مرت العلاقات العراقية-الخليجية ومنذ تأسيس الدولة العراقية في العصر الحديث عام 1920م وبروز الدول الخليجية كدول مستقلة وعلى فترات متعاقبة ابتداء من المملكة العربية السعودية في عام 1926م واستقلال الكويت عام 1961م وحتى استقلال المتبقي من دول الخليج العربي بعد الانسحاب البريطاني في عام 1971م بفترات غير مستقرة فنجدها مرة في أوج أواصرها وتطورها واستقرارها الذي ينجم أحياناَ ليس بسبب اتفاق وحدة الرؤية وانما لوحدة المصالح وفي أحيان اخرى نراها متذبذبة وغير مستقرة وعموماَ فقد اتسمت العلاقات العراقية-الخليجية بالتنامي تارة والانحسار والتراجع تارة اخرى فنرى هذه العلاقات كانت مستقرة جداَ خلال فترة الحرب العراقية-الإيرانية منذ العام 1980م-1988م حيث قدمت دول الخليج العربي الدعم الكامل للعراق وقدمت له كافة التسهيلات من استخدام الموانئ الخليجية الى الدعم المالي الذي وصل تقريباَ الى ثلاثون مليار دولار والحقيقة لنا ان نشير الى ان هذه الحرب من أهم أسباب قيام مجلس التعاون الخليجي ولولا هذه الحرب ماكان يمكن ان يقوم هذا "التكتل الإقليمي"ومن غير الممكن ايضاَ ان يستبعد العراق من عضويته فهناك الكثير من المشتركات التي تجعل من العراق عضواَ مهماَ في هذا المجلس خصوصاَ موقعه فهو يعتبر من الدول المطلة على الخليج العربي لكن ومع تلك الحرب من المستحيل ان يكون العراق عضواَ فيه لأن ذلك يدعوا الى ان تكون هناك حالة حرب ايضاَ بين دول الخليج العربي وإيران.
لقد عقدت عدة مؤتمرات ضمت الدول الخليجية والعراق وإيران من اجل الوصول الى صيغة للأمن في الخليج ومنها مؤتمر وزراء خارجية الدول الإسلامية – جدة في تموز/يوليو 1975م ومؤتمر وزراء خارجية دول الخليج –مسقط في تشرين الثاني/نوفمبر 1975م ومؤتمر وزراء الدفاع لدول الخليج – مسقط في عام 1978م بالإضافة الى اجتماعات تشاوريه ثنائية وثلاثية تشاوريه خلال تلك الفترة ولكن جميعها لم تتوصل الى اي نتيجة او صيغة ايجابية كون هذا الموضوع يعني سيادة الدول بالدرجة الأولى ،لقد تبنت الكويت تصور بمبادرة منها لرؤى خليجية مشتركة لمواجهة الظروف المحيطة بمنطقة الخليج العربي حيث قام أمير الكويت بجولة الى دولة الخليج في أيار/مايو1979م كما كثفت الكويت من اتصالاتها وجهودها خلال مؤتمر القمة العربي الحادي عشر – عمان في تشرين الثاني/نوفمبر 1980م حيث اطلع أمير الكويت زعماء دول الخليج على التصور الكويتي لإستراتيجية مشتركة للتعاون في جميع المجالات وبعد المؤتمر قام وزير خارجية الكويت بجولة شملت دول الخليج العربي وكذلك العراق في كانون الأول/ديسمبر 1980م لعرض التصور الكويتي وبشكل تفصيلي والذي يقوم على تقوية الروابط بين دول الخليج في المجالات السياسية والاقتصادية والنفطية والثقافية والعسكرية في أطار استراتيجيه مشتركة وشاملة وقد وجد التصور الكويتي ردود فعل ايجابية من الجميع.
في كانون الثاني/يناير 1981م تم إرسال المشروع الكويتي حول التعاون الخليجي الى الدول ذات العلاقة وفي أثناء انعقاد مؤتمر القمة الإسلامي في جدة للمدة من 25-28كانون الثاني/يناير1981م جرت مشاورات مكثفة حيث تم التوصل الى اتفاق ان يتم عقد مؤتمر لوزراء خارجية الدول الخليجية الست في الرياض بتاريخ شباط/فبراير 1981م لتتم مناقشة المشروع الكويتي المرسل خلال مؤتمر القمة الإسلامي وقد تم الاتفاق خلال هذا الاجتماع على أنشاء مجلس التعاون بين دول الخليج العربية الست لتطوير التعاون والتنسيق بين تلك الدول وقد اعتبر اجتماع الرياض بداية للتحول حيث انه حدد صيغة التعاون وأسلوبه وهي صيغة"مجلس تعاون"وهذا المجلس في الحقيقة هو ليس شكل من أشكال الوحدة وليس أيضاَ شكل من أشكال الاتحاد كما من الجدير بالإشارة الى ان اجتماعات الرياض ركزت على الجانب الفني ولم تركز كثيراَ على موضوع الأمن.
بريطانيا هي أول من ابتدع اصطلاح مفهوم "امن الخليج" والحقيقة ان المقصود هو امن الوجود البريطاني في المنطقة والمصالح البريطانية في الهند من خلال أبقاء الخليج خارج السيطرة الأجنبية الغير بريطانية وهذا يوضح الدور الذي لعبته السياسة البريطانية في الخليج خلال تلك الفترة.
كنت قد التقيت بالسفير عبدالله يعقوب بشارة بتاريخ 20 شباط/فبراير 2007م في داره انأ والأخ المرحوم اللواء فهد عبدالله فراج العدواني وقد دارت العديد من الأحاديث الودية وسؤاله عن أحوال أهل العراق ومحبته للعراقيين ثم بدأ يحدثني عن تجربته كأول أمين عام لمجلس التعاون الخليجي حيث انه واكب إجراءات التأسيس وتولى رئاسته للفترة من 1981م ولغاية 1993م وقد استرسل في حديثه قائلاَ انه لم يكن لدي علم او اي تدخل في مسألة تقليدي منصب الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي سوى انه كان في حينها سفيراَ في موسكو-روسيا عندما قام الشيخ صباح الأحمد الجابر بزيارة الى روسيا والتقى السيد اندريه جرميكو وزير خارجية الاتحاد السوفيتي آنذاك حيث يصفه بأنه كان معروف عنه الصلابة وحدة المزاج والذي قضى ثلاثين عاماَ في وزارة الخارجية السوفيتية يناطح خصومه في واشنطن وعواصم أوربا أيام الحرب الباردة حول قضايا إستراتيجية وعسكرية وأمنية وحول سباق محموم في سباق التسلح والبحث عن مكاسب وترسيم نفوذ في العالم الثالث ،لقد كان الشيخ صباح الأحمد الجابر يرأس الوفد الذي يزور موسكو ومعه السفير احمد الايوب مدير المراسم بوزارة الخارجية بالإضافة الى السفير عبدالله بشارة حيث كانت هناك مباحثات مع الجانب الروسي من اجل طرح موضوع قيام مجلس التعاون الذي سيلتقي قادته في مدينة ابوظبي في شهر أيار /مايو 1981م وقد حدد الشيخ صباح الأحمد الجابر المسارات التي سيلتزم بها المجلس خاصة في السعي لإيقاف الحرب العراقية-الإيرانية التي انفجرت في أيلول/سبتمبر 1980م ،ويستدرك السفير عبدالله بشارة قائلاَ بأنه جلس على يسار الشيخ صباح الذي أعدت له ملفات توجز الموضوعات الملحة للبحث في هذه الأجواء كنت أتابع ملامح الوزير جرميكو المعروف بالشدة والملتزم بسياسة التصلب والمواجهة وبعد الشرح الطويل جاء رد الوزير الروسي الذي كان يتكلم بشيء من الانفعال حيث قال:"يرحب الاتحاد السوفيتي لقيام مجلس التعاون اذا التزم مجلس التعاون بالسياسة التي لاتخفي ورائها أهدافا تستفيد منها الامبريالية ،والمنفتحة على العالم ويخشى الاتحاد السوفيتي ان يكون مجلس التعاون غطاء لسياسات معادية له" واستمر الوزير الروسي في الاستطراد معلقاَ على مواقف المملكة العربية السعودية التي تتصور وجود أشباح شيوعيين وراء كل جدار فيها –كما يقول الوزير.
انتهت الزيارة وعاد الوفد وخلال العودة طلب الشيخ صباح من السفير عبدالله بشارة زيارة جميع عواصم دول الخليج الرياض،المنامة،الدوحة،ابوظبي ومسقط لشرح نتائج الزيارة وكان يرافقه السفير سليمان المرجان الذي كان يدون ملاحظاته على التعقيبات التي سمعها الوفد من وزراء خارجية دول الخليج ،في مسقط عقد اجتماع بين السفير بشارة والمرحوم قيس عبدالمنعم الزواوي وزير خارجية عمان آنذاك في منزله وبعد الشرح المطول قال وزير الخارجية الى السفير بشارة وهو ضاحكا َ بأنك المرشح الوحيد كأمين عام لمجلس التعاون ولم يصدر من السفير بشارة اي تعليق على تلك الملاحظة رغم ترحيبه بتأكيدات الوزير.
في 25 أيار/مايو 1981 م التقى قادة دول مجلس التعاون في مدينة أبو ظبي حيث تحدث الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس دولة الأمارات العربية المتحدة كمضيف ورئيس للمؤتمر ثم تحدث السيد الشاذلي القليبي الذي كان الأمين العام لجامعة الدول العربية وتحدث السيد الحبيب الشطي الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي وفي ختام الجلسة تم التوقيع على وثيقة قيام المجلس او مايسمى بالنظام الأساسي للمجلس في اليوم التالي اجتمع جميع الزعماء الخليجيين في جناح الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس الدولة ورئيس المؤتمر في الطابق العلوي من فندق الأنتر في حوالي الساعة الحادية عشر صباحاَ وفي تلك الجلسة اتخذوا القرار بأستاذ أمانة المجلس الى السفير عبدالله بشارة ومن هذا التاريخ فقد دخل الخليج فصلاَ تاريخيا جديداَ حيث تم الانتقال الى مرحلة العمل الجماعي الذي حدد بموجب وثائق المجلس.
لقد عاد التوتر الى العلاقات العراقية – الخليجية بشكل كبير وعنيف هذه المرة بعد نشوب أزمة الخليج التي تمخض عنها حرب الخليج الثانية او مايطلق عليه عاصفة الصحراء في الأعوام "1990م-1991م" حيث أدخلت العلاقات العراقية-الخليجية في نفق مظلم وحرج فقطعت العلاقات الدبلوماسية وأسهمت دول الخليج العربي بشكل كبير في قوة تنفيذ الحصار الاقتصادي الذي فرض من قبل مجلس الأمن الدولي بموجب القرار المرقم661 على العراق وهنا أؤشر على الآراء التي تتحدث عن ان دول الخليج العربي لم يكن أمامها خيارات لفرض إرادتها ولهذا سعت خلف الاستراتيجية الامريكية تجاه العراق والتي أفضت الى أضعافه وتدمير بناه التحتية الامر الذي يعاني منه العراق حتى اليوم فمن غير المنصف قول هذا كان هناك خيارات مهمة كان على دول الخليج السعي اليها قبل ان تنهج الخيارات الامريكية وهي المحيط العربي والمحيط الإسلامي كان يمكن ان يلعب هذا المحيطان بشكل مؤثر وفعال لوكان الموقف الخليجي قد استقر على هذه المرتكزات خصوصاَ وان الموقف العربي والموقف الإسلامي كان يمتاز بقوة وتلاحم اكثر مما هو عليه اليوم من تشرذم وفرقة ولكن لعبت المؤثرات الخارجية .
استمر انحسار وتدني العلاقات العراقية-الخليجية فقد كان لدى بعض دول الخليج ردود فعل متحفظة تجاه العراق بعد الاحتلال الأمريكي وأخذت بعض دول الخليج تتبنى سياستها على خلفية طائفية متشابكة،و بالرغم من الزيارات المتبادلة بين تلك الدول والعراق الا ان العلاقات لم تتجه نحو التطور او التحسن وخاصة مع المملكة العربية السعودية التي بقيت غير متفاعلة مع الحكومات المتعاقبة التي تشكلت بعد الاحتلال وصلت لحد قيام المملكة العربية السعودية برفض استقبال الحجاج العراقيين ادى الى موجه استياء كبيرة داخل العراق رافقه تصعيد أعلامي من جانب السعودية تجاه العراق ، اما مع الكويت فقد كانت العلاقة سلبية في اغلب الأحيان حيث الموقف الهش والمبني على أساس هواجس الماضي وقد برز ذلك واضحاَ من خلال رفض الكويت التنازل عن التعويضات المفروضة على العراق والديون التي بذمة العراق لها ووقوفها بوجه المساعي التي يبذلها العراق من اجل الخروج من البند السابع والوصاية على العراق بشتى الحجج وكذلك التجاوزات والمضايقات الكويتية الأخيرة للعراق كإنشاء ميناء مبارك في قلب المنفذ البحري العراقي والمتقاطع مع الممر البحري العراقي الذي يسبب الضرر الأكبر لعمل موانئ العراق وبالتالي لاقتصاد العراق ولماذا اختير هذا الموقع بالتحديد وما حاجة الكويت لهذا الميناء في الوقت الذي نعرف جميعا ان الكويت تملك موانئ متطورة وكافية لسد حاجة الكويت لاستيراد وتصدير البضائع ولاندري لماذا اختارت الكويت والتقارير الإعلامية التي تتحدث عن نية الكويت بناء مفاعل نووي بالقرب من الحدود العراقية وهو"مفاعل وربة النووي" وربه هذه هي جزيرة غير مأهولة بالسكان تقع بالقرب من العراق وبالتحديد قرب ميناء أم قصر ويبدو ان السياسة الاستفزازية التي تنتهج من قبل الكويت في هذه الفترة لاتخدم بأي حال من الأحوال الشعبين العراقي والكويتي انما تخدم اجندات يهما تفرقة الأمم والشعوب.
نستطيع القول ان دول الخليج قد تحولت منذ عام 2003م بسياستها الى نمط جديد وهو إستراتيجية الترقب والانتظار وهذه الاستراتيجية بلاشك أنها تجعل المواقف الشعبية في العراق تنظر الى الموقف الخليجي على انه موقف يمتاز بالإشكالية الطائفية التي تجعل من الموقف الخليجي تجاه الشعب العراقي هزيلاَ أحيانا وحائلاَ دون تطلعات وأماني الشعب العراقي في حياة كريمة .
الحقيقة ان بقية دول الخليج رغم تذبذب علاقاتها مع العراق الا أنها تعتبر اكثر ايجابية من العلاقات مع الكويت والمملكة العربية السعودية ونتساءل ماالذي يمنع الولايات المتحدة الامريكية ان تكون المؤثر في تلك العلاقات خصوصاَ وكلنا نعرف ان للولايات المتحدة الأمريكية التأثير الكبير في صناعة القرار السياسي الخليجي ان دعوات امريكا العلنية التي تنصح بها دول الخليج للتعاطي مع العراق وقبول عضويته في مجلس التعاون الخليجي والتنازل عن الديون هي ليست الا دعوات اعلامية اكثر مما تكون دعوات جدية فليس من مصلحة امريكا ان تكون علاقات العراق مع دول الخليج جيدة وايجابية وان صناع القرار في البيت الأبيض يرون ان بقاء الحال على ماهو عليه او أسوأ مما هو علية هو لمصلحة أجندة امريكية بدأت ملامحها تتشكل حيث بقاء الوجود الأمريكي في هذه المنطقة الحيوية من العالم جزء من تلك الأجندة .
على المستوى الأكاديمي والبحثي عقد في البصرة على مدى يومي 13و14 نيسان/ابريل2010م المؤتمر العلمي الإقليمي الذي نظمه مركز دراسات الخليج العربي, بعنوان (العلاقات العراقية – الخليجية وتفعيل المشتركات لمستقبل أفضل), وتحت شعار (نحو شراكه فاعله لتحقيق وحدة الثقافة والتنمية الخليجية المستدامة.
وتضمن المؤتمر دراسات وبحوث توزعت على سبع جلسات وخمس محاور, تناول الباحثون في المحور الاقتصادي "إستراتيجية مشتركه لتطوير كمارك دبي, والتجارة بين العراق والكويت, الإمكانات والمحددات, وإمكانية التكامل بين العراق ودول مجلس التعاون الخليجي في قطاع التكنولوجيا والمعلومات والاتصالات, وعقود تطوير القطاع النفطي في دول مجلس التعاون الخليجي, وتطور تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في دول مجلس التعاون الخليجي وموقع العراق من هذا التطور, وسبل تحسين أنتاج الطاقة الكهربائية في دول مجلس التعاون الخليجي وإمكانية تطبيقها في العراق".
اما المحور التاريخي والجغرافي فقد تناول البحوث الآتية "البحرين في الاعلام العراقي, والعلاقات العراقية العمانية, والعلاقات البحرينية العراقية, وعلاقة البصرة بعمان, وجهود والي البصرة مدحت باشا في توحيد العراق مع دول الخليج العربي أبان الحكم العثماني", بينما تناول المحور السياسي "مستقبل العلاقات العراقية الكويتية, ومتغيرات العلاقات الخليجية بعد الاحتلال الأمريكي للعراق وافاقها المستقبلية, والنشاط النووي الايراني والموقف العراقي والخليجي منه, والعلاقات العراقية السعودية, وسياسة دول مجلس التعاون الخليجي تجاه العراق, وموقف الصحافة الكويتية من القضايا التسليحية والأمنية في الخليج العربي مع أشارة الى العراق, واثر النظام السياسي العراقي اقليميا ودوليا بالتركيز على النظام الإقليمي لمجلس التعاون الخليجي".
بينما تناول المحور اللغوي والأدبي, دراسات عن مستقبل العلاقات الثقافية بين دول مجلس التعاون الخليجي, والمطبوع الثقافي في الكويت ودوره في الدراسات الأكاديمية في العراق, والنزعة القومية في الشعر السياسي الكويتي, ديوان الشعر الكويتي مثالا, والرواية النسوية في الخليج العربي, واثر البصرة في الحياة الثقافية في الكويت, والترجمة الأدبية في العراق والخليج العربي في القرن الحادي والعشرين بين الواقع والطموح, والعراق في الشعر الكويتي, وتقييم تجربة المدارس الخاصة في دول الخليج وخصائص لهجة جنوب البصرة والمشتركات مع لهجات بعض دول الخليج, اما المحور الخامس والأخير فقد تضمن بحوث في الانثروبيلوجي, تناولت التوجهات المطلوبة في منهاج كليات التربية العربية إزاء الانفجار المعرفي, والآثار الناجمة عن سياسة القبول في أقسام كلية التربية بجامعة البصرة وبعض كليات دول مجلس التعاون الخليجي, ودراسة مقارنه في الأسباب المؤدية للطلاق بين الناجحين في زواجهم في دول الخليج العربي’ والتنشئة الاجتماعية والأسرية ودورها في بناء شخصية الأبناء وتشكيل قيمهم, والعراق وعلاقته بالمجتمع الفقهي الإسلامي".
وألقيت في المؤتمر ثلاث أوراق عمل تناولت واقع العلاقات الخليجية العراقية مابعد عام 2003 ومستقبلها, والقصة القصيرة النسوية في المملكة العربية السعودية والعلاقة بين أدباء البصرة وأدباء الخليج العربي وتفعيلها. يذكر أن مركز دراسات الخليج العربي التابع إلى جامعة البصرة تأسس في العام 1974 وكان أول مركز من نوعه في منطقة الخليج العربي وفي بداية تأسيسه كان يحتوي على أربعة أقسام للدراسات الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية واللغوية لكن بعدها توسع المركز وخاصة بعد عام 1991 حيث يتكون حالياً من ستة أقسام للدراسات الاقتصادية والسياسية والإستراتيجية والتاريخية والجغرافية والانثربولوجية .
ونستطيع القول ان العلاقة بين شمال الخليج"العراق وداخله هي ضرورة لاغنى عنها لكافة الأطراف والجميع في حاجة الى علاقات متوازنة والنظر الى العراق بأنه قوة للخليج وان كلفة الفكاك"The Cost Of Disengagement" ليست ممكنة بل مستحيلة نتيجة الجغرافيا والتاريخ ولابد من الوصول بها الى الأمان والتطور والابتعاد كل مخلفات الماضي وعلى دول الخليج وبالذات السعودية والكويت ان تنظر الى العراق بعيداَ عن غياب التوازن وتفاوت الأيدلوجيات السياسية المرحلية لان العراق بلد يحمل من الموروث الحضاري والثقل السكاني والموارد الهائلة مايضفي قوة ومتانة الى دول الخليج لو تم الابتعاد عن التشنجات الاستفزازية التي تمارس ضده ولاندري كيف تبني دول الخليج سياساتها اذا كانت تهمل دولة مثل العراق في حيز علاقاتها الخارجية وتتجه الى اتجاهات عشوائية مبنية على فرضيات ونظريات لخلق إشكاليات تدفع ثمنها الشعوب من عمر تقدمها وقوة أواصر الروابط التي ترتبط بها .
التعليقات (0)