مواضيع اليوم

مجزرة..وجثث.. ومقبرة محتلة في أشرف

حسن الطوالبة

2011-11-14 14:18:05

0

 مشهد مروع ومفزع للمجزرة التي شهدها معسكر اشرف في العراق , عربات عسكرية مجنزرة تعربد , جنود يتراكضون وهم مدججون بالأسلحة الرشاشة , يطلقون النار باتجاه مدنيين عزل من السلاح , قتلى يتساقطون بالعشرات , وجرى بالمئات , والانكى من ذلك احتلال مقبرة المعسكر , جثث القتلى مسدية تنتظر الإذن من القتلة للسماح يدفنهم , وجرحى تنزف الدماء منهم ولا يجدون دواء ولا مداوين , ولا يجدون مستشفى يستقبلهم .

هذا المشهد المحزن في معسكر اشرف الذي يحتضن 3400 إيراني من عناصر منظمة مجاهدي خلق المعارضة للنظام الإيراني منذ ثلاثة عقود ونيف. والفاعل هو قوات رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي , وقوات القدس التابعة للحرس الثوري الإيراني , تحت إشراف السفارة الإيرانية في بغداد , ووزارة الاستخبارات في إيران ( اطلاعات ) .

 .ولكن الجريمة التي نفذها اللواء الخامس التابع لمكتب المالكي ضد سكان اشرف هي من الخسة والانحطاط الأخلاقي الذي صار سمة للدخلاء والطغاة , ولكنها جريمة لا تليق باسم الجيش العراقي صاحب الأمجاد والبطولات , ففي العهد الجديد تحول هذا الجيش إلى أداة طيعة بيد من يدين بالولاء لجهات خارجية يلتقي معها في المذهب والطائفة .

صحيح أن الاشرفيين هم من تنظيمات منظمة مجاهدي خلق المعارضة , وقد حملت السلاح من قبل , ولكنهم سلموه إلى القوات الأمريكية بعد احتلال بغداد , وعاشوا تحت حمايتها فترة من الزمن , ولكن المصالح المشتركة بين الأمريكيين والإيرانيين , تنازلت القوات الأمريكية عن حماية سكان اشرف للقوات العراقية , ومنذ ذاك الحين بدأ المخطط الإجرامي ضد اشرف , برعاية من الأطراف الأنف ذكرها من قبل .

منذ عام 2009 بدأ تنفيذ المخطط بالتدريج , فبدأ بنصب مكبرات الصوت حول السياج المحيط بالمعسكر , ووصل عددها أكثر من 200 مكبرة بهدف إزعاج الاشرفيين ليل ـ نهار . ثم تطور تنفيذ المخطط بجمع أعداد من العراقيين الموالين لطهران والتظاهر حول المعسكر , بدعوى أن الاشرفيين قتلوا أبنائهم أيام نظام صدام حسين , ثم تطور المخطط بالهجوم على المعسكر وقتل أعداد منهم , وبالمقابل عملت المخابرات الإيرانية على اعتقال ذوي سكان اشرف لان بعضهم زار أقاربه في اشرف , ووصل الأمر حد إعدام يعضهم لهذا السبب .

لماذا هذا التهالك على إيذاء الاشرفيين ؟ ولماذا يريد النظام الإيراني  إخراجهم من العراق ؟ .

من المعروف أن سكان اشرف ومجاهدي خلق هم إيرانيون وشاركوا في الثورة ضد الشاه , وشاركوا خميني في الحكم في بداية الثورة , ولكن خميني الذي صفى  أعوانه من الآيات والحجج , لم يتحمل طرفا له رأي يخالفه

سواء في القضايا الداخلية أو الخارجية. هذا هو السر الذي اخرج مجاهدي خلق من السلطة ومن إيران كلها, وصارت منظمة معارضة للنظام ولولاية الفقيه كلها.

لقد صنفت منظمة مجاهدي خلق ضمن المنظمات الإرهابية , لأنها كانت في العراق أولا وصديقة لنظام صدام حسين المعادي للولايات المتحدة , وثانيا لأنها معارضة للنظام الإيراني الذي تربطه مصالح كبيرة مع الغرب ومع الولايات المتحدة بالذات . ولكن المنظمة خرجت من الطوق الإرهابي المفروض عليها عنوة ,وتمكنت بجهادية عالية من كسب منظمات وأحزاب وهيئات ونقابات وشخصيات عربية وعالمية , وأكدت حضورها على الصعيدين الإقليمي والعالمي .

ويمكن القول أن الإدارة الإعلامية في المنظمة قامت بدور إعلامي متميز أفضل من أي وزارة إعلام في بلدان الجنوب. وساعدها في ذلك التطور التقني في حقلي الإعلام والاتصال , وبالذات الهاتف المحمول والانترنت والفيس بوك والتوتير . وهذا عائد إلى الإيمان بعدالة القضية التي يجاهد من اجلها قادة منظمة المجاهدين , وصبرهم وسهرهم وحضورهم في كل المحافل الدولية بهدف إقناع الرأي العام العالمي بان النظام في طهران إنما يعيش في عصور الظلام , ويعمل على بث الفرقة بين جيرانه وخاصة العرب , بإثارة النعرة الطائفية بين أصحاب الدين الواحد .

إن براعة الأداء الإعلامي تجلت في تصوير الجريمة ضد الاشرفيين بالفيديو ونشر الأفلام والصور على تطاق واسع في العالم , وقد أظهرت الأفلام والصور كيف تعلم الجنود العراقيين البلطجة من أعوان حبيب العدلي وزير الداخلية المصري في نظام حسني مبارك , فدهسو بعربات الهمر الأمريكية الصنع المزودة بدعامات شوكيه من الأمام الاشرفيين بلا رحمة , وهم ينادون بأعلى أصواتهم( الله اكبر ) ,كما داست سيارات الإسعاف والإطفاء جموع المتظاهرين في ساحة التحرير , وكأن فعلتها ستمر بلا حساب , وهاهو حبيب العدلي يمثل أمام المحاكم في القاهرة لينال حسابه العادل على ما ارتكبه من جرائم بحق أبناء مصر .

إن الجريمة التي ارتكبت بحق الاشرفيين , مسئول عنها  نوري المالكي والنظام في إيران , فهم الوحيدون الذين رحبوا بهذه المجزرة وشكروا المالكي عليها .

ومثلما أدانت المنظمات الإنسانية الدولية المجزرة عليها أن تتحرك لمعاقبة المسئولين عنها  ,وان تتحرك الأمم المتحدة لكي تأخذ دورها الموكل إليها لحماية المدنيين في أشرف , وان تعود حماية المعسكر لقوات من الأمم المتحدة , وان يفك الحصار عنه , ويتم الإفراج عن الرهائن المحتجزين. ولا يجوز أن تتغلب المصالح المادية التي تحكم علاقات الدول على الواجب الإنساني والأخلاقي.

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !