...في يوم من الأيام طلب مجموعة من طلبة العلم المخلصين من أحد العلماء أن ينتقي لهم أسماء مجموعة من الكتب لتحسين ملكتهم الأدبية، فكان من بين الكتب التي اختارها الشيخ الفاضل كتب مصطفى صادق الرافعي رحمه الله ، فامتعظ أحد هؤلاء الطلب و قال للشيخ و لكنه يتحدث في الغزل و الحب !!!
و كأني بالطالب لم يطلع على الشعر الجاهلي و الإسلامي و مطالعه الغزلية التي كانت تفتتح بها القصائد، لو كان الغزل و الحب حراما لما سمح رسول الله صلى الله عليه و سلم لكعب ابن زهير أن يلقي قصيدته بانت سعاد في حضرته بالمسجد النبوي و التي من ضمنها :
و ما سعاد غداة البين إذ برزت
كــأنها منهـــل بالـــراح معلول
هــيفاء مقـبلة عـجــزاء مــدبرة
لا يشتكي قصر منها و لا طول
إننا بحاجة إلى إعادة الاعتبار لكل المعاني الجميلة التي دعا إليها الإسلام، لأن كثيرا من الناس يحرمون ما أحل الله فيمتنعون مرة عن مصارحة أبنائهم بما يكفي من الثقافة الجنسية حين تكثر أسئلة أولادهم فيتركون فراغا مهولا في حياة المراهقين تستغله كل وسائل الإعلام الهدامة و المروجة للثقافة الجنسية المنحلة.
أعيد فأقول بأنني لا أدعوا لإشاعة الأدب المنحل حاشا لله و لكنني أدعوا إلى إشاعة و إحياء المعاني الجميلة في أدبنا و كل مناحي حياتنا فهذا الشيخ محمد الغزالي رحمه الله و هو أحد فرسان الدعوة المعاصرين يقول: لا تخدم الإسلام إلا نفس شاعرة فمن لم يكن شاعرا بالنظم فليكن شاعرا بالإحساس.
خلاصة الأمر أن كثيرا ممن يحسبون على الإسلام يحاولون جاهدين الإلقاء بظلال عقدهم على الدين بنفي الكثير مما هو من صميم الدين فالإسلام ليس دين وجوم و شحوب، بل هو دين حب و جمال.
و أختم بأبيات لعروة بن أذينة الفقيه المحدث شيخ الإمام مالك:
إذا وجــدت أوار الحب في كــبــدي
عــمـدت نـحـو سـقـاء الماء أبـترد
هـبـني بـردت بـبـرد الـماء ظاهـره
فـمـن لحـر عـلى الأحـشاء يتقد؟ !
التعليقات (0)