أطلقت وزارة الداخلية صفة «المجنون» علي كل من يرغب في مقابلة الرئيس مبارك أو يفكر حتي من الاقتراب
من مقر رئاسة الجمهورية.. الصفة التي تعدها الداخلية مسبقا تنطبق علي جميع المصريين البسطاء. ويستثني بالطبع رؤساء الدول الشقيقة والوزراء ورجال الأعمال والنخبة المقربة.
منذ أيام ألقت مباحث أمن الدولة بمحافظة المنيا القبض علي الشيخ شلش محمد محمد علي «47 سنة» وكيل المعهد الإعدادي الأزهري بإحدي قري المنيا أثناء سيره علي قدميه من قريته التابعة لمركز العدوة متجهاً إلي القاهرة طالباً مقابلة الرئيس مبارك لمناقشته في حال اللأزمة ومكانة مصر في أعقاب المجزرة التي ترتكبها (إسرائيل) في غزة.. وتم تحرير محضر ضده اتهمه بالجنون والتفوه بألفاظ غير مفهومة وأحيل إلي مستشفي الأمراض النفسية والعصبية للوقوف علي حالته.. الحادثة ذاتها تكررت كثيراً وحملت نفس الاتهام ففي سبتمبر 2008 ألقت مباحث مصر الجديدة القبض علي أمين شرطة لرغبته في تسليم خطاب للرئيس مبارك يطلب فيه مساعدته في الحصول علي العلاج اللازم نظرا لإصابته بكسر مضاعف بالساق اليسري وتبين أن الأمين يدعي أحمد عطية من قوة مديرية أمن قنا ومقيم بالغربية وتحرر له محضر رقم 5 أحوال مصر الجديدة وتم صرفه من ديوان النيابة. بعد توجيه تهمة الجنون له. وفي إبريل 2004 ألقت مباحث مصر الجديدة القبض علي محمد عطا الله زكي 23 سنة عاطل عندما أبلغ حرس القصر برغبته في مقابلة الرئيس لعرض بعض الأمور عليه.. وتحرر له المحضر رقم 67 أحوال مدينة نصر لسنة 2004 وأحيل إلي مستشفي الأمراض النفسية والعصبية للتأكد من قواه العقلية.. وفي يناير 2005 ألقت شرطة الحراسات الخاصة بقصر العروبة القبض علي طالبة من الإسكندرية تدعي سهيلة إبراهيم علي 29 سنة حاولت دخول مقر الرئاسة بمصر الجديدة لتشكو للرئيس من فساد الجامعة الذي أدي إلي رسوبها عدة مرات في السنة النهائية وحرر لها المحضر رقم 110 أحوال. وتم توجيه نفس التهمة لها وتبين أنها كانت تريد أن تشكو للرئيس بعد تجاهل أساتذتها لها.
وفي أغسطس 2005 ألقت مباحث مركز قويسنا القبض علي سيدة تدعي مديحة عبدالمجيد أحمد «52 سنة» أثناء توجهها إلي مدينة شبين الكوم لمقابلة الرئيس مبارك الذي كان يلقي خطاباً في كلية الحقوق بجامعة المنوفية وذلك لتشكو إليه استيلاء المحافظة علي قطعة أرض مباني خاصة بها دون تعويضها، الحالات السابقة تختلط بالطبع مع حالات أخري تبين أنها تهذي بالفعل بعبارات غير مفهومة وتريد مقابلة الرئيس غير أن الداخلية أخذت الجميع في سلة واحدة ووضعتهم في خانة الجنون لترتاح ويرتاح معها الجميع من مشقة البحث عن أسباب دفع هؤلاء إلي مقابلة الرئيس والشكوي له.
ليصبحوا جميعا نزلاء دائمين علي عنبر 9 مجانين الذي يضم أكثر من 50 مدعي للنبوة بالاضافة الي أدعياء المهدي المنتظر.
التعليقات (0)