدور أمر إنشاء مجمع فقه تحت إشراف هيئة كبار العلماء , الغاية التي حددها الأمر الملكي استقطاب الكفاءات الشرعية المؤهلة لعرض القضايا ومناقشتها و إبداء الرأي حول مختلف القضايا , منذ الشهر الرابع لعام 1432هـ والمجتمع يترقب ولادة ذلك المٌجمع الذي كان من المٌفترض وجوده منذ زمنٍ بعيد , غياب المجمعات الفقهية يعني غياب التعددية الفقهية عن الواقع وعن الهامش الثقافي فالخطاب الديني خطاب ثقافي يٌخاطب ويستهدف الإنسان دون تمييز وليس خطاباً نخبوياً خاصاً بفئة مٌعينة , التعددية الفقهية جزء من التعددية الشاملة تلك التٌعددية "الفقهية" محصورة بالكٌتب والدراسات الفقهية وبالكٌليات الشرعية بأقسامها المٌختلفة فالدراسة الأكاديمية لا تستطيع إغفال التعددية الفقهية بشكلٍ مٌباشر لكنها تستطيع تهميشها عبر اجتزاء المرويات والفتاوى القديمة والحديثة في بعض القضايا والرد عليها بطريقة متشنجة لغرض وأدها وصرف الناس عنها وذلك أمرٌ مٌلاحظ والسبب فكر لا يؤمن بالآخر القريب ولا علاقة له بالدين لا من قريب أو بعيد .

وجود مجمع فقه يعني وجود التٌعددية الواقعية "تطبيق على أرض الواقع" بلا خوف أو شك أو ريبة فالفرد أياً كان جنسه "ذكراً ,أنثى " سيأخذ الرأي الذي يراه مناسباً وصواباً والمجتمع سيتحرر من أراء وفتاوى عطلت الكثير من الطاقات والقدرات وتسببت في غياب حقوق واحتقان وتزمت لا قيمة له في الأصل , الفتوى خطاب كأي خطاب قابلة للنقد والمراجعة والتصحيح بقاء الفتوى بمنطقة التقديس يعني بقاء الجهل والتجهيل فالفتوى خطاب ورأي مبني على فهم واستنتاج واستنباط وقياس وليست أمرٌ رباني مٌقدس , المراجعات الفقهية لا يمكنها أن تحدث دون وجود تعددية وكذلك التعددية لا يمكنها أن تتحقق دون وجود مؤسسات تٌعنى بها وترعاها وتدعو لها كحق إنساني لا يقبل الشك والمساومة , المجتمع السعودي كغيره من المجتمعات المٌسلمة يؤمن بأن الإسلام صالح لكل  زمان ومكان لكنه يصطدم بعددٍ من القواعد الفقهية "كسد الذرائع" والفتاوى التي تٌحرم أشياء وممارسات دون سبب شرعي مٌقنع "نص واضح " وكل ذلك بسبب غياب بعض القوانين المٌنظمة للحياة البشرية كقانون التحرش الذي لو وجد لأصبحت قيادة المرأة للسيارة من الماضي والاختلاط من الماضي أيضاً , وجود مجمع فقه يعني وجود مراجعة وتٌعددية وأراء وفتاوى مٌتعددة ويعني أيضاً ولادة قوانين حافظة للحقوق صائنة للمجتمع فالرأي الواحد لا يٌحقق نتيجة صائبة عكس التعددية التي نتائجها تكون صواباً أو اقرب للصواب في أقل الأحوال فمتى يرى مجمع الفقه النور ويتحرر من الإجراءات التنظيمية الروتينية القاتلة للأحلام ...




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات