وزارة الداخلية بين الحين والآخر تحتاج إلى جاني أما لآرتكاب جريمة تخطط الداخلية لها أو لكي تقدمه على أنه مرتكب جريمة فشلت في التوصل إلى فاعلها الحقيقي!، فالأحداث تشير إلى أن هناك مجانين ارتكبوا جرائم بشعة ومع الأيام ثبت بالأدلة ان مرتكب الواقعة شخص عادي تم تجنيده بمعرفة وزارة الداخلية لآرتكاب الجريمة لتوصيل رساله ما إلى جهه ما ثم تعلن الوزارة أن مرتكب الواقعة مختل عقليا ليتم بعدها إيداعه مستشفى المراض العقلية لفتره قصيرة لحين نسيان الواقعة ثم يتم إطلاق سراحة، كما أكدت الأحداث على أن وزارة الداخلية لجأت في بعض الجرائم الكبرى إلى اختيار أشخاص مختلين عقليا وإعلان مسئوليتهم عن حوادث معينة أثارت الرأي العام وفشلت الوزارة في التوصل للجاني الحقيقي أو مرتكب الواقعة وبالتالي فإن المختل عقليا يكون هو عادة طوق النجاة، وهؤلاء المختلين عقليا هم في النهاية جزء من تاريخ وزارة الداخلية تم تدوين أسمائهم في ذاكرة التاريخ المصري عموما تحت عنوان " مجانين صنعتهم وزارة الداخلية وصنعوا بقاءها!".
(حكاية غريبة)
ففي 26 أكتوبر 1993 اقتحم شاب يدعى صابر فرحات (27سنة) قاعة الفالوكة داخل فندق سميرا ميس القاهرة الساعة العاشرة والنصف صباحا وأطلق النار على رجال قانون حضروا من معظم أنحاء الدنيا للمشاركة في المؤتمر السادس للجمعية المصرية للقانون الجنائي ، ليلقى أربعة من أبرز الحضور مصرعهم وهم فرنان بولان عميد كلية الحقوق بجامعة مرسيليا وكيب هوفمان محام أمريكي ، وروبرت لويس مور محام أمريكي،ولويجى راجا قاضى إيطالي.. كما أصيب المحامي السوري محمد العقاد والمحامي الامريكى ماربل كرامل وأحد جارسونات المطعم المصريين.
وقبل مرور أقل من نصف ساعة ، وقبل حضور سيارة الإسعاف، أعلنت وزارة الداخلية أن مرتكب الحادث هو صابر فرحات وانه مختل عقليا طبقا لشهادة طبية رسمية صادرة عن وزارة الدفاع تفيد بأنة أصيب بلوثة عقلية أثناء تأدية الخدمة وفصل بسببها من الخدمة ، وأن الضحايا مجرد سياح أجانب !.
والغريب أن جميع المجني عليهم من الضيوف الأجانب أعضاء المؤتمر ولم يصيب أحد من المصريين الحضور - والرواية على لسان الشاهد كما نشرتها مجله روز اليوسف بتاريخ 27أكتوبر1993- اى أن صابر كان يعرف إلى من يصوب مسدسة وشاهد أخر قال أن المتهم لم يكن بمفردة أثناء تنفيذ جريمته، بل كانت هناك فتاه تشير له على المجني عليهم ،وأن المتهم أطاعها وأطلق عليهم النار!.
وفى صباح اليوم التالي للحادث صدرت الصحف القومية لتحمل صفحاتها الأولى العناوين الحمراء ومؤكدة أن المتهم مجنون مجنون،وأن الضحايا سياح أجانب ،وان زيارة الرئيس مبارك إلى أمريكا التي تزامنت مع الحادث لم تتأثر وأن تصريحاته عن تراجع الإرهاب ليست أوهاما وطالب مبارك أثناء رحلتة بضرورة تمديد قانون الطوارئ!
وفي صدر الصحف توالت المفاجآت والمفارقات والمتناقضات، فقد أشارت مجله روزاليوسف بتاريخ27أكتوبر1993 إلى إن السيناريو المتبع في الحادث قد حدث من قبل أثناء زيارة الرئيس العام الماضي ــ اى عام 1992ــ حيث شهدت أسيوط حادثة إرهابية تزامنت مع الزيارة!!.
وان تصريحات الداخلية مدعمه بالوثائق والمستندات، وأنة مصاب بلوثة عقلية قبل الحاقة بالخدمة العسكرية وان التقرير الطبي صادر بتاريخ 20 ديسمبر 1988لذا كان من الطبيعي إنهاء خدمتة بالقوات المسلحة لعدم لياقتة الطبية وكان ذلك في شهر مايو 1989، وان صابر ألقى القبض علية قبل ثلاثة أشهر للاشتباه في أنة ينتمي لأحدى الجماعات المتطرفة ولكنه أفرج عنة بعد أسبوع واحد فقط !!!.
وحملت صحيفة الحياة اللندنية في عددها الصادر بتاريخ 29 أكتوبر 1993 عن لسان اللواء نصار زاهر مدير مصلحة الأمن العام ـــ أنذاك ـــ انه لم يتم القبض على شركاء للمتهم وانه لاينتمى للجماعات المتطرفة وليس للحادث أي أبعاد سياسية.
في الوقت الذي أجمعت فية الصحف القومية والتقارير الحكومية على جنون صابر حملت صحيفة الأحرار في عددها الصادر في أول نوفمبر 1993 اعترافا من خطيبة صابر السابقة قالت فيه((مين اللي قال إن صابر كان مجنونا..أبدا ،أنا اعرفة نذ عامين وألقيت به عشرات المرات وكان طبيعيا وعاقلا في كل تصرفاته واعرف تماما علاقتة بأهلة فقد كانت طبية وسليمة جدا.
وهى نفس شهادات أصدقاؤه وزملاؤه في معهد الموسيقى الذي التحق به وأنهى درا ستة بعد خروجة من الخدمة العسكرية حاملا شهادة طبية تثبت أنة مختل عقليا وأن عجزه كلى وغير مدرك لما يدور حولة!!!!.
وبعرض المتهم على المتهم على النيابة .. أمر المستشار على عمران المحامى العام لنيابيات وسط القاهرة الكلية ـ أنذاك- بعد تحقيقات استمرت أربعة أيام فقط بإيداع المتهم صابر فرحات أبو العلا مستشفى الأمراض العقلية والنفسية وتقديم تقرير للنيابة بعد أن اعترف المتهم تفصيليا بارتكابه حادث إطلاق الرصاص على رواد فندق سميرا ميس بمفردة وبدون تحرض من أحد.
(المـــفاجـــــــئة)
بعد أربعة سنوات وبالتحديد يوم 18/997وقع الاعتداء الارهابى على أتوبيس سياحي بميدان التحرير بوسط القاهرة في الواحدة ظهرا وراح ضحيتة 10 سياح وإصابة 17 آخرون.. وكما تعودنا من وزارة الداخلية من خفة ورشاقة ، صدر البيان بعد أقل من نصف ساعة ليعلن المفاجئة، وهى أن مرتكب الحادث هو صابر فرحات (31سنة) وشقيقة محمود (27سنة) .. وان المتهم الأول مختل عقليا وهارب من مستشفى الأمراض العقلية وسبق اتهام في القضية رقم 6977 لسنة1993 جنايات قصر النيل ..حيث ارتكب في 26 أكتوبر 1993 واقعه إطلاق أعيرة نارية من طبنجه كانت في حوزتة على احد نزلاء ـــ وهذا نص بيان الداخلية ــ فندق سميرا ميس في القاهرة وتم التحقيق معة في الجناية وتبين أنة مختل عقليا ، وأيدت المحكمة المتخصصة بالنظر في القضية هذا القرار وتم تنفيذة في حينة وأودع مستشفى الخانكة منذ التاريخ.. وتأكدت من التحريات العاجلة أنة هرب من المستشفى يوم 15 سبتمبر 1997 والتقى شقيقة محمود واشتركا في ارتكاب الحادث.
وتوالت المفاجآت ..حيث تبين أن صابر اعتاد الخروج من المستشفي والتردد على بيتة وأنة ــ كما نشرتة جريدة الوفد بتاريخ 19سبتمبر1997 ـ قد تزوج في شهر ابريل 1997 من سميرة مصطفى بمقتضى عقد زواج رقم 6 مسلسل 376814 أحوال شخصية الزيتون!!.
وفى يوم 22سبتمبر1997 نشرت صحيفة الأهرام خبرا بحبس الدكتور سيد القط مدير مستشفى الخانكة وتهامة بتقاضي رشوة من المتهم صابر مقابل استخراج الشهادة الطبية التي أفادت بحنونة !!.
الغريب أن النيابة لم تستمع للدكتور سيد القط والذي أكد أن الشهادة صادرة من الإدارة الطبية بالقوات المسلحة وليس من مستشفى الخانكة!!.
وجاءت المفاجآت الأكثر دويا حيث أحيل صابر(المجنون بشهادة القوات المسلحة والداخلية ) إلى مفتى الديار المصرية وتم اعدامة وبعد تنفيذ الحكم بأيام أعلنت المحكمة براءة الدكتور سيد القط من تهمة الشهادة الطبية المزورة!!.
(مجنون آخر)
وفي مارس عام 2006 أقتحم مختل عقليا "مسلم" كنيسة بمنطقة محرم بيك بمدينة الإسكندرية وتعدى على حراس الكنيسة وبعض روادها بالضرب وأصابهم "بسنجة" كانت في حوزته، لتتحول بعد ذلك الواقعة إلى معركة حامية بين المسلمين والأقباط أستمرت لمدة أسبوع كامل وتدخلت قوات الأمن لتهدئة الوضع وتم أعتقال عدد كبير جدا من الشباب المشترك بالواقعة وبعد أقل من نصف ساعة من إرتكاب واقعة التعدي على حراس الكنيسة أعلنت وزارة الداخلية أن مرتكب الواقعة مختل عقليا وأنه تم أستبعاده من الخدمة "بالأمن المركزي" بسبب إصابته العقلية وأنه يدعى "محمد مسعد" وتم إلقاء القبض عليه وسوف يتم إيداعه مستشفى الأمراض العقلية، وبعد اقل من شهر خرج محمد من المستشفى ويعيش حياته بشكل طبيعي جدا، وطبقا للتحليلات وقتها أتهمت الصحف المعارضة وقتها وزارة الداخلية بالوقوف وراء الواقعة وتدبيرها بسبب الضغوط المفروضة وفتها من الغرب وأمريكا وأيضا القوى الوطنية بالداخل لإلغاء قانون الطواري، وعقب الواقعة تم تمديد العمل بقانون الطوارئ بحجة الحاجه لوجوده لإجهاض الفتن الطائفية والعمليات الإرهابية، وتسببت هذه الواقعة في مباركة وتأييد الدول الغربية والأمريكية لتمديد الطواري في مصر.
وغيرهم من المجانين رواد عنبر (9 خطرين) بمستشفى الأمراض العقلية بالعباسية والذين ادوا لوزارة الداخلية خدمات جليلة وأرتكبوا وقائع كانت فيما بعد سببا في تمديد قانون الطوارئ أو الخلاص من معارضين أزعجوا الأنظمة العربية فجاْت نهايتهم على يد مختل عقلي.
التعليقات (0)