صرح موفق الربيعي مستشار الامن القومي في العراق الى بعض الصحف والفضائيات قبل يومين ان منظمة مجاهدي خلق هي منظمة محترمة ولم تتلوث ايديها بدماء العراقيين ولم تكن يوما اداتا بيد صدام حسين ووو .. وكذلك صرح العديد من السياسيين العراقيين بمثل تصريحات الربيعي مثلا قال محمد الدايني النائب في البرلمان عن محافظة ديالي ان وجود منظمة مجاهدي خلق في العراق قانوني وفق المعطيات القانونية المحلية إضافة إلي المعايير الدولية.
وهنا اريد ان اذكر شيئا .الربيعي هذا بالمناسبة شخص له صفة عجيبة غريبة ؟ ,فمنصب مستشار الامن القومي ابتدعه الحاكم العسكري السابق بول بريمر , وهو منصب لايمت الى الحكومة العراقية بصلة , حيث ان عقد الربيعي هذا مع الحكومة الامريكية لمدة خمس سنوات (ولا اعلم بكم مئة الف دولار) , ويمتلك الربيعي حرية في التصرف والتصريح بعيدا عن جميع السلطات التشريعية والتنفيذية بضمنها رئاسة الوزراء والجمهورية . ولم يستطع احد من ازاحته عن منصبه في ثلاث حكومات مؤقتة وواحدة دائمية . وفي هذا السياق ظهر رئيس الوزراء السابق اياد علاوي فترة من الزمن على شاشات التلفزيون في فترة حكومته وهو يربط يده برباط طبي , واشيع في ذلك الوقت ان الربيعي صرح بتصريح لم يعجب علاوي , مما حدى برئيس الوزراء بتوبيخ الربيعي وطرده من منصبه , ويقال ان الربيعي رد بانه موظف امريكي وليس من صلاحيات رئيس الوزراء العراقي طرده من منصبه , فاشتد غضب علاوي الى درجة ضربه بيده بقوة على الطاولة مما ادى ال كسر احد اصابعه . ومع ذلك لم يستطع طرد الربيعي هذا مستشار الامن القومي العراقي الغير خاضع للقانون العراقي ؟.
وبالرجوع للموضوع الرئيس ولمن لا يعرف مجاهدي خلق فهي جماعة ايرانية شاركت الثورة الإسلامية عام 1979 خاصة وأنها كانت تشارك أية الله الخميني نفس الهدف ألا وهو الإطاحة بشاه إيران لكن سرعان ما اختلفت الحركة، التي تعد خليطا بين الماركسية والإسلام، مع النظام الإيراني وعارض بعض عناصر مجاهدي خلق المرشحين الموالين لخميني في الانتخابات العامة التي أجريت في عام. 1980 ، وقاموا بتنظيم مظاهرات مناوئه لخميني والتي ردت عليها الحكومة الإيرانية الجديدة بعنف وتم إعدام عدد من زعماء مجاهدي خلق وأجبرت قيادة الحركة على نقل مقرها إلى باريس في عام 1981 وشهدت الأعوام الأولى من الثمانينيات سلسلة اغتيالات لعدد من كبار المسؤولين الإيرانيين. وألقي بمسؤولية تلك الاغتيالات على حركة مجاهدي خلق وفي عام 1985 كلفت مريم رجوي بقيادة الحركة مع زوجها مسعود الذي تزوجته في نفس العام بباريس وبعد ضغط شديد من باريس اضطرت حركة مجاهدي خلق لمغادرة فرنسا في عام 1986 والانتقال إلى بغداد لكي تكون قريبة من الحرب التي تشنها العراق ضد عدوهما المشترك المتمثل في حكومة الملالي في إيران كما صرح قياديوها . وفي عام 1987 تم تشكيل جيش التحرير الوطني ليكون الجناح العسكري لحركة مجاهدي خلق وأصبحت مريم نائب قائد جيش التحرير الوطني. وفي عام 1987 أعلنت الحركة تصديقها على القيام بتوغلات في الأراضي الإيرانية ويقال أن النساء يمثلن ثلث مقاتلي الحركة في العراق. ويرى بعض الخبراء أن هذا بمثابة حيلة دعائية من جانب الحركة لتحدي القيود التي تفرضها طهران على النساء ويعيش أعضاء مجاهدي خلق في المنفى في العراق، على بعد 70 كيلومترا من بغداد.
المهم انني اذكر توعد الساسة واعضاء الاحزاب الموالين لايران هذه الجماعة بالويل والثبور, واذكر جيدا حينما كنا نجلس انا واصدقائي قبل الاحتلال وفي ايامه الاولى ونتحدث في السياسة , وكلما جاء ذكر منظمة مجاهدي خلق يبدأ اصدقائي بلعنهم ووصفهم بعملاء صدام ويقولون جاء وقت الانتقام من هؤلاء المنافقين كما كانوا يصفونهم . وكنت دائما اخالفهم الرأي واقول لهم بان احدا لن يجرأ على ايذائهم وان الامريكان سوف يحموهم لاستخدامهم كورقة ضغط على ايران , وهذا ما حصل فعلا ,فلقد وافقت الدول الأوربية امس علي رفع جماعة مجاهدي خلق الإيرانية من قائمة الاتحاد الأوربي للجماعات المحظورة الراعية للإرهاب. واعتقد جازما ان امريكا ستحذوا حذوهم.
يقول دانييل بايبس الصحفي الشهير والمقرب من اصحاب القرار الامريكي ان لم يكن منهم في احدى مقالاته المنشورة في موقعه على الانترنت في 10 يوليو- تموز 2007 إن إدارة وتوجيه التيارات والقوي السياسية العنيدة والمتخاصمة وهي في المهجر أو وهي في حالة اللجؤ السياسي ليست أبدا بالأمر السهل، وخصوصا المعارضة الإيرانية المعروفة باسم مجاهدي خلق أو مجاهدي شعب إيران. ولنوضح الأمر بلغة بسيطة، إن النظام السياسي الشرير لدولة النفط الذي تعارضة مجاهدي خلق يفزع ويُرهب نصف العالم الغربي ويُغري ويساوم النصف الآخر، ومن ناحية أخرى تُتهم جماعة مجاهدي خلق بأنها جماعة إرهابية ماركسية- إسلامية متقاعدة عفا عليها الزمن. ويضيف, لقد شاهدت واحدة من هذه التظاهرات في قاعة معرض واسعة خارج باريس الأسبوع الماضي، حيث اجتمع حوالي 20,000 إيراني من مختلف أنحاء العالم لسماع موسيقاهم الشعبية القديمة، يرفعون الأعلام والرايات، ويستمعون لكلمات وخطابات مختصرة سريعة من قبل أشخاص غير إيرانيين ممن يتمنون الخير لهم - ومن أبرزهم بوب فيلنر عضو الكونجرس الأمريكي، ديموقراطي عن كاليفورنيا، ورئيس وزراء جزائري سابق سيد أحمد غوزالي. ثم هدأ الحشد لمدة 85 دقيقة استمع فيها لكلمة زعيمة مجاهدي خلق السيدة مريام راجافي التي تناولت فيها بالشرح الأوضاع العامة.
ألهمني الاجتماع بعدّة ملاحظات. أولا، كان الانتاج والإخراج البارعان، المليئان بالتلميحات للتقاليد السياسية الأمريكية – بالونات وقطع الورق اللامعة التي تتساقط على الجمهور من العوارض الخشبية بسقف القاعة، وشاشات التلفزيون التي تعرض وصول موكب الزعيم السياسي - يستهدفان في الغالب جمهوراً خارج القاعة، خصوصا في إيران.
اذا الكل كان يجمع ان مجاهدي خلق ارهابيون عندما كانوا يحتمون بصدام المقبور ولما احتموا بامريكا اصبحوا مظلومين ولاجئين وايديهم غير ملوثة .
التعليقات (0)