من الحكايات التي تداولتها قصص اولياء الأمور في تراثنا القديم , يحكى انه كان في المدينة مجلس اعضاؤه من العقول الخصبة في الخيال و بالطبع ليس كل ما يقال في هذا المجلس صحيح, لكن الناس كانوا يستسيغون احاديثهم و قصصهم المقبولة واقعيا كونها تعطي طابعا ساخرا لا يخلوا من الفكاهه يطفي على سامعيهم جوا من البهجة و التنفيس من مجريات الأمور التي تثقل حال يومياتهم المعيشية, لكنها لا تمثل الحقيقة في الشخوص او الأحداث و الظريف بالأمر انه كان لهم وزنا اجتماعيا بين شرائح المجتمع البسيط و يصعب على كل من شاء ان يحصل على شرف عضوية المجلس و كان الأخرين يحاولون المشاركة من خلال الأحاديث كي يستطيعوا اثبات وجودهم بين هؤلاء القوم.
احد الشباب الذين كانوا من المتحمسين لأن ياخذ مكانه بين هذا المجلس و الذي كان لزما عليه ان يتواجد في المجلس بين الحين و الأخر و ان يطرح حكاية و كي ينجح في جلب انتباه الأخرين كان لابد من ان يمتدحه احد اعضاء المجلس , فاتفق مع احد كبار المجلس برشوته بعشاء اسبوع لو فسح المجال له و دعم حكاياتهِ, و حين حان وقت المجلس بدأ الشاب بسرد حادثته قائلا " هل تعلمون ان صغار القطط يطيرون في طريقي إلى هنا رأيت قطا صغير طائرا في السماء" ساد الصمت و الذهول على الجميع ثم بدأ الأستهجان و عدم التصديق و السخرية من الشاب,, فنظر إلى صاحبه فتدخل الأخير ليدعم قصة الشاب قائلا " لا تستغربوا الأمر يبدو هذا الشاب رأى الحادث متأخرا فأنا رايت صقرا خطف القط الصغير و حين علا به في السماء صارعهُ صقر أخر و فلت منه القط المسكين و اعتقد هذا الشاب ان صغار القطط تطير , صاح الجميع بالأعجاب و التاييد لمداخلة عضو المجلس الوقور " هذه اكثر قبولا و عقلانية مما سردته ايها الشاب " قال احد الحاضرين, فما كان من الشاب إلا بدا بقصة جديدة فقال ماذا لو اخبرتكم بأني اصطدت ببندقيتي طائرين باصابه واحدة و حين سقطا على الأرض كان قد تحمرا شويا و جاهزين للأكل" فما كان من معاضده عضو المجلس إلا ان نهض تاركا المجلس دون اسناد قصتهِ بعد أن ساد جوا من الأستهزاء و الضحك على الشاب , خرج الشاب مسرعا خلفه ليسأله لعدم اسناده هذه المرة فأجابهُ " ايها الشاب بات لي ثلاثون عاما في هذا المجلس و لغاية اليوم لم اصل بحكاياتي حد السماء و انت من اليوم الأول تجاوزت حدود الأرض "..
التعليقات (0)