لا يكاد الشارع العراقي يهدء من غضب على أمتيازات اعضاء مجلس النواب حتى يستثيره هؤلاء من جديد..وكأنهم احبوا اللعبة وقرروا ان لايتركوا العراقيين ليهنأوا.
فبعد جيوش الحمايات وأرتال السيارات الحديثة وبعد الرواتب الغير عقلانية وبعد السلف التي صوت أعضاء المجلس على أعفاء انفسهم من دفع اقساطها (وكأنها خاوة) نراهم هذه المرة يتحفونا بقرار جديد صادقت عليه الرئاسة العراقية يوم أمس يقضي بمنح كل نائب جواز سفر دبلوماسي له ولزوجه وأبناءه..ولمدة اثني عشر عاما أربع سنوات هي (خدمته) في المجلس والثمان الأخرى التي تليها(لا ادري ما صفتها!)..
المرسوم الرئاسي صدر "بأسم الشعب"..الشعب الذي يسهر هؤلاء النواب على سلب ثرواته (الا القليلين منهم ممن آثروا نصرة الحقيقة ولكنهم بعد كل ذلك قلة..) والأستفادة القصوى من خيراته..وتعكير حياته كل يوم بتعطيل القوانين المهمة التي تؤثر بصورة مباشرة في حياة المواطن.
بل وصل الأمر ببعضه الى حد تهديد الشركات العاملة في العراق بأنها أن واصلت عملها فستلغى عقودها عند تشكيل الحكومة القادمة (لجنة النفط والغاز أثناء تعليقها على عقد شركة شل للأستفادة من الغاز المصاحب نموذجا).
هذا المجلس الذي لم يستطع يوما ان يجتمع بكامل أعضاءه ولم يستطع تمرير قانون واحد مفيد للمواطنين وهو السبب الأول والأخير في أيقاف عجلة العملية السياسة في العراق..هذا المجلس تستصدر له جوازات دبلوماسية بأسم الشعب..
نفس الشعب الذي يضطر لكي يحصل على جواز سفر عادي أن يقف في طابور أمام دائرة الجوازات من قبل الفجر كي تدركه احدى الأستمارات العشرين أو الثلاثين التي ستوزع في الصباح الباكر ثم يضطر بعد ذلك أن يدفع 400 أو 300 دولار من أجل التسريع في أنجاز المعاملة..وقد لايساعده الحظ بالحصول على استمارة طلب الجواز وعليه اذا ان يأتي في الليلة اللاحقة ليبات امام باب الدائرة منتظرا دوره في الصباح التالي..
نفس هذا المواطن هو من أستصدرت بأسمه جوازات سفر دبلوماسة تصل السادة النواب وأسرهم الى باب المنزل..
لا أدري كيف أناقش القرار..(فالأسباب الموجبة) تقول حسب بيان رئاسة الجمهورية
"نظراً للدور المهم الذي يمارسه أعضاء مجلس النواب ومساواتهم مع الوزراء في جميع المجالات بموجب القانون رقم (50) ولتلافي الإشكالات الإدارية والمحاسبية الحاصلة، شُرع هذا القانون".
ولو أفترضنا جدلا أن هناك دورا مهما لمجلس النواب فعلا..فنحن أما اشكالين مبهمين لا تفسير لهما..
أولهما..ما مبرر حصول أفراد أسرهم على الجواز الدبلوماسي؟؟
خاصة أن النائب في سفراته السياسية يذهب بشكل وفد وليس بشكل أسرة وبالتالي سفره مع أسرته يكون محصورا بالأمور الخاصة التي لاعلاقة للدولة بها أذ يعامل كأي مواطن عادي..وحسبما اذكر في الأنتخابات اننا انتخبنا نوابنا ال275 ولم ننتخب 275 أسرة!!!!فأن كان القصد ان رب الأسرة (أو ربتها) يمثلون كل الأسرة في المجلس فنحن ندعو لأن يشمل كافة أعضاء اسر النواب الكريمة بالرواتب ومخصصات الخطورة كما ندعوا لشمولهم بتوزيع قطع الأراضي في بغداد..فأسر نوابنا الأكارم لها دور كبير في تشجيعهم وتسهيل أمورهم بل واداء واجباتهم المنزلية كي يتفرغوا على خدمة الشعب الذي يتصارعون من أجل خدمته ولذلك تستحق أسرهم الكريمة كل الدعم والعناية من ميزانية الدولة..
الأشكال الثاني ما معنى أن يكون الجواز لمدة ثماني سنوات بعد أنتهاء الخدمة؟؟؟
فبعد أنتهاء خدمته يصبح النائب كأي موظف أنتهت خدمته ولا علاقة له بمؤسسته القديمة الا من خلال راتبه التقاعدي (المتواضع جدا جدا) وتسحب منه كل أمتيازات عمله السابق..والا فلكل موظف متقاعد حق في استخدام سيارات مؤسسته التي عمل معها لمدة ثماني سنوات بعد تقاعده (هو وأفراد اسرته) مثلا..
هل هذا ما وعدتم الشعب به يا نوابنا الكرام؟؟
الستم أنتم أنفسكم من كان يتباكى على مظلومية الشعب وضياع حقوقه؟؟
أ نسيتم كم دعوتم الناس لأنتخابكم لرفع (المظلومية) عنهم؟؟
فبتلك القرارات ترفعون الظلم عن كاهل الشعب؟؟
أتراكم نسيتم ما حدثتمونا به؟؟
الم تكفيكم رواتبكم ومكافآتكم ومنافعكم الأجتماعية وسفراتكم المجانية؟؟
ثم أي واجب أديتموه سادتي؟؟
أهو الأخلال بنصاب الجلسات الحاسمة كي لاتنعقد؟؟
أهو التغيب المستمر عن الجلسات؟؟
أهو التراشق الطائفي الكلامي بينكم والذي يترجم الى عبوات ناسفة ومفخخات وأغتيالات تطال الأبرياء خارج القاعة؟؟
أهي قوانين النفط والغاز والأحزاب والأنتخابات التي اقررتموها؟؟
هل هي ميزانية بناء المحطات الكهربائية التي عرقلتموها لأسباب سياسية ومكاسب أنتخابية؟؟
أم ربما دفاعكم المستميت عن حقوق المواطنين بشكل دائم؟؟
أم أطلاعكم الدائم على حال المواطنين ومساعدة من يحتاج المساعدة منهم؟؟
ولا ننسى تطوعكم للمثول أمام القضاء حال ورود اسماءكم في أشكال وقبل أن ترفع الحصانة عنكم دون أن تفروا الى دول أخرى (كنتم) تحملون جنسيتها الى جانب الجنسية العراقية لكنكم تخليتم عنها قبل ان تترشحوا (لخدمة)الشعب "لمظلوم"..
نوابنا الأكارم..ارباحكم التي تحققوها على حساب ابناء الشعب سوف لن تفيدكم..فهل أفادت المليارات والقصور صدام وأركان نظامه؟؟
صدقوني الوضع لابد أن يتحسن وحينها سيترد العراقيون كل فلس أنفق بغير حق..ولن تنفعكم حينها جوازاتكم الدبلوماسية..
التعليقات (0)