مجلـة اهتمـامـاتـي منتوج تربوي جديد وهادف يجعل من التلاميذ فئته المستهدفة، وأداة ترفيه وتعليم مساعدة لهم، وعن دواعي إخراج هذا المنبر الطفولي، أكد عبد العزيز عبقري نائب رئيس تحرير المجلة بأن التأسيس لهذا المشـروع، رام إعادة النظر الكتابة للأطفال، والتي تعيش أزمة عميقة، ومستوعبا في ذات السياق الصعوبات الجمة التي تعترض هذا المجال، ومشيرا بأن ذلك لا يجب أن يعيق الاهتمام بالكتابة لناشئة الغد.
وفي سياق أخر عبر عن أسفه لبداية انقراض الكتابة للأطفال، إلا في حالات ناذرة أغلبها صادر عن جهات من خارج المغرب، وهو ما قد يؤثر سلبا على التذوق الأدبي المغربي، وقد يتسبب في استيلاب ناشئتنا لغويا وثقافيا، ومنبها إلى الفراغ الذي خلفه تخلي عدد كبير من الأدباء المغاربة عن الكتابة للأطفال.
وأضاف نائب رئيس تحرير مجلة اهتماماتي بأن المجلة أتت لتغطي النقص الكبير الذي عرفه فن وأدب الكتابة للأطفال، برؤية بيداغوجية توخت تقديم المساعدة التربوية للتلاميذ على مستوى الدروس وفي مختلف المواد التعلمية ابتداء من القسم الثالث وحتى القسم السادس من التعليم الابتدائي، وذلك وفق منهجية المتابعة والقرب بحسب تطور سيرورة الدروس داخل مؤسساتهم التعليمية.
وعن إمكانية نجاح تجربة مجلة اهتماماتي أشار نائب رئيس التحرير بأن المجلة، قد تلقت وعدا بدعم مالي من وزارة الثقافة، وبالنظر إلى ما تتلقاه المجلة تفاعليا، بقرائها يبشر بكامل فرص نجاح هذه التجربة الإعلامية المتواضعة، ويتعزز ذلك من خلال القبول والاستحسان التي تتلقاه المجلة من الأكاديميات والمؤسسات التربوية وخاصة من قطاع التعليم الخاص.
ومعتبرا بأن ذلك التشجيع، جعل المجلة تشهد تحسنا ملحوظا على المستوى التقني أي الإخراج وارتفاع عدد الصفحات، وكذلك على المستوى الموضوعاتي والبيداغوجي الذي يشرف عليه فعاليات تربوية متخصصة في القضايا الديدياكتيكية وبيداغوجيا المستويات المشتركة، ومعربا بأن سيرورة التطوير لا تنتهي من خلال المقترحات التي تتلقاها الجمعية من قرائها الأطفال ومن الآباء والأطر الإدارية والتربوية التعليمية.
وعن استراتيجية إدارة المجلة في تقريب هذا المنتوج الإعلامي للصغار أكد عبد العزيز عبقري أن الإدارة تنتهج في ذلك سياسة القرب، وذلك بتنظيم معارض للمجلة داخل المؤسسات التعليمية، مستفيدة من التراخيص التي أمضتها الأكاديميات التربوية للمشرفين على المجلة، ولم يفته بأن يتوجه بالشكر على المساعدات التي تقدمها الأكاديمية ومدراء المؤسسات التعليمية لهم، وهو ما يمنح للمجلة تواصلا عن قرب بالتلاميذ والتعريف بالمجلة، وتحبيبهم في القراءة.
وإلى حدود الآن فإن المجلة في التوزيع قد وصلت إلى مدن فاس ومكناس والقنيطرة، والرباط، تمارة والخميسات وتيفلت والدار البيضاء عمالة البرنوصي ووصلت مبيعاتها إلى حوالي 20 ألف نسخة من العددين الأول والثاني.
وتعتمد مجلة اهتماماتي منهجية بيداغوجية مميزة، إذ تجعل افتتاحية موادها بنص دال يؤصل لعراقة المغرب التاريخية ولأصيل ثقافته وحضارته العريقة، وألغاز تعزز الانتماء إلى الوطن وقيم التعلق به.
وفي مجمل مواد المجلة تهدف تقوية القيـم الروحية والوطنية توازنيا، بتمكين التلميذ من التربية الدينية الوسطية، تسمو بالحس الروحي لدى التلميذ من جهة، واكسابه قيـم إنسانية معاصرة كحب الآخر وحق الاختلاف والتعبير عن الرأي من جهة ثانية، وذلك بتوظيف بيداغوجي لأسلوب حكي وقص قصص الأنبياء والشخصيات المشهورة.
وعن موضوعات مجلة اهتماماتي فهي تتنوع بين مواد في التربية الوطنية تقوي قيم المواطنة، والتمهير على التقنيات العصرية، وخاصة في صفحة المعلوميات، لما يكتسيه موضوع الاتصال الانترنت، حاسوب، برامج اللعب، من أهمية بالغة، ولذلك تضع المجلة خطة استرشادية للإفادة والاستفادة دون خطر الاستهلاك المعلوماتي. كما تهتم المجلة بنشر ثقافة التغذية الصحية وبأهمية المواد الغذائية ومكوناتها، كما خصصت المجلة صفحة خاصة بالتربية الوالدية.
وفيما يخص بناء الدروس فقد اعتمدت المجلة نسقا بيداغوجيا وأسلوبا تدرجيا من البسيط إلى المركب ميسر الفهم والتمرن على المهارات اللغوية للغة العربية والفرنسية، بتمكين القارئ من القدرات المعجمية والصرفية والتعبيرية لدى المتعلم، كما عملت المجلة على بناء معامل ذهنية لتقوية روح الإبداع والابتكار والرقي بالذوق الفني والجمالي عند الصغار، وتختم موادها بقصة مصورة، تختزل قيما إنسانية في حبكة مشوقة، تنتهي باستخلاص عبرة.
التعليقات (0)