مواضيع اليوم

مجرد سيرة ذاتية..

حسن لمريس

2013-06-08 23:02:04

0

مرحبا بكم أيها القراء..سواء كنتم بوذيين أو يهود أو مسيحيين أو كونوا ما شئتم..فقط أود أن أخبركم أنني من أولئك الذين ليس لهم دين ولا ملة..وكي لا تعتقد المخابرات المغربية أنني انشأت هذه المدونة كي أستقطب إرهابيين أو كي أشتم ملك المغرب أوما شابه فسأعفيها عناء البحث عني أو معرفة من أنا بالضبط؟..أنا الذي ولد في قرية جنوب المغرب في الأطلس الصغير..وقد أطلقوا علي هذا الإسم"حسن لمريس" ورموني في مدرسة بين الجبال وفيها عرفت أين تقع أمريكا وكوسطاريكا وأفغانستان وقبرص..وفيها عرفت معنى البرد القارس والجوع والعطش ولسعات العقارب ولذغات الثعابين..أنا الذي كبرت وسط الجبال ولعبت بين التلال وقتلت صغار الخنازير ودمرت أعشاش العصافير..أنا الذي قضى عطله السنوية بحثا عن شخص يشتري لي إحدى الكتب التي عجز والدي عن شرائها لي..أنا الذي أقسمت لوالدتي بكل الأديان أنني لن أدرس مادام أبي فقيرا..أنا الذي ودعت الدراسة وأنا في الثالثة عشر من عمري..أنا الذي ذقت كل أنواع الحرمان والعذاب ولم أجرؤ يوما أن أبكي على أحد أو أستجدي عطفه..أنا الذي غادر قريته الصغيرة طفلا وأرتمى بداخل أول حافلة ذات صباح في سنة1999 متوجها نحو الدار البيضاء بعد أن علمت أنه من سابع المستحيلات أن أدرس بالفقر والحرمان..وما هي إلا أربعة عشر ساعة حتى أصبحت غريبا في وطني..طفل أنقطعت به الحبال والسبل في شوارع الدار البيضاء..--أه وأه وأه واه كم يصعب علي أن أتذكر تلك اللحظات دون أن تنهمر الدموع من عيني--لأول مرة أكتشف معنى الحضارة ومعنى أن تكون منتسبا للمدينة أو كما يقولون"ولد المدينة"..مع أول إنطلاقة نحو إكتشاف المدينة تذكرت نصائح أمي المسكينة لي:يا ولدي إذا زرت يوما مدينة كالدارالبيضاء فحذاري أن يختطفك أحدهم أو يسرقك اللصوص..أمي المسكينة لم تكن تعلم أن الفقر سيخطفني منها بدل أشرار المدينة!!..قضيت أسابيع معدودات وأنا أطوف الشوارع والأزقة والدروب كأي متشرد في المدينة..أجوع وأستجدي الطعام,أحيانا يشتمني البعض وأحيانا يشفق علي الأخرون..نمت مع اللصوص وجالست قطاع الطرق وقضيت الليالي رفقة "الشمكارة" وعلمت أن أمي كانت تخاف منهم ولم تكن تعلم أنهم طييبون للغاية..ولا يسرقون إلا لأنهم إذا طلبوا المساعدة فلن يساعدهم أحدا وأختاروا الطريقة الأفضل للبقاء على قيد الحياة وهي أن تسرق كلما احتجت للمال..مر شهر كامل وبضعة أيام ولما علمت أنني مجبر على البحث عن عمل حتى ولو كان حقيرا..لا يهم!..الأقدار شاءت أن أكون مساعدا لأحد التجار"الأمازيغ" داخل دكانه الكبير في "درب غلف" الذي رحب بي وأضافني إلى دفتره العائلي كإبن مؤقت..أشتغلت لديه بأجرة لا تتعدى 300 درهم في الشهر!!..قضيت لديه ثلاث سنوات تعلمت فيها لهجة"الدارجة" وساعدني في الحصول على بطاقة التعريف الوطنية وكان يمارس علي جميع أنواع العبوذية من عذاب جسدي ونفسي ومعنوي وكثيرا ما كان يضربني أمام الزبناء وينعتني بأقداح الأوصاف ويشتم أمي بكل ما يعرف من ألفاظ العهر..ولم أكن أتألم أو أبكي إلا حينما يشتم والدتي العزيزة واصفا إياها بالعاهرة والمتسولة..بل كان يفعل ذلك حتى أمام أبنائه وزوجته وأخواته العانسات..وكلهم ساروا على نهجه فيما بعد..أنا لم يكن لدي خيار سوى الصبر حتى يأتي الفرج من السماء..لم أكن أحصل على أجرتي ولا حتى على يوم راحة..أشتغل مثل حمار من الصباح حتى منتصف الليل..وهكذا مرت السنوات الخمس و صرت في الثامنة عشر من عمري وغادرت ذاك الدكان بعد أن حصلت على أجرتي التي لم تتعدى 3000 درهم قبل العيد الأضحى بيومين..لم أرى والدتي طوال تلك السنوات!!...يتبع...




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !