تفرغت اليوم 28 سبتمبر لمتابعة الفضائيات والإذاعات لأقف علي كيفية تناول ذكري رحيل جمال عبد الناصر ولن أصف (جمال) بغير اسمه فهو يكفي...المهم أنني وككل عام مضي أقول ربما يتضاءل اهتمام الناس بالذكرى في العام القادم !! ولكني أجد الآن أنها تتجذر وتترسخ في الأذهان عاما بعد عام بل تصبح في حد ذاتها رحلة مجانية إلي الأيام الجميلة .. أيام العزة والكرامة.. والشعور بالفخر لمجرد الانتماء لمصر عبد الناصر ... تحولت مصر في عهده دولة فتية عالية الصوت في كل المحافل الدولية وقائدة للثورات في أكثر من قارة...تذكرت مرور قافلة الرئيس الذي رأيته ثلاث مرات وفي كل مرة كان يقف في سيارته التي تسير في أحضان الموكب في شارع العباسية بقامته العالية الشامخة دون خوف من (الاغتيال) لأنه كان (محبوبا) ....كان يشير إلينا ونحن منتظرون في شرفات المدينة الجامعية لجامعة عين شمس....إن استقبال الزعيم كان مظاهرة حب يتبادله الزعيم مع طلاب الجامعة ...ذكر هذا الزعيم باق ومتجدد وخاصة في المواقع التي شهدت عظمة الرجل.. وكانت يده بيضاء عليها كما كانت بيضاء علي مصر....(مصر التي في خاطري وفي دمي) وليست مصر التي أرى ... تذكرت أيام الشباب وكيف كانت الحياة في مصر أيامها...وكيف كان شعور المواطن العادي حين يسمع صوت عبد الناصر... وكيف كان الأمل في المستقبل ونحن بين طلاب الجامعة.. كنا نعلم في ذلك الوقت أن العمل مكفول بأمر التكليف بعد التخرج من الجامعة... ويا للعجب بعضنا كان يكره أمر التكليف بزعم أنه يحجر علي حريته في طلب العمل في مكان آخر !!!.. لم يخطر في ذهن ذلك البعض أن مصر لن تكفل العمل للمتخرج من الجامعة بعد ثلاثين سنة... ولن توفره له.. وأن العمل سيكون حلما بعيد المنال في القرن الواحد والعشرين!!! هذه لمحة من جوانب الصورة في قلب كل مصري ينتمي إلي جيلي الذي نشأ وترعرع علي عبارة .........((( بابا جمال)))
التعليقات (0)