مواضيع اليوم

مجاهد من أهل ناسا

كلكامش العراقي

2010-01-20 17:58:00

0


عندما ينظم شخص الى وكالة ناسا فأنه لن يعلم أين ستقوده الرحلة من المركبات الفضائية في المدار الى البيئات التحت مائية وصولا الى أقسى الظروف الطبيعية على الأرض.
بالنسبة لمالكوم فيلبس،التجربة مع ناسا قادته الى بغداد عاصمة العراق الجريحة أنضم حيث هناك الى فريق يعمل من أجل تطوير البنى التحتية للتعليم.
يعمل فيلبس تحديدا مع فريق أعادة الأعمار المدني في بغداد.هذا الفريق هو أحد مشاريع الحكومة الأمريكية للعمل مع القادة العراقيين لمساعدتهم في أعادة بناء البنى التحتية.يضم الفريق عناصر من الجيش الأمريكي وأختاصيين مدنيين من الحكومة الأمريكية ممن تطوعوا لتقديم خبراتهم لمساعدة القادة المحليين.هذه الفرق كانت مفتاحا للتحسن الأمني والأدراي في العراق ويجري العمل على تكرار هذا النجاح في أفغانستان الآن.
فيلبس الموظف في البرنامج التثقيفي لناسا يشغل اليوم منصب كبير مستشاري فريق الأعمار المدني في بغداد.
فيلبس أنضم الى ناسا كرئيس لقسم التعليم التقني عام 1991 وتمت ترقيته عام 1995 ليشغل أدراة القسم التثقيفي بأكمله.وفي عام 2008 أنضم الى فريق الأعمار المدني وقبل بعد ذلك طلبا بتمديد مهمته سنة أخرى.
يقول فيلبس"أصبحت مهتما بعمل الفريق بسبب رغبتي في المشاركة في جهود بلدنا من أجل أعمار العراق"ويضيف "الكثير من الأمريكيين يقدمون التضحيات وأعتقد أن بأمكاني المساعدة،الكثير من جنودنا خدم لعدة جولات قتالية وظلوا بعيدين عن أسرهم وبالتالي المخاطرة التي قبلتها  تعد أمرا بسيطا مقارنة بما قدمه هؤلاء الجنود".
للأنضمام الى الفريق أتصل فيلبس بالحكومة الأمريكية والتي قبلت طلبه حيث ضمته الى فريق الأعمار المدني-فريق التعليم.وعندها قررت ناسا ومكتبها التثقيفي الموافقة على تعيين فيلبس للعمل مع الفريق في العراق.
يقول فيلبس أنه يفتخر بتمثيله لوكالة ناسا في الفريق ويضيف" أن المكتب التثقيفي لناسا مشاركة فعالة في الجهود الأمريكية لأعادة الأعمار".
يعد الجانب التثقيفي أحد أهتمامات ناسا الأساسية في داخل الولايات المتحدة.وتهتم الوكالة أمريكيا بجذب وشد الطلاب الى العلوم والتكنلوجيا والهندسة والرياضيات من أجل تطوير القوى العاملة مستقبلا.
عندما وصل فيلبس الى العراق كان التركيز بالنسبة لفريقه ينصب على أعمار المدارس وتوفير التجهيزات اللازمة لها.
وبالتعاون مع وزارة التربية العراقية أشرف الفريق على أنفاق 20 مليون دولار من أجل أعمار وتجديد وتجهيز المدارس.أكثر من 200 مدرسة أعيدت للخدمة من خلال هذا البرنامج بعد أن تعرضت للدمار نتيجة المعارك والعنف حيث كانت المدارس تستخدم من قبل المتمردين الذين أعتبروها ملاذا مفضلا بالنسبة لهم.أعادة تأهيل هذه المدارس مثل أشارة ملموسة للأهالي عن التقدم الحاصل في الوضع العام كما أبعد الطلاب اليافعين عن التأثر بالدعايات المضادة من خلال أنشغالهم بتطوير قدراتهم.
يفتخر فيلبس بالخصوص بأعادة أفتتاح مدرسة للبنات في ناحية الطارمية.عندما وصل في عام 2008 كانت المتفجرات قد أزيلت لتوها عن المدرسة،كانت هناك فتحة بقطر أربعة أقدام في جدار مكتب مديرة المدرسة تسببت بها قذيفة مدفعية فيما تتعلم اليوم 500 فتاة في هذه المدرسة التي وصفت بعروس الناحية .
ومنذ أسند أليه قيادة الجهود التعلمية في بغداد -حيث توجد أربع جامعات عراقية رئيسية- ركز فيلبس على التعلم العالي حيث يعمل الفريق على دعم المختبرات في أهم كلية هندسية في العراق والتي تعرضت للتخريب والسلب منذ بضع سنوات.قام فيلبس بترتيب رحلة الى بغداد للهيئة الأمريكية الهندسية من أجل تخمين أحتياجات التطور المستقبلي ورسم الخطوط العريضة له.
وبينما تستمر العديد من المشاريع كتدريب معلمي اللغة الأنكليزية يفتخر فيلبس بطلب السفارة الأمريكية منه لتخطيط وتنفيذ  برنامج لتطوير القدرات العراقية والذي سيهيئ لللطلبة المتفوقين الدراسة في الولايات المتحدة،يقول فيلبس "الطلبة الذين سيتم تدريسهم في الولايات المتحدة سيعادون الى العراق للمشاركة في تطوير البلد وبناء الأمل المشرق للمستقبل".ومع التحسن الأمني أصبح التعاون مع الجامعات الأمريكية أمرا متاحا..ومن المحتمل أن يسهل هذا الأمر أكثر من خلال برامج ناسا كبرنامج مجموعة المنح الفضائية يضيف فيلبس.
عندما يفكر الناس بناسا،سيفكرون بالقمر والمريخ أكثر بكثير من تفكيرهم  ببغداد.لكن مشاركة مالكوم فيلبس في في فريق الإعمار التعلمي هو طريقة أخرى للوكالة لتطوير الحياة هنا على الأرض من أجل مساعدة الناس للوصول الى النجوم.
 
موقع وكالة ناسا لأبحاث الفضاء
ترجمة كلكامش العراقي
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
 
في بلداننا عندما ينال الشخص درجة وظيفية محترمة فأنه لايتركها الا معزولا عنها أو محالا الى التقاعد..فوظيفة مدير في وكالة لها مكانتها العالمية والعلمية تعتبر بلاشك وظيفة مميزة يحسد صاحبها عليها...الا أن صاحبنا فيلبس آثر أن يترك هذه الوظيفة ويتوجه الى العراق حيث يكون مهددا بالقتل في أي لحظة..
لا أعتقد أن الراتب الذي يتقاضاه هو مادفعه لذلك..فليست ناسا مؤسسة شحيحة العطاء..كما لا أعتقد أنه يطمح الى منصب وإلا كان أنخرط ضمن مهام العمل الدبلوماسي..كما لا أعتقد بأن دافعه ديني..لأنه أن كان كذلك لتوجه الى بلدان تطابق عقائدها عقيدته لا أن يأتي الى بلد معظم أهله مسلمون..
كنت قد عقدت العزم على أجراء مقارنة بين فيلبس والزرقاوي أو أبو أيوب المصري أو علي موسى دقدوق أو أي مرتزق آخر قدم من خارج العراق ليعيث في الأرض فسادا لأقارن بين نبل فيلبس وخسة هؤلاء..لكنني وبعد أن بدأت الكتابة أحسست أنني أظلم الرجل..إذ ليس هناك أدنى مجال للمقارنة بين الأثنين..بل ليس هناك من مجال للمقارنة بينه وبين بعض أبناء البلد الذين قتلوا أخوتهم وسرقوا قوتهم وأموالهم..فعدلت عن المقارنة كليا.
ترى الا يعد ماقام به فيلبس...جهادا يستحق الجنة؟؟؟
اليس بحق نموذج حياة يستحق التقدير والأحترام والأقتداء به؟؟
ترك بلاده وعمله ليساعد شعبا لاتربطه به دم ولادين ولاعرق في مداواة جروحة التي سببها له من كان يعتبرهم أشقاء وأخوة وجيران...

 

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات