مواضيع اليوم

مجددا الرئيس فى طريقه الى الحصار

فلسطين أولاً

2009-11-02 10:49:58

0


مجددا الرئيس فى طريقه الى الحصار


م. عماد عبد الحميد الفالوجي

رئيس مركز آدم لحوار الحضارات

www.imadfalouji.ps

الرئيس محمود عباس أصبح عقبة فى طريق إحياء عملية السلام وإعادة الروح الى المفاوضات المباشرة المجمدة منذ فوز اليمين الإسرائيلي بزعامة نتنياهو وتشكيل حكومته , قد يستغرب هذا الكلام البعض ولكن فى حقيقة الأشياء والعمل السياسي العام وما نشهده من متغيرات متسارعة فإن ذلك ليس غريبا , لأن هذه التهمة جاهزة لكل من يحاول أو يفكر فى الخلاف مع أصحاب القرار لدى المجتمع الدولي وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية والمعروفة بوقاحتها السياسية , وسبق أن حذرنا من الإفراط فى التفاؤل من الإدارة الأمريكية الجديدة , وخاصة لأولئك المفاوضين الذين لا يحسنون سوى حسن الظن فى كل خطاب يدغدغ العواطف وكأنهم أشبال فى علم السياسة , وأضعنا سنوات طويلة من عمر قضيتنا تحت شعار لنعطي الإدارة الجديدة فرصة ولكن الحقيقة المرة هو تمديد فترة الفشل لبعض قادتنا الذين يقودونا فى عملية المفاوضات من فشل الى فشل , والانتقال المفاجئ الدائم من نشر تصريحات التفاؤل المطلق الى التشاؤم المطلق دون الاستناد الى قول الحقيقة التى أعتقد جازما - بحكم خبرتهم الطويلة - أنهم يعلمونها ويدركونها جيدا , ولكنهم يصادرون عقولهم ويسيرون عكس المنطق لتحقيق أهواء فى أنفسهم .
والسؤال أين الجديد فى الموقف الأمريكي الذي أعلنته وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون فى مؤتمرها الصحفي مع رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي نتنياهو ؟ ولماذا هذه التصريحات الغاضبة المفآجأة من البعض وكأن هناك وعودا سرية لم يفصح عنها ثم خذلتهم كلينتون ؟ هذه سذاجة سياسية من المعيب أن نستمر فى تداولها , وآن الأوان لنتصرف سياسيا وفق رؤية محددة واضحة وخطة مدروسة باتجاه المجتمع الدولي بدون مجاملة لأحد أو نفاق , وآن الأوان لإحداث نوع من تجديد أسلوب عمل القيادة الفلسطينية من خلال بناء وتفعيل المؤسسات المتخصصة وخاصة ما يتعلق بعملية المفاوضات والعلاقات مع المجتمع الدولي بعيدا عن أولئك الذين لا يحسنون سوى لغة المجاملات السياسية الكاذبة والتى جرت علينا الويلات والفشل , آن أوان الصراحة السياسية ووضع النقاط على الحروف مهما كانت النتائج لأنها بالتأكيد لن تكون أسوأ مما هو متوقع من سياسة المجاملات والنفاق السياسي .
بعد أيام تمر علينا ذكرى رحيل الشهيد الرمز ياسر عرفات , والأجواء التى يمر بها اليوم الرئيس محمود عباس تشبه الى حد كبير تلك الأجواء التى أثارها الإعلام الإسرائيلي والأمريكي تجاه الرئيس ياسر عرفات بعد عودته من مفاوضات كامب ديفيد وخلافه هناك مع الطرح الأمريكي – أو كما وصفها الأخ حسن عصفور وكأنها أجواء ما بعد كامب ديفيد – والهدف منها تهيئة الأجواء لسياسة جديدة ضد الرئيس محمود عباس وتحذيره من مغبة الاستمرار فى مواقفه المعلنة والتشدد فى شروطه لعودة المفاوضات وخاصة المتعلقة بتحديد مرجعية للمفاوضات ووقف الاستيطان ووقف الاعتداءات على القدس , بالرغم من تأكيده المتواصل أنه لا يضع شروطا بل يطالب إسرائيل بالالتزام بما تم التوافق عليه فى خارطة الطريق , لكن حتي هذا الأسلوب غير مسموح به للتعامل مع الإدارة الأمريكية فى هذه المرحلة لأسباب – فهم يعتقدون – أن على الرئيس عباس إدراكها بمفرده , وكأن لسان حالهم يقول للرئيس أنت اليوم لست فى ذات الوضع الذي كان يتمتع به الرئيس ياسر عرفات بالأمس , ويجب أن تنظر تحت قدميك لترى الأرض التى تقف عليها فهي أرض ليست صلبة بل سهلة الحركة والانقسام الفلسطيني أمامك فلن يخرج الشارع الفلسطيني ليلتف حولك كما خرج لياسر عرفات عند حصاره , بالرغم أن الموقف الذي أعلنه الرئيس محمود عباس يستوجب أن يعلن الجميع الآن وفورا – بغض النظر عن الخلاف الداخلي وعلى وجه الخصوص مع حركة حماس – تأييده المطلق للمواقف التى أعلنها فى وجه كلينتون , ويجب أن نثبت أن هناك إجماع فلسطيني عام حول القضايا الأساسية لشعبنا , ولابد أن نرسل رسالة واضحة وصريحة ليس بالخطابات ولكن بالمواقف على الأرض للإدارة الأمريكية بأن لا يحاولوا استغلال الانقسام الفلسطيني لإظهار ضعف القيادة الفلسطينية أو التشكيك بشرعيتها لأن هذا شأن فلسطيني داخلي ,ولكن فى الفعل السياسي العام فنحن أقوياء وموحدون أمام الغطرسة الأمريكية والإسرائيلية ولن نسمح لأعداء شعبنا التفرد بنا وخداعنا .
المرحلة المقبلة ستشهد تطورات متسارعة وقد تكون أسرع مما نتصور أو نعتقد , وبالتأكيد لا تحمل لنا بوادر إيجابية بل مزيدا من الضغوط والتهديد على كافة المستويات , ولعل أولها على سبيل المثال الموقف الأمريكي الرافض لإجراء الانتخابات الفلسطينية التى أعلن عنها الرئيس محمود عباس وبالتأكيد هذا الرفض ليس بسبب رفض حركة حماس لذات الانتخابات ولكنه نوع من الابتزاز السياسي للرئيس محمود عباس وامتلاك ورقة التشكيك بشرعيته لاستخدامها فى الوقت الذي يشاءون وتشجيع أو إطالة أمد الانقسام لتمرير مخطط تم الاتفاق عليه منذ زمن .
وأمام كل تلك الحقائق التى لا تخفى على قادة شعبنا وفصائله هل سننتظر طويلا حتى يكتمل تنفيذ فصول ذلك المخطط , وهل إذا أصر الرئيس على مواقفه هل هو فى طريقه الى الحصار فى المقاطعة أو دفعه للاستقالة ومن ثم ندخل فى نفق مظلم لا نعلم نهايته ؟ وهل يمكن تجاوز بعض النقاط فى وثيقة المصالحة المصرية والاسراع في إنجازها لنضع خطة فلسطينية شاملة لمواجهة أصعب الظروف المتوقعة , أليس من العار علينا بعد كل هذا أن نبقى فى حالة الانقسام ؟




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !