مجتمع ولكن متشائم

بسم الله الرحمن الرحيم

غريبة هي تلك النظرة في المجتمع فيكاد يكون جميع عناصره متشاءمون بل ومكتئبون فأكاد لا أرى ملامح بصيص أمل متشكلةً في تقاسيم وجوههم 000

قد أجد العذر لمن عاصروا زمن الحروب والنكبات السابقة لما عانوه في حينها وانعكس على حياتهم وعلى تظرتهم السوداوية للأمور ، وعندما أنظر لجيلنا الحالي أقول في نفسي أنه كذلك يستحق العذر لما يعانيه من كبت وألم وقلة حيله وخيارات محدودة بل قد تكون معدومة لمستقبل ليس له ملامح 0

ولكن الصدمة الكبرى التي قضت مضجعي هي انعكاس هذه النظرة على الناشئة والاطفال ومن هم يتلمسون طرق الشباب ومازالوا ببدايته 0

فمن أكبر المصائب وأعظم الملمات أن ينشأ جيل لايرى في قادم أيامه ومستقبل عمره أي أمل يضيء له طريقه 0

فبحكم عملي ( كمعلم ) عاصرت الكثير مِن مَن هم يخطون خطواتهم الأولى في عالم غريب لم يعهدوه ولم يخبرهم أحد عنه لأنه وبكل بساطه لم يتعرف عليه أحد لحد الآن 0

وفي كل مرة أحاول أن أختبر مدى تمسك أبنائي ( طلابي ) بنظرة الأمل فأصدم بما أرى من نظرة تشاؤمية تشكلت في اللاوعي لديهم بحيث أصبحت تنعكس على كل تصرفاتهم وتوقعاتهم 0

فإن كان جيلنا السابق هكذا وجيلنا الحالي حاول وفشل فما ذنب جيل قادم يعيش مأساة من سبقوه 0

ومضة :ـ

1)قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( تفاءلو بالخير تجدوه ) أو كما قال عليه افضل الصلاة واتم التسليم 0

2) سئل نابليون بونابرت : كيف استطعت أن تمنح الثقة في أفراد جيشك ؟

فقال : كنت أرد بثلاث ، من قال لا أقدر : قلت له حاول ، ومن قال لا أعرف : قلت له تعلم ، ومن قال  مستحيل : قلت له جرب

بقلم / فهد البلادي